ما سبب اختلاف وتعدد الحركات الإسلامية في مصر وسوريا؟؟
أرجو من إخواننا بالثورة الشامية ألا يضيق صدرهم من تساؤلاتنا وتعليقاتنا لأن ثورتهم تَهم كل الشعب العربي والأمة الإسلامية لأنها حلقةٌ من حلقات التحرر الإسلامى والعربي وأيًا كانت نتائجها فهي تجربةٌ عربيةٌ إسلامية ينبغي أن ندرسها جيدًا ونتعلم من إيجابياتها وسلبياتها.
رغم أني أحلل وأكتب عن الحركات الإسلامية منذ ١٩٩٠ حتى الآن وأُتابعها وأراقبها منذ ١٩٧٩ وصدر لي عنها ثلاثة كتبٍ حتى الآن، إلا إنني حتى الآن لا أحفظ ولا أفهم خريطة الحركة الإسلامية في ثورة سوريا، ولا افهم لماذا تعددوا لهذا العدد الكبير جدًا الذي يستعصي على عقلي حفظه أو فهمه خاصةً في ضوء أحداث ومجازر النظام ضدهم خاصةً في حلب..
من واقع وخبرة تاريخ وتطورات الحركات الإسلامية في مصر وخلافاتها نجد أنها اختلفت في أحد الحالات التالية:
- الخلاف حول استرتيجية التغيير قسمها إلى إخوان مسلمين وجهاد وجمعيات وسلفية وقطبيين.
- الخلاف الشخصي بين القادة قسم الجهاديين إلى جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية ثم تعمق الإنقسام بتمايز وتباين تكتيكات وأساليب كل من الجماعتين عن بعضهما البعض بمرور الوقت.
- الخلاف العقيدي صنع جماعة المسلمين بقيادة شكري مصطفى منفصلةً عن بقية الجماعات كما صنع جماعات ومجموعات أخرى أصغر تاليًا مثل الشوقيين والناجون من النار وغيرها.
- اليد الأمنية صنعت بعض الجماعات أو المجموعات واخترقت جماعاتٍ قائمة ووجهتها كما تشاء لخدمة أهداف أجهزة الحكومة، وبالطبع فقد اختلفت هذه الجماعات والمجموعات مع الباقين وأثارت خلافات وجدالات كثيرة بالساحة.
- الخلافات في الأساليب والتكتيكات أزكت الخلافات المذكورة في المحاور السابقة لكني لم ألحظ لها تأثيراً بخلق خلافٍ أساسيٍ أو تقسيم الجماعات حسبما أذكر الآن، بل بالعكس لاحظنا تسامحًا بين الحركات المختلفة حول هذا النوع من الاختلاف خاصةً بعد ثورة يناير في مصر وربما حتى الآن وذلك بدرجةٍ أو بأخرى..
ومن هنا فأنا أتساءل أنا وغيرى كثيرًا عن مبررات ومسوغات تعدد الفصائل والجماعات في الثورة السورية للدرجة التي تجعل من الصعب حفظ كل هذه الأسماء والرايات التي تمثل عشرات الفصائل والكتائب والفيالق والجماعات والجيوش رغم أنهم كلهم ضد بشار ويحملون ضده السلاح وكل الثوار لا يكفرون بعضهم بعضًا فهم لا تفرقهم العقيدة (باستثناء داعش التي تكفر الكثيرين ممن خالفها).. فلما كل هذا الاختلاف يا قوم؟؟.
وأخشى أن يذكرنا هذا بعصر ملوك الطوائف بالأندلس عندما قال الشاعر:
مما يزهدني في أرض أندلس*** أسماء مقتدر فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها*** كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد
وأرجو من إخواننا بالثورة الشامية ألا يضيق صدرهم من تساؤلاتنا وتعليقاتنا لأن ثورتهم تَهم كل الشعب العربي والأمة الإسلامية لأنها حلقةٌ من حلقات التحرر الإسلامى والعربي وأيًا كانت نتائجها فهي تجربةٌ عربيةٌ إسلامية ينبغي أن ندرسها جيدًا ونتعلم من إيجابياتها وسلبياتها.
عبد المنعم منيب
صحفي و كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: