بى بى سى .. الكنيسة التى فى بيتك
ترى ماذا إن كان الشهيد سيد بلال ضحية التعذيب هو شاب نصرانى .. ماذا كانت ستفعل البى بى سى ؟؟ وكم حلقة كانت ستخصصها للحديث عن التعذيب وضرورة وقفه ؟؟ وكم مسئولا فى هيومان رايتس ووتش كانت ستستضيفه ليدلى برأيه ؟؟
كانت الدنيا مقلوبة منذ الخامس من يناير 2011م مع تصاعد احتجاجات
الثورة التونسية المباركة ، التى انتهت بإزاحة الطاغية " زين العابدين
بن على " ، بينما كانت فضائية الـ بى بى سى عربى مشغولة بما هو أهم
وأخطر .. استضافة نصارى المهجر وأساقفة الكنيسة الأرثوذكسية لمواصلة
حلقات الهجاء التى أعقبت تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية فى الأول
من يناير !
جريمة يقع مثلها فى كل أنحاء العالم .. لكن الـ بى بى سى أبت إلا أن
تحولها لبداية خطوات فعلية لتقسيم مصر ، ومن أجل ذلك حشدت كل طاقاتها
وإمكانياتها ومراسليها لعمل حفلة تطبير عظمى من أجل حادث القديسين
والدعوة لإلغاء الإسلام من مصر وتنصير الشعب المسلم .
الأحداث تتصاعد يوميا فى تونس الخضراء من أجل إزاحة ديكتاتور مجرم لا
يضاهيه فى الإجرام سوى الزنيم مصطفى كمال أتاتورك ، بينما البى بى سى
مشغولة بالأنبا مرقص والأنبا إرميا وتغيير المناهج الدراسية لحذف
القرآن الكريم منها واستضافة المسوخ السفهاء من أقباط المهجر الذين
مهمتهم الردح وقلة الأدب وبذاءة التعبير والدعوة لإلغاء الإسلام من
مصر !
حتى يوم 14 يناير 2011 عندما فر الديكتاتور الجبان بن على ، على يد
الأحرار فى تونس الكرامة ، كانت البى بى سى تتحدث عن قطار سمالوط
ومصرع أحد النصارى فيه على يد مختل عقليا !
البى بى سى لا تفعل ما تفعله اعتباطا .. بل بقصد وسوء نية .. ولذلك
فإن الآلة الإعلامية الإنجليزية ما فتئت تحرض وتهيج وتستضيف على مدار
الساعة قساوسة وقمامصة ، وأيضا متنصرين مترعين بالبذاءة يحتفظون
بالأسماء الإسلامية للتمويه .. لا وجود لأى عنصر إسلامى فى شاشة البى
بى سى .. مرة واحدة استضافوا الدكتور إبراهيم الخولى الأستاذ بجامعة
الأزهر ، عبر الهاتف ، فضيقوا عليه وسمحوا لمحامى الكنيسة نجيب
جبرائيل أن يسبه ويشتمه ثم قطعوا عليه الخط .. ومرة أخرى أيضا
استضافوا فهمى هويدى عبر الهاتف بعد أن تركوا المجال لمتطرف نصرانى
تطاول على الإسلام بخسة وبذاءة فانسحب هويدى قائلا : أنا اعتذر عن
المشاركة فى هذا الحوار الهابط المتدنى !
لا يمكن أن تجد مسلما حقيقيا يطل من شاشة البى بى سى .. ذلك أنهم
يغنون ويردون على أنفسهم .. لا يوجد لديهم رأى آخر .. لا يوجد سوى
السيف الصليبى ..
يُخيل إليك من كثرة استضافة المحامين النصارى والأساقفة والقمامصة فى
البى بى سى أنك تشاهد قناة أغابى " الكنيسة التى فى بيتك " كما يقول
شعارها .. بل الـ بى بى سى تفوقت فى ذلك على أغابى .
يوم 16 يناير كان العالم يشاهد توابع الزلزال التونسى وخلع
الديكتاتور الصليبى بن على ، وتشكيل الحكومة الجديدة .. بينما كانت
الـ بى بى سى مهتمة بحكم الإعدام الصادر ضد " حمام الكمونى " المتهم
بارتكاب حادثة نجع حمادى يناير 2010م !
كعادتها خصصت البى بى سى عدة نشرات للحديث عن حمام الكمونى وقول
الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى أنه لابد من إعدام باقى المتهمين حتى
يشعر " الأقباط " بالراحة !
تحولت الـ بى بى سى إلى بوق تابع للكنيسة المرقصية وربما هذا يعود
لكثرة الموارنة اللبنانيين الذين يعملون بها بالاشتراك مع النصارى
الأرثوذكس الذين يتولون الإعداد وكتابة التقارير واستضافة المحللين ..
ولكن المفروض فى فضائية إخبارية أجنبية أن تلتزم الحياد وألا تنحاز
بهذا الشكل المفضوح المشبوه للنصارى الأرثوذكس وألا تشنع على تعاليم
الإسلام من أجل حادث يقع فى كل مكان بالعالم .
مشكلة الـ بى بى سى هى نفسها مشكلة الغرب الصليبى الفاشى الذى لا يرى
ولا يسمع ولا يتكلم عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين .. فى حين
يجيش الجيوش عندما يعطس نصرانى .. ولا أدل من ذلك سوى الموقف المخزى
لحكومات الغرب عندما قتل ديكتاتور تونس المجرم عشرات التونسيين
بالرصاص الحي إبان ثورتهم المباركة .. لم نستمع لإدانات وبيانات .. لم
يخرج أحدهم ليتحدث عن تطهير عرقى يقوم به بن على .. وغالبية فضائياتهم
تجاهلت الأحداث وراحت تتكلم عن فيضانات فى أستراليا وسيول فى البرازيل
! وكأن من يقتلون فى تونس هم من جنس آخر لاقيمة لهم على الإطلاق
!
فى الكيان الصهيونى تحفل المناهج الدراسية بالتحريض ضد العرب وتصفهم
بالخنازير ، وتدعو الأطفال اليهود لقتل العرب .. ومع ذلك لم تحتج أى
دولة من الغرب الصليبى المجرم .. كذلك يتم تدريس أسفارهم التى يقولون
أنها التوراة للطلبة من عرب 48 ومع ذلك لم نسمع صفيق من الذين ينبحون
فى برامج التوك شو عندنا يطالب بوقف هذه المهزلة .. يتم تدريس التلمود
للطلبة الصهاينة ، بما يحمله هذا التلمود من تعاليم فاشية نازية تدعو
لتقل كل مسلم وعربى ، ومع ذلك ألسنة أدعياء الليبرالية قد قطعت
...
الذين يدعون لحذف الآيات القرآنية الكريمة من مناهج اللغة العربية فى
مصر يعلمون علم اليقين أنه لا قيمة للعربية بدون القرآن الكريم ومع
ذلك تصل الوقاحة بهم إلى حد المجاهرة بهذه الهلوسات بزعم الوحدة
الوطنية ! بينما يتعامون عمدا عما يحدث فى الكيان الصهيونى ودول الغرب
..
لماذا لا نرى همتهم وجهدهم إلا فى مصر من أجل تغيير الأسماء
الإسلامية للمدارس والمستشفيات والشوارع فى دولة مسلمة بها أكثر من 80
مليون مسلم ؟؟
السفاح بنيامين نتنياهو يصر على شرط " يهودية " إسرائيل لوقف
الاستيطان .. لم نستمع إلى أى اعتراض من شلة الدولة المدنية ورفض
الظلامية ... وهم الذين يدعون ليل نهار لإلغاء المادة الثانية من
الدستور المصرى بحجة أنها سبب البطالة والفقر والغلاء وحوادث القطارات
والعبارات والطائرات !
مشكلة الـ بى بى سى هى نفس مشكلة نخب تبادل الزوجات واللواط والسحاق
وتعاطى الهرويين وإعلان الحرب على الإسلام .. مشكلة الـ بى بى سى هى
مشكلة عقلية صليبية صهيونية نازية .. لا تحفل إلا بمن يسب الله ورسوله
.
البى بى سى تذكر اسم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، هكذا "
النبى محمد " ! فى حين أنها عندما تشير إلى شنودة الثالث تقول : قداسة
البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
!
البى بى سى تتعمد الاستهانة بمشاعر المسلمين .. فأى مسلم يرفض أن
يكتب اسم نبيه هكذا وعند الاستماع لاسمه الشريف لابد من الصلاة
والسلام عليه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا
تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن
تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ}
[الحجرات:2]
لا تجهروا له بالقول .. أمر صريح بعدم الحديث عن الرسول الأعظم باسمه
المجرد .
يقول تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ
شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلا} [الفتح:8-9].
أمر صريح بتعظيم وبتوقير رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لا مجال
للعبث والاستخفاف .. لكن البى بى سى توقر القيادات المسيحية وتستخف
بمقام الرسول الكريم .. فعلى الأقل طالما القناة موجهة للمسلمين يتم
الحديث عن الرسول الأعظم بنفس ما يتحدث به المسلمون وليس بما يتحدث به
الغرب الصليبى .
البى بى سى لديها هوس " الدولة القبطية " .. لذلك فبرامجها تحفل
بجميع زعماء التطرف الأرثوذكسى الذين يضعون الشروط والمطالب ، ولذلك
أيضا تحفل نشراتها بأوقات طويلة عن أخبار تافهة حتى ولو من عينة وجود
صرصار فى حمام أحد الأقباط !
العالم مشغول بإنهاء حقبة ديكتاتورية مظلمة فى تاريخ دولة تونس
المسلمة الأبية .. و البى بى سى مشغولة بتعليم الأطفال فى الحضانة أن
الأقباط ليسوا كفار وأن كتابهم صحيح !
العالم مشغول بإمكانية اندلاع حرب أهلية فى لبنان على خلفية القرار
الظنى الذى يتوقع صدوره قريبا بينما البى بى سى مشغولة بقطار سمالوط
!
ترى ماذا إن كان الشهيد سيد بلال ضحية التعذيب هو شاب نصرانى .. ماذا
كانت ستفعل البى بى سى ؟؟ وكم حلقة كانت ستخصصها للحديث عن التعذيب
وضرورة وقفه ؟؟ وكم مسئولا فى هيومان رايتس ووتش كانت ستستضيفه ليدلى
برأيه ؟؟
مع الأسف ، أصبح لسان حال البى بى سى .. الكنيسة التى فى بيتك
!
20-01-2011 م
- التصنيف: