غربة الإسلام وأهله

منذ 2017-02-12

يظهر من تعلم الحق واتبعه مظهر الشاذ النادر أو المتشدد في دينه المتمسك به وهو في الحقيقة متمسكٌ نعم ولكن بلا تشدد وإنما هو الإسلام ذاته الذي يجهله أبناءه.

أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء»، وأخرجه أبو بكر الآجري وعنده قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: « «الذين يصلحون إذا فسد الناس».


أما غربة الإسلام :


فكما بدأ غريباً كفجر بزغ بعد ظلمةٍ جاهليةٍ حلت على الأرض فطغت على عقائد أهلها، ها هو ذا يعود غريباً وسط سيطرةٍ إعلاميةٍ عالميةٍ معاديةٍ لكلمة الله ورسالته الخاتمة. تحارب الرسالة بكل شراسةٍ وبلا هوادة وتستخدم في ذلك كل الأيادي حتى أيادي أبناء أمة الإسلام نفسها.


الدعوة للرسالة (الكتاب والسنة) والدعوة للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم تقابل بتشويهٍ عالميٍ غير مسبوق يقوده حقد يهود وضلال نصارى وهزيمةٌ نفسية للمنافقين من أبناء الأمة.


وأما غربة أهل الإسلام :


فكل مسلمٍ مُتبعٍ لكتاب الله مقتد بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم مدافع عن الرسول و الرسالة معرض للاتهام الفوري و الإشارة إليه بأبشع الأوصاف و الألقاب لمجرد تبنيه لعقيدة الإسلام و دعوة الحق.


ويساعد في التشويه تلون المتلونين وتهاون المتهاونين وتفريط المفرطين الذين يساعدون بتهاونهم على إضفاء صفة التشدد لكل من يتبني (ألف باء) من الإسلام الحقيقي وليس الإسلام المعدل الذي يرغب فيه أعداء الإسلام و يبثون الدعاية المبالغ فيها لدعاته المتهاونينز


لا أتحدث للترويج لغلو أو تشدد في دين الله وإنما أتحدث عن الإسلام الأصيل عن الكتاب والسنة المضطهدين ويساهم في اضطهادهما تكاسل أتباعهما عن تعلمهما الواجب  حتى إذا ما هاجمهما مهاجم بأي دعوى وقف أبناء الإسلام أمامه.


وسط كل هذا يظهر من تعلم الحق واتبعه مظهر الشاذ النادر أو المتشدد في دينه المتمسك به وهو في الحقيقة متمسكٌ نعم ولكن بلا تشدد وإنما هو الإسلام ذاته الذي يجهله أبناءه.
و الله المستعان و عليه التكلان....حسبنا الله عليها توكلنا و إبه فوضنا كل أمر .
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.