نجاحك عبارة عن مجموعة خطوات؟
الإصرار والإرادة والمواصلة والالتزام أول عوامل النجاح.
للنجاح طعم خاص ورائع لا يعرفه إلا من استطاع تسلق سلمه بجد وتضحبة وإصرار كبير؛ ولأن النجاح غاية يمكن لأي إنسان تحقيقها فإننا نجد العديد من الناس تنشده كغاية لها وكل حسب تفكيره واختصاصه وطموحه ولأنه لغة عالمية جد مفهومة لا تحتاج لمن يترجمها؛ فهو من دون شك غير محدود وفي نفس الوقت غير مشروط على أحد.
وبهذه الخصائص المتميزة له يسعى الناس للوصول إليه كل حسب تصوره فالنجاح عندي ليس بالضرورة النجاح عندك ولكن عندما تصل إلى درجة عالية منه يصبح واقعا تقهرني به ومجتمعك، ذلك أن من صفاته الفرق والتميز والتألق وربما الشهرة وغيرها من الميزات ...
ولعل أبرز الأشخاص الناجحين والمتألقين يمتازون بعادات ومهارات يشتركون فيها من دون شك وهذا ما جعل مختلف منظري التنمية البشرية عبر العالم يبدعون في تحديد وإيضاح مهاراته بل وحتى الفلاسفة والمفكرين القدامى أشاروا إليه وتطرقوا له ولو بطرق غير مباشرة في بعض الأحيان.
وللنجاح مسلمة كبيرة تتكون من قاعدتين؛ تقول الأولى: إن أردت أن تنجح فعليك ألا تيأس. أما الثانية تقول: عليك أن تحفظ القاعدة الأولى جيدا.
ومن هنا يتضح لنا أن الإصرار والإرادة والمواصلة والالتزام أول عوامل النجاح وقد يقول البعض بأن النجاح يختلف من مجتمع لآخر فهو أسهل في المجتمعات المتقدمة والمتطورة، وصعب في الأخرى الأقل تقدما. وحتى وإن سلمنا بهذا الطرح فهدا لا يمنع أبدا من تحقيقه بل بالعكس؛ فصعوبة الوصول إلى ما تبتغيه يدفع بك لزيادة العمل والبحث عن بدائل ومهارات جديدة لتحقيقه؛ وبما أن النجاح لا يعرف زمانا ولامكانا؛ طالما أنه غالبا يبدأ من الصفر؛ إلا أن الوصول إليه وسط مجتمعك يعتبر أفضل رد لمن حاولوا الإنقاص من عظمة طموحك.
قد يتحدت البعض عن مدى نفع اختيار قدوة ناجحة للأخذ منه ما يناسبك من مهارات، نعم؛ فلكل إنسان سواء كان ناجحا أم لا صفات ومميزات يمكنك أن تأخذ ما يخدمك منها وتترك ما لا يخدم نجاحك؛ فمثلا لك صديق غير ناجح كثيرا ولكنه غير قلق ومتحكم جدا في أعصابه لا بأس أن تأخذ هذه المهارة وهي من دون شك ميزة مفيدة لك؛ وهكذا، تلتقط ما يناسب شخصيتك من خلال الآخرين هذا دون أن تغفل عن تعلم مختلف المهارات والعادات كاستغلال الوقت بكفاءة وتوزيع الأولويات في الحياة وكذا تعلم لغات جديدة أو حرفة جديدة وكذا مهارات التواصل الاجتماعي. ذلك أن لاكتساب العلم والمعرفة مساهمة بالغة في نجاحك فهما يجعلان منك تدرس كل ما تريد القيام به لتفادي السقوط الحر والمدوي بل والتعلم مما سبق من أخطائك؛ فالعلم والتعلم يوضحان لك الرؤية أكثر بل ويجعلانك تضع استراتيجيات ومنها وضع بدائل لخططك ورسمها بشكل متقن لتدرك ما يحيط بك جيدا.
كلها طرق مميزة وفعالة اعتمدها معظم الناجحين ذلك أنهم يتخلون عن التفكير الزائد في المستقبل طالما أن أمامهم فرصة التمتع والتطور في الحاضر وكما يقول المثل: "الحظ يحالف النفس المهياة" فها هو ذا المرحوم إبراهيم الفقي أحد أبرز الناجحين والكتاب والمحاضرين في الميدان؛ يتعلم 3 لغات في مصر فقد تعلم الانجليزية والفرنسية والألمانية قبل أن يسافر إلى كندا ويجد هذه اللغات دافعا كبيرا له ولطريق نجاحه؛ فهو لم يقل أبدا ما فائدة تعلم هذه اللغات وأنا لازلت عاملا بسيطا في الفنادق وانظر بعدها إلى ما حققه من نجاح باهر.
هذا وإن قسمنا مراحل نجاح أي إنسان فإننا وببساطة سنجدها عبارة عن مجموعة من الخطوات المدروسة الثابتة والمستمرة المملوءة بروح الإرادة والثقة والإنجاز والإيمان؛ فكثير منا لا يجد طريقا إلى نجاحه ويظن أنه صعب ومستحيل تحقيقه ذلك أنه لم يجد كلمة السر البسيطة التي تنقصه؛ فلكل مشكلة حل طالما أنك لازلت تبحث عنه؛ ذلك أن مفاتيح النجاح تكمن في الاستمرار بالحلم والسعي نحوه لاغير.
وهكذا وبطريقة شعورية ولا شعورية تبدأ مفاتيحه وكلمات سره تقترب منك ليتكون انجذاب بينك وبين ما تريد تحقيقه؛ نعم؛ فالعقل الباطن مثل الطفل الصغير لا يعرف الخطأ من الصواب وكما يقول هنري فورد: "إذا ضننت أنك تستطيع فأنت محق؛ وإذا ضننت بأنك لا تسطيع أنت محق أيضا" هكذا تلعب المباراة في قصة حياتك ومدى نجاحك ولذلك وجب تكوين اعتقادات إيجابية دائمة كيفما كان الحال.
طبعا هذا من دون أن نغفل ضرورة تجاوز محطات الماضي مهما كانت مؤلمة وقاسية ذلك أن الانشغال بها ومحاولة التفكير فيها سوف ينقص كثيرا من سرعة سيرك نحو هدفك فلكل إنسان محطات انكسار ويأس وفشل بشتى أنواعها سواء كانت نفسية قاسية أو اجتماعية صعبة؛ وهنا كان لزاما عليك أن تتفادى السماع إلى رأي الناس فيك، ذلك أنه لايدل عليك ولن يدل عليك؛ فارسم طريقا صحيحا لنفسك تحب الوصول إليه ولاتهم سرعة سيرك عليه مادمت فيه ولذا وجب نسيان الماضي وأخد المفيد من تجاربه والتفكير المتزن في بناء وصناعة المستقبل.
فاسع لأن تتعب لكي لاتتعب؛ فبناء أساس صحيح ومتين من شأنه أن يتيح لك مستقبلا فرصة النوم الهنيء تحت سقفه؛ فاملأ نفسك بالأمل وعش به طالما أنك حي فأنت أمام عديد الفرص من أجل تصحيح أوضاعك وتحقيق نجاحك.
فانهض انهض! وانطلق الآن الآن ...
بقلم/ سلس نجيب ياسين
- التصنيف:
- المصدر: