مع القرآن - تسخير الجبال و الأنهار و السبل

منذ 2017-03-14

خلق سبحانه الجبال الشوامخ ممتدة الجذور لحفظ توازن الأرض، ووازن بين الماء واليابسة وحدد بدقة لكل شيء قدره، فهل يعقل أن تكون هذه الدقة خلقت نفسها أو أنها مجرد تطور؟؟؟!!!!.

وأنزل من الأنهار العذبة الظاهرة والباطنة في جوف الأرض ما يكفي لجميع الخلق ومهد لهم الأرض ليتخذوا السبل ويشقوا الطرق فلم يخلق البشر في كوكب غازي أو يستحيل فيه الترحال والسير، وهداهم إلى علامات يسيرون بها في سبلهم سواء كانت أرضية أو سماوية عن طريق النجوم ورسوم الصفحة السماوية.
أي إبداع وجلال هذا، سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك.

{وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 15 - 16].

قال السعدي في تفسيره: أي: {وَأَلْقَى} الله تعالى لأجل عباده {فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ} وهي: الجبال العظام لئلا تميد بهم وتضطرب بالخلق فيتمكنون من حرث الأرض والبناء والسير عليها، ومن رحمته تعالى أن جعل فيها أنهارا، يسوقها من أرض بعيدة إلى أرض مضطرة إليها لسقيهم وسقي مواشيهم وحروثهم، أنهارا على وجه الأرض، وأنهارا في بطنها يستخرجونها بحفرها، حتى يصلوا إليها فيستخرجونها بما سخر الله لهم من الدوالي والآلات ونحوها، ومن رحمته أن جعل في الأرض سبلًا أي: طرقًا توصل إلى الديار المتنائية {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} السبيل إليها حتى إنك تجد أرضًا مشتبكة بالجبال مسلسلة فيها وقد جعل الله فيما بينها منافذ ومسالك للسالكين.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
تسخير البحار والمحيطات
المقال التالي
فضلوا المخلوق عن الخالق