"وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً"

منذ 2017-02-19

الرسل عاشوا حياتهم الإنسانية فأكلوا وشربوا وتزوجوا وكانت منهم الذرية، ليؤكد الله على أهل الأرض أن الرسل ليسوا آلهة أو أشباه إله، إنما الله إله واحد، وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم أيده الله بكلماته ومنهجه العظيم ورسالته الكاملة الشاملة فكانت هي الآية الخالدة التي يختبر الله بها عباده إلى يوم الدين، يختبرهم في الإيمان بها وتطبيقها والدعوة إليها.

أرسل الله إلى أهل الأرض رسلاً قبل محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليهم رسالاته فآمن من آمن وأعرض وعاند من عاند.

الرسل عاشوا حياتهم الإنسانية فأكلوا وشربوا وتزوجوا وكانت منهم الذرية، ليؤكد الله على أهل الأرض أن الرسل ليسوا آلهة أو أشباه إله، إنما الله إله واحد، وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم أيده الله بكلماته ومنهجه العظيم ورسالته الكاملة الشاملة فكانت هي الآية الخالدة التي يختبر الله بها عباده إلى يوم الدين، يختبرهم في الإيمان بها وتطبيقها والدعوة إليها.

وكل ما حدث وسيحدث إنما هو في علم الله وتحت أعين الله وقد سبق علمه وكتابته أفعال عباده وعلم ما سيختاره كل منهم وعلم كيف ستكون نهاية الاختبار العظيم.

فاللهم اجمعنا في الجنة إخوانًا على سرر متقابلين واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 38 - 39].

قال السعدي في تفسيره:أي: لست أول رسول أرسل إلى الناس حتى يستغربوا رسالتك، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} فلا يعيبك أعداؤك بأن يكون لك أزواج وذرية، كما كان لإخوانك المرسلين، فلأي شيء يقدحون فيك بذلك وهم يعلمون أن الرسل قبلك كذلك؛ إلا لأجل أغراضهم الفاسدة وأهوائهم؟ وإن طلبوا منك آية اقترحوها فليس لك من الأمر شيء.
{وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} والله لا يأذن فيها إلا في وقتها الذي قدره وقضاه، {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه، فليس استعجالهم بالآيات أو بالعذاب موجبا لأن يقدم الله ما كتب أنه يؤخر مع أنه تعالى فعال لما يريد.
{يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ} من الأقدار {وَيُثْبِتُ} ما يشاء منها، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه وكتبه قلمه فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير لأن ذلك محال على الله، أن يقع في علمه نقص أو خلل ولهذا قال: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشياء، فهو أصلها، وهي فروع له وشعب.
فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب، كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة، ويجعل الله لثبوتها أسبابا ولمحوها أسبابا، لا تتعدى تلك الأسباب، ما رسم في اللوح المحفوظ، كما جعل الله البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر وسعة الرزق، وكما جعل المعاصي سببًا لمحق بركة الرزق والعمر، وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب سببا للسلامة، وجعل التعرض لذلك سببًا للعطب، فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته، وما يدبره منها لا يخالف ما قد علمه وكتبه في اللوح المحفوظ.

#مع_القرآن

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.