جنوب السودان.. جزء ينسل من العالم الإسلامي

منذ 2011-01-19

السودان أكبر الدول من حيث المساحةُ في إفريقيا والوطن العربي، ويَحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة، تقدر مساحته بأكثر من 2.5 مليون كيلو متر مربع، وتُحيط به تسع دول، كما يحاذي البحر الأحمر من جانبه الشرقي، وتَمتد حدوده مسافة 7687 كم.


السودان السياسي والجنوب بكل أبعاده

مقدمة:

السودان أكبر الدول من حيث المساحةُ في إفريقيا والوطن العربي، ويَحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة، تقدر مساحته بأكثر من 2.5 مليون كيلو متر مربع، وتُحيط به تسع دول، هي: إريتريا، وأثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، والكونغو الديمقراطية، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، وليبيا، ومصر، كما يحاذي البحر الأحمر من جانبه الشرقي، وتَمتد حدوده مسافة 7687 كم.


السكان:

يتركز معظم سكان السودان البالغ عددهم 41 مليون (تقديرات 2009) في النصف الشمالي من البلاد.

وتمتاز التركيبة السكانية في السودان بالتنوع العرقي والديني واللغوي، فهناك الزنوج والعرب والبيجا وغيرهم.


أمَّا من الناحية الدينية، فالمسلمون السنة يشكلون 70%، معظمهم في شمال البلاد، والوثنيون والأحيائيون 25%، و5% مسيحيون يعيشون في العاصمة الخرطوم وفي جنوب البلاد.

وبالنسبة للغات، فالعربية تُعَدُّ اللغة الرسْمِيَّة، وهناك لغات مَحلية سائدة، كالنوبية وبعض اللغات المحلية واللغة الإنجليزية.


جنوب السودان:

يشغل جنوب السودان حوالي 700 ألف كيلو متر مربع من مساحة السودان؛ أي: ما يعادل 28% من المساحة الكلية للبلاد، وللجنوب حدود تَمتد إلى 2000 كيلو متر تقريبًا مع خمس دول هي: أثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، والكونغو، وإفريقيا الوسطى.


سكان الجنوب:

الملاحظ أن هذه المساحة الشاسعة للجنوب السوداني لا تُقابلها الكثافة نفسها من السكان، فحسب آخر إحصاء أجري عام 1983، فإن سكان الجنوب لا تزيد نسبتهم عن 10% من تَعداد السكان آنذاك الذي قدر بـ 21.6 مليون نسمة.



تنتشر بين سكان الجنوب لهجات متعددة يصل عددُها إلى 12 لهجة، وإن كانت اللغة العربية "المحلية" التي تنطق بلكنة إفريقيَّة هي اللغة التي يعرفها أغلبُ السكان تقريبًا.

وتعد (الدينكا) كبرى القبائل في الجنوب، تليها قبيلة (النوير)، ثم قبيلة (الشلُك).

وفيما يَخص المعتقدات والأديان لسكان الجنوب، فإنَّه لم يَجرِ إحصاء علمي في الجنوب سوى عامي 1956 و1983، وقد خلا إحصاء 1983 من السؤال عن الدين؛ ولذا لا يوجد غير إحصاء 1956 الذي قدر عدد مسلمي الجنوب بـ 18%، والمسيحيين هناك بـ 17%، وغير الدينيين (الوثنيين والأرواحيين) بـ65%.

غالبية المسلمين يعتقدون كغيرهم أن منطقة جنوب السودان - التي شهدت ثلاثَ حركات تَمَرُّد عسكري مسلح؛ من أجل الانفصال عن السودان - يسكنها أغلبية مسيحية؛ ولهذا لا يتحمسون كثيرًا لمشكلة الجنوب، رغم أن التقديرات الحالية غير الرسمية تؤكد تزايُد عدد سكان الجنوب من المسلمين بنسبة تفوق الربع.


أهم المدن:

جوبا عاصمة الجنوب، و

واو" في بحر الغزال، وملكال في أعلى النيل، ينتج الجنوب البترول في مناطق ولاية الوحدة.

• تم التوقيعُ على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2005 إثْرَ توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د. جون قرنق، وتَمَّ وضع حد للحرب الأهلية، ومنح إقليم جنوب السودان حكمًا ذاتِيًّا، ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2011، سجل حوالي 4 ملايين سوداني أسماءهم للمشاركة في استفتاء تحديد المصير الذي بدأ الأحد الماضي.


من سيشارك في الاستفتاء:

يفتح الباب أمام الجنوبيين فقط للمشاركة في الاقتراع؛ مما جعل الكثير من المراقبين ترجيح الخروج بنتيجة تؤيد انفصال الجنوب، ويشترط النظام أن يشارك 60% من المسجلين في عملية الاقتراع لاعتبار الاستفتاء شرعيًّا، ويتخوف مراقبون من أن تُسْهِم نسبة الأمية المرتفعة في جعل المشاركة أمرًا صعبًا.


ما الخطوة التالية؟

ستستمر عملية الاقتراع على مدى أسبوع.

وفي حال كون نتيجة الاقتراع هي الانفصال، فإن دولةً إفريقية جديدة ستكون واقعًا جديدًا في 9 يونيو/ حزيران 2011؛ أي: 6 سنوات تمامًا بعد توقيع اتفاقية السلام بين شمال السودان وجنوبها، ويقول مراقبون: إنَّ ذلك سيكون بدايةً للعمل الصعب.


ماذا سيحدث للشمال؟

ستكون المهمة الرئيسة للشمال المحافظة على أكبر نسبة مُمكنة من إيرادات النفط، خصوصًا أن غالبيةَ الحقول المنتجة للنفط ستكون ضمنَ حدود الجنوب، ويتنازع الجنوب والشمال على السيطرة على منطقة غنية بالنفط هي (أبيي)؛ حيث ستتم إقامة استفتاء منفصل؛ ليقرر فيه سكان المنطقة البقاء مع الشمال أو الانضمام إلى الجنوب.

عائدات الصادرات السودانية من البترول ستنخفض من حوالي خمسة مليارات دولار حاليًّا إلى نحو مليار في حال أن يتم انفصالُ الجنوب عن الشمال.


كما أنَّ حجم الصادرات لدى حكومة الشمال بشكل عام ستبلغ ثلاثةَ مليارات دولار، في حين ستبلغ الواردات نحو ثمانية مليارات دولار، الأمر الذي سيلقي بظلاله على اقتصاد حكومة الخرطوم.

وفي حال انفصال الجنوب، فإنَّ دولةَ الشمال ستحتل مساحة (1865813) كيلو متر مربع؛ أي: إنَّها ستكون الدولة السادسة عشر بين دول العالم بدل من العاشرة عالميًّا؛ أي: أكبر من مساحة ليبيا بقليل، وأصغر من مساحة إندونيسيا.

ودولة الجنوب بعد الانفصال ستصبح في المرتبة الثانية والأربعين بعد الصومال وقبل أفغانستان بمساحة (640000 كلم2).


الاسم الجديد للجنوب:

طرح عددٌ من أبناء جنوب السودان تسميةَ دولتهم الجديدة باسم دولة "جنوب السودان الشعبية"، من بين أربعة أسماء مقترحة، هي: "السودان الجديدة، جمهورية النيل، الجمهورية الاستوائية، جمهورية جنوب السودان".


جذور الاهتمام الأمريكي بالسودان:

الاهتمام العام بالسودان ليس جديدًا، وتعود جذوره إلى عمليَّات الإغاثة الكبيرة التي قامت بها الولايات المتحدة؛ لمكافحة ضحايا الجفاف في مطلع الثمانينِيَّات، وما أعقبها مباشرة من عمليات لنقل يهود الفلاشا القادمين من أثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان في عهد الرئيس جعفر النميري، وتبدأ قصَّة الانفصالِ منذ سنوات طويلة، ربَّما منذ هجمات الحادي عشر من أيلول؛ حيث وقع ابتزازُ النظام السوداني بملفات الإرهاب ورعايته تبعًا لخروج أسامة بن لادن من السودان.


كما "انطلقت نظرةُ الولايات المتحدة للسودان من واقع إستراتيجيتها الكونِيَّة في إطار الحرب الباردة، وبَحثها عن مواقع للنفوذ، وجاء عرض المعونة الأمريكية منتصف الخمسينيَّات عقب استقلال السودان في هذا الإطار".


المصادر:
الجزيرة، BBC، روسيا اليوم، الشرق الأوسط.


 

المصدر: عبد السلام العسكري