مع القرآن - لماذا امتنع الكفار؟

منذ 2017-02-16

اتبع أهل الأهواء أهواءهم ومشى مرضى القلوب خلف قلوبهم المريضة

الرسول والرسالة ليسوا بدعاً في التاريخ فكما أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم، أرسل قبله رسل ورسالات فما الجديد الذي دعا من آمن بموسى أو عيسى  أن يمتنع عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ومعه كتابٌ معجزٌ يكفيه إعجازاً أنه يتضمن نظاماً كاملاً شاملاً مرناً أنزل لتسيير الحياة على أكمل وجه إلى قيام الساعة، فيه السعادة الاجتماعية والنفسية والبدنية والاقتصادية والقضائية والسياسية، شامل لكل مناحي الحياة، واضح بكل جلاءٍ بلا ريبٍ أو خفاء.

بالرغم من ذلك اتبع أهل الأهواء أهواءهم ومشى مرضى القلوب خلف قلوبهم المريضة.

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30].

قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ} إلى قومك تدعوهم إلى الهدى {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ} أرسلنا فيهم رسلنا، فلست ببدع من الرسل حتى يستنكروا رسالتك، ولست تقول من تلقاء نفسك، بل تتلو عليهم آيات الله التي أوحاها الله إليك ، التي تطهر القلوب وتزكي النفوس.

والحال أن قومك يكفرون بالرحمن، فلم يقابلوا رحمته وإحسانه -التي أعظمها أن أرسلناك إليهم رسولا وأنزلنا عليك كتابا- بالقبول والشكر بل قابلوها بالإنكار والرد، أفلا يعتبرون بمن خلا من قبلهم من القرون المكذبة كيف أخذهم الله بذنوبهم، {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ} وهذا متضمن للتوحيدين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.

فهو ربي الذي رباني بنعمه منذ أوجدني، وهو إلهي الذي {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} في جميع أموري {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} أي: أرجع في جميع عباداتي وفي حاجاتي.


#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
هلم إلى الطريق
المقال التالي
"وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ"