مع القرآن - كلمات الشر

منذ 2017-02-25

أَفِق قبل أن تغرقك الظلمات وتتبدد الأوهام التي تبنيتها وعشت في ظلالها.

كلمات الشر ودعاوى الباطل وحديث الشهوات والشبهات، يراها صاحبها كالضوء بينما هو في الحقيقة  ضوءٌ لحظيٌ وهميٌ، سرعان ما ينطفئ سراجه الناري ليكتشف صاحبه أنه غارقٌ في ظلماتٍ لن يخرج منها إلا بنور الكلمات التي ابتعد عنها واستهزأ بأهلها ودافع عن ضدها.

الباطل وكلماته ليس له أصلٌ ولن ينتج أي فرع فإنما هو سرابٌ ووهمٌ تتبعه حَسرات وأنات.

والخلاصة: أَفِق قبل أن تغرقك الظلمات وتتبدد الأوهام التي تبنيتها وعشت في ظلالها.

{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26].

قال السعدي في تفسيره: ذكر سبحانه الكلمة الطيبة ثم ذكر ضدها وهي كلمة الكفر وفروعها فقال: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} المأكل والمطعم وهي: شجرة الحنظل ونحوها، {اجْتُثَّتْ} هذه الشجرة {مِنْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} أي: من ثبوت فلا عروق تمسكها، ولا ثمرةٌ صالحة، تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة، فهي ثمرةٌ خبيثة، كذلك كلمة الكفر والمعاصي، ليس لها ثبوت نافع في القلب، ولا تثمر إلا كل قول خبيث وعمل خبيث يستضر به صاحبه، ولا ينتفع، فلا يصعد إلى الله منه عمل صالح ولا ينفع نفسه، ولا ينتفع به غيره.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ"
المقال التالي
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَة"