طريق الإسلام

مع القرآن - خط تكذيب المرسلين

منذ 2016-12-16

قصة المكذبين المعاندين للشرائع ليست جديدة، بل هو الطبع الغالب الذي واجه جميع الرسل، وما أرسل الرسل إلا لكسب بعض هؤلاء المعاندين وإنقاذهم من نار جهنم وتحويلهم من الظلمات إلى نور الشريعة ومن الضلال إلى الهدى.

قصة المكذبين المعاندين للشرائع ليست جديدة، بل هو الطبع الغالب الذي واجه جميع الرسل، وما أرسل الرسل إلا لكسب بعض هؤلاء المعاندين وإنقاذهم من نار جهنم وتحويلهم من الظلمات إلى نور الشريعة  ومن الضلال إلى الهدى.
كلهم كذبوا الرسل وشوهوهم وحاربوهم وحاربوا أتباعهم من بعدهم لما دعوهم بدعوة الرسل.
ثم يرث الله الأرض ومن عليها ويقابل الجميع في النهاية فيجازي كلاً بما قدم.
تأمل كيف وصف الله المكذبين لنوح ومن بعده من الرسل :
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} [ يونس: 74] .
قال السعدي في تفسيره:
أي: {ثُمَّ بَعَثْنَا} من بعد نوح عليه السلام {رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ} المكذبين، يدعونهم إلى الهدى، ويحذرونهم من أسباب الردى.
{فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ} أي: كل نبي أيد دعوته، بالآيات الدالة على صحة ما جاء به.
{فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ} يعني: أن الله تعالى عاقبهم حيث جاءهم الرسول، فبادروا بتكذيبه، طبع الله على قلوبهم، وحال بينهم وبين الإيمان بعد أن كانوا متمكنين منه، كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}   [الأنعام جزء من الآية: 110]
ولهذا قال هنا: كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ أي: نختم عليها، فلا يدخلها خير، وما ظلمهم الله ، ولكنهم ظلموا أنفسهم بردهم الحق لما جاءهم، وتكذيبهم الأول.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا
المقال التالي
نوح: صبرٌ و استعلاء