الحق قيمته في ذاته
الله سبحانه عند قول كل قائل وقصده ، وهو يعلم المفسد من المصلح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
والحق قيمته في ذاته لا في قائله ، وقبوله متحتم أيا كان المتكلم به ، ومن أرشدك إلى خطئك ونبهك على ما جانبت فيه الصواب فلا يحل لك رد كلامه - بعد تثبتك من صحته - حتى لو كان من أضل الناس فيما سوى ذلك .
وفي الحديث أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تنددون ، وإنكم تشركون ،تقولون ما شاء الله وشئت ، وتقولون والكعبة .
فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ، ويقولون ما شاء الله ثم شئت "
فهذا يهودي ضال متلبس بأنواع الكفر ، وصور الكذب والافتراء على الله ، ووصفه سبحانه بالقبائح العظام ، يأتي إمام الموحدين صلى الله عليه وسلم لينتقد وقوع بعض الصحابة في خطأ في الألفاظ ، فقام المبعوث بالحق صلى الله عليه وسلم بنصح أصحابه ، وأمرهم بترك تلك الألفاظ غير الجائزة.
فأين هذا ممن إذا انتقده أحد في خطأ ما وقع فيه ، هو أو شيخه ، أو جماعته ، حاد عن محل النزاع ، وراح يعدد أخطاء ناصحه، ويفتش في تاريخه ، ويشوه صورته ، ظنا منه أن ذلك يخلصه من الإشكال ، والله سبحانه عند قول كل قائل وقصده ، وهو يعلم المفسد من المصلح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: