مع القرآن - النعمة تنسي وتغر

منذ 2016-12-04

عجبًا لك يا ابن آدم أول ما تنتهي المحنة وبعد التضرع والتذلل إلى الله بعد ما كدت أن تقنط و تيأس ومع بداية مس النعمة والرغد يبدأ النسيان ويتبعه التمرد بل المكر ومحاربة الحق بالباطل.

عجبًا لك يا ابن آدم أول ما تنتهي المحنة وبعد التضرع والتذلل إلى الله بعد ما كدت أن تقنط و تيأس ومع بداية مس النعمة والرغد يبدأ النسيان ويتبعه التمرد بل المكر ومحاربة الحق بالباطل.
تأمل ماذا قال صاحب الخلق والصنعة عن طبائع خلقه: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّـهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} [يونس: 21].
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ} كالصحة بعد المرض، والغنى بعد الفقر، والأمن بعد الخوف، نسوا ما أصابهم من الضراء، ولم يشكروا الله على الرخاء والرحمة، بل استمروا في طغيانهم ومكرهم.
ولهذا قال: {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا} أي يسعون بالباطل، ليبطلوا به الحق.
{قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا} فإن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، فمقصودهم منعكس عليهم، ولم يسلموا من التبعة، بل تكتب الملائكة عليهم ما يعملون، ويحصيه الله عليهم، ثم يجازيهم الله عليه أوفر الجزاء.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الدنيا: الخدعة الكبرى
المقال التالي
قطعٌ مظلم