قبل أن تسرق الثورة التونسية

منذ 2011-01-15

وإن لم ينتبه الثوار للصوص الثورات , فلاشك أن تونس ستدخل من جديد في عصر مظلم محارب للإسلام .


الحمد لله الذي أعز أهل تونس ورفع رؤوسهم ورأس كل عربي، تحية من القلب مباركة مليئة بالود وسلام عطر بالورد، لأهل تونس الخضراء .

ضربوا المثل في الإباء فكانوا جديرين بالاقتداء، حفظ الله تونس بلد العالم الشجاع الطاهر بن عاشور، ولمن لا يعرف الطاهر بن عاشور، إليه موقفاً واحداً من مواقفه :

دعا "الحبيبُ بورقيبة" الرئيسُ التونسي السابق العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج، وطلب من الشيخ أن يفتي في الإذاعة بما يوافق هذا، لكن الشيخ صرح في الإذاعة بما يريده الله تعالى، بعد أن قرأ آية الصيام، وقال بعدها: "صدق الله وكذب بورقيبة"، وكان ذلك عام 1961م.


تونس معقل من معاقل الإسلام وثغر عظيم من ثغور العلم واسألوا إن شئتم جامع الزيتونة .
مثلما كان الأزهر في مصر منارة للعلم والعلماء كان جامع الزيتونة في تونس، منارة للعلم ومصنعًا للرجال الأفذاذ الذين قادوا الأمة وأناروا لها الطريق.

وما خفَتَ دور الزيتونة إلا بسبب أعداء الإسلام ممن تولوا قيادة تونس المسلمة، عصور من العلمانية والكره لكل ما يمتُّ للإسلام بصلة أثَّرت على دور الزيتونة.

ولكن جاء اليوم الذي تعود فيه جامعة الزيتونة لقيادة تونس، وجاء اليوم الذي يحمل فيه العلماء مشاعل النور لهداية الأمة التونسية الثائرة، ولن ينجح أحد لقيادة تونس إلى بر الأمان إلا علماؤها الأبرار، علماء الشرع العاملين الربانيين ومعهم سائر أصناف العلماء لبناء مجتمع تونسي جديد، علماء الاقتصاد والتنمية والطب والاجتماع والتكنولوجيا بشتى مجالاتها والطاقة بكافة صورها، ومعهم علماء التربية، لإفراز مجتمع تونسي جديد قوي، محمي بالعلم يدا بيد مع قيادة الشرع لتوجيهه من أي انحراف عقدي أو سلوكي .


إن ثورة الخبز التي قامت في تونس في 27 ديسمبر83، واستمرت إلى 6 يناير 84، ما أفرزت لنا في نهايتها إلا هذا المسخ الطاغية بن علي.
وقبل أن تسرق الثورة الجديدة ثورة بوعزيزة وإخوانه على الثوار وعلى قادة الأمة التونسية أن يتكاتفوا ويعودوا لمنهجهم الأصيل ويمدوا أيديهم في أيدي علمائهم الأجلاء لقيادة تونس إلى بر الأمان .


تونس دولة إسلامية وينبغي أن تقوم على نهضة إسلامية قبل أن يسرق أعداء الإسلام الثورة وتدخل تونس من جديد في نفق مظلم.


يا أهل تونس ... يا علماء تونس الأمجاد
أعلنوها ثورة إسلامية صريحة، وأعطوا العلماء المكانة الحقيقية لقيادة الأمة، علماء تونس الأبرار، أبناء الزيتونة الأطهار، أبناء وأحفاد الطاهر بن عاشور .


و إن لم ينتبه الثوار للصوص الثورات، فلا شك أن تونس ستدخل من جديد في عصر مظلم محارب للإسلام.

يا تونس الأبية...التفّي حول علمائك وسلّمي قيادتك لشرع الله، ولو فعلتم لفتح الله عليكم الرزق والبركات من حيث لا تحتسبوا.

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف:96].


اللهم أعز تونس وباقي ديار المسلمين، وانصر دينك ومكّن لشرعك في الأرض يا رب العالمين.

رسالة أخيرة إلى النّسخ المكررة من الأقطار العربية:
ها هي تونس قد قادتكم إلى التغيير وإزاحة الطغيان، فهل وعيتم الدرس؟؟

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام