مصيبة الشرك
لا يأس من الخير ولا قنوط من الفطرة، يومًا ما قد يرجع الغائب ويتذكر الناسي ويقر الجاحد ويكف الجامح عن العناد.
في يوم الجمعة وأنت تقرأ سورة الكهف تذكر أن صاحب الجنة الذي شك وارتاب في لقاء الله، وجاءته مصيبةٌ ذهب بها بستانه وأملاكه، تذكر أنه تاب وتراجع وندم على ما فعل، {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف جزء من الآية: 42] فقد كانت المصيبة في حقه خيرًا له حيث ردته إلى الله، وتذكر أنه قد يكون وراء مواقف الريبة والشك والتعدي بقايا من الفطرة تسنقذها المصائب.
وكذلك أصحاب الجنة في سورة القلم بعد أن ذهبت ثمرتها وأصبحت كالليل الأسود، تابوا وكانت المصيبة في حقهم خيرًا حيث ردتهم إلى الله واستنقذت فطرتهم وأخرجت ما فيها من الخير {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} [القلم: 29]، {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ} [القلم: 31-32]
المصائب قد تكون خيرًا للشاردين، فلتبق خلف الفطرة لا تيأس فهي مختبئة خلف الشرود والعناد، ولو توصلت إليها وخاطبتها بكلام ربها وبأقداره ستجدها ثَمت.
لا يأس من الخير ولا قنوط من الفطرة، يومًا ما قد يرجع الغائب ويتذكر الناسي ويقر الجاحد ويكف الجامح عن العناد.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: