خير الأعمال و أزكاها

منذ 2016-11-11

جزيل الثواب في الدنيا وجميل المآب في الآخرة، خير الأعمال وأزكاها عند الله، أفضل ما يرفع العبد به درجات عند الله بلا أدنى تعب أو جهد، بل أفضل من جهاد الطلب وقتال الأعداء، إنه الكنز العظيم ... يوفق الله له الموفقين المؤيديم من عباده.

جزيل الثواب في الدنيا وجميل المآب في الآخرة، خير الأعمال وأزكاها عند الله، أفضل ما يرفع العبد به درجات عند الله بلا أدنى تعب أو جهد، بل أفضل من جهاد الطلب وقتال الأعداء، إنه الكنز العظيم ... يوفق الله له الموفقين المؤيديم من عباده.
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]
قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم تعالى، المنعم عليهم بأنواع النعم وأصناف المنن، لما لهم في ذلك من جزيل الثواب، وجميل المآب.
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد، حدثني مولى ابن عياش عن أبي بحرية، عن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟» قالوا: وما هو يا رسول الله ؟ قال:  «ذكر الله عز وجل» ( أخرجه الإمام أحمد: ج6/252) .
وهكذا رواه الترمذي (9/258) وابن ماجه(2/1245) ، من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد مولى ابن عياش عن أبي بحرية واسمه عبد الله بن قيس التراغمي عن أبي الدرداء، به. قال الترمذي: ورواه بعضهم عنه فأرسله.
قلت: وقد تقدم هذا الحديث عند قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35] في مسند الإمام أحمد، من حديث زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش: أنه بلغه عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحوه، فالله أعلم .
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا فرج بن فضالة، عن أبي سعد الحمصي قال: سمعت أبا هريرة يقول: دعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدعه: " اللهم ، اجعلني أعظم شكرك، وأتبع نصيحتك، وأكثر ذكرك، وأحفظ وصيتك " . (رواه أحمد: 9967)
ورواه الترمذي عن يحيى بن موسى، عن وكيع، عن أبي فضالة الفرج بن فضالة، عن أبي سعيد الحمصي، عن أبي هريرة، فذكر مثله وقال: غريب .
وهكذا رواه الإمام أحمد أيضًا عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن فرج بن فضالة، عن أبي سعيد المدني عن أبي هريرة فذكره.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله». وقال الآخر: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فمرني بأمرٍ أتشبث به. قال: «لا يزال لسانك رطبا بذكر الل» ه.
وروى الترمذي وابن ماجه [ منه ] الفصل الثاني، من حديث معاوية بن صالح، به. وقال الترمذي: حسن غريب
وقال الإمام أحمد: حدثنا سريج، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث قال: إن دراجا أبا السمح حدثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون"
وقال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا عقبة بن مكرم العمي، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن عقبة بن أبي ثبيت الراسبي، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا الله ذكرا كثيرًا حتى يقول المنافقون: تراءون» (السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ))
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي، سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه ، إلا رأوه حسرة يوم القيامة"» (أبو داوود: 4855)
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}: إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه، إلا مغلوبًا على تركه، فقال: {فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ } [النساء : 103]، بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال.أ هـ من تفسير ابن كثير .

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.