يا مصر ... جرحت مآقي الدموع

منذ 2011-01-29

بكيت على أب كبير وأم ... في الشارع لهما ولد خرج يصيح ويئن فكرامته مهانة كاد أن يجن وله طفل جائع


نثر من القلب :

على أي ليل بت يا مصر ؟!
دعيني أحدثك عن ليلي

آخ ليتك علمت
كم من أنت غالية على قلبي
أنت مصر
أنسيت نفسك ... أم تناسيناك أم نسيتني !
آخ يا مصر

لو علمت كيف قضى علمائك وشيوخك وصالحيك
ليلهم
تضرعاً إلى المولى
بضعف شديد وخوف شديد
عليك يا مصر

يا مصر ... أعاتبك يا حبيبتي
لم أبكيتني !؟
بكيت على أب كبير وأم ... في الشارع لهما ولد خرج يصيح ويئن فكرامته مهانة كاد أن يجن
وله طفل جائع
وله طفل مريض
وليس عنده دواء وخبز

يا مصر ... أعاتبك يا حبيبتي
لم أبكيتني !؟

بكيت على أمن
وجدت عنده الخوف
آخ لو عرفت الخوف يا مصر
يدق قلبي ... يتسارع نبضه
شعرت أنه لامس أضلع صدري
فعلى الطريق رجل أمن
أهان كرامتي
اعتدى على أمي وأختي وعمتي
بكيت على أمن
وجدت عنده الخوف

أبكيتني يا مصر
أعاتبك يا حبييتي ... لم أبكيتني

الرئيس متوتر ... قلق
والشيخ محجوب ... حجبته صفحة في صحيفة
حجبته سخرية في فيلم
انتجته يد ملوثة بشرق وغرب
ليس لها في الإسلام رسم ولا حال ولا صلاة ولا من المولى وجل

اختفى الرئيس
والشيخ يرقب
إنها فتنة ... حذروا منها ... أنذروا ... بينوا قبل ... علموا أنها واقعة
متى ؟ أين ؟ لم يعلموا

أبكيتني يا مصر
أعاتبك يا حبييتي ... لم أبكيتني
تخطتهم الجماهير
لأن الرئيس ألغى دورهم
فحينما أرادهم
وجدهم أقرب إليه من نفسه

آخ لو عرفت يا مصر كيف مضى الليل على شيخ وعالم
لجأوا إلى الرب الكريم فعلوا فعل الأحزاب وبدر
في دعاء وصلاة وتضرع
فليس لها إلا الرب مخرج

آخ لو عرفت يا مصر كيف مضى الليل على شيخ وعالم
خافوا على دين الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم ... خافوا على مصر

كيف صار ذلك على أرضك يا مصر
أو هو مال أو جاه أو عرش مدجج
أو هو إملاء غرب حينما ظن زوال خادمه ... تخلوا عنه
وبقي أهل مصر لمصر
اللهم احفظهم
اللهم سدد الخطى والسعي والمقصد


أيها الرئيس
أنا ولدك
أنا ابنتك
أنا أختك
وأنا لك أخ
بالأمس كنت لك أم وأب

أيها الرئيس
لم ضربتني ؟!
لم حبستني
لم اهنتني

أنا جسم ماؤه نيل
وأنت مصبه
أبكيتني يا مصر
أعاتبك يا حبييتي ... لم أبكيتني

لم تعاتيبنني يا مصر
هربت منك
خفت منك
فضميني
يا حبيبتي ... ضممتك

رئيس بجانبه شيخ عالم تقي زاهد ورع ناصح
يعد للجواب سؤالاً حين الوقوف يوم القيامة ... جواب مسدد
ذاك الجواب أبكى عمر أبوه عبدالعزيز إذا كان الخصم عند الرب عبده صلى الله عليه وسلم محمد

بجانبه عالم ذرة مهندس سباك نجار جزار وغيرهم
كلهم للنصح خادم
تحت ظل وافر ساكن بارد يذوقه القلب يشرح الصدر تريده وتردده الألسن
ويحك أما عرفته !
إنه الإسلام
دين أراده وارتضاه لي ربه
فلم يا رئيس رفضته ؟!

أبكيتني يا مصر
أعاتبك يا حبييتي ... لم أبكيتني

اتركيني ... دعيني أكفكف أدمعي
فمآقي عيني تتقرح

المصدر: كتبها حلمي صابر