دورة علمية ميسرة - الحلقة (11): أركان الإيمان (4) الإيمان باليوم الآخر

منذ 2017-01-28

مجيء الساعة من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها

الإيمان باليوم الآخر يعني تصديق الجازم بالقلب بأن الله سيبعث الخلائق ويحاسبهم على ما قدموا في دنياهم وهذا الإيمان يدفع العبد إلى العمل ليوم الحساب والخوف من لقاء الله والابتعاد عن معصية الله وفعل الطاعات تقربًا إلى الله وطمعًا ورجاءً فيما عنده.

قال العلامة حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله:

س: ما دليل الإيمان باليوم الآخر؟

جـ: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس:7، 8]، وقال الله تعالى:  {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ . وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات:5، 6]، وقال الله تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا} [الحج:7] إلى غير ذلك من الآيات.

س: ما معنى الإيمان باليوم الآخر وما الذي يدخل فيه؟

جـ: معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة، والعمل بموجب ذلك. ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها لا محالة. وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع وتفاصيل المحشر: نشر الصحف، ووضع الموازين، وبالصراط والحوض، والشفاعة وغيرها، وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز وجل، وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل.

 

س: هل يعلم أحد متى تكون الساعة؟

جـ: مجيء الساعة من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } [لقمان:34]، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} [الأعراف:187] الآية، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا . فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا . إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} [النازعات:42-44] الآيات، ولما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الساعة. قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» (البخاري:50) وذكر أماراتها وزاد في رواية: «في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى» (البخاري:4777)، وتلا الآية السابقة.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الحلقة (10): أركان الإيمان (3) الإيمان بالرسل
المقال التالي
الحلقة (12): أركان الإيمان (5) الإيمان بالقدر