مواساة

منذ 2017-04-04

إبقاء جذوة المواساة والشعور بجراح المسلمين والدعاء لهم هو أضعف الإيمان . والخوف كل الخوف أن يطل علينا زمان مرعب تلوح نذره السوداء ، وفيه ربما سفكت دماء المسلمين أنهارا ، فلم يسمع بهم أحد ، ولم يجرؤ على تشييعهم بدمعة

وما الفائدة من الكتابة عن تلك المذابح المستمرة ، والمآسي التي لا تنتهي ، وهل هذا إلا عجز وخيبة ، وتنفيس مؤقت ، وحيلة للبطالين ، وإفلاس مخز عن تقديم شيء نافع ، وهل أغاثت الحروف المنمقة قط ملهوفا ، أو أطعمت جائعا ، أو آوت مشردا ، أو استردت أرضا ، أو حمت حريما وعرضا ، أو هزمت عدوا في نظام عالمي فاجر مجرم ظالم لا يعرف سوى القوة ، ولا شيء سواها ؟
والجواب : نعم ، ما سبق صحيح كله ، وتلك هي الحقيقة المؤلمة التي لا بد من الإقرار بها .
لكن إبقاء جذوة المواساة والشعور بجراح المسلمين والدعاء لهم هو أضعف الإيمان .
والخوف كل الخوف أن يطل علينا زمان مرعب تلوح نذره السوداء ، وفيه ربما سفكت دماء المسلمين أنهارا ، فلم يسمع بهم أحد ، ولم يجرؤ على تشييعهم بدمعة ، أو رثائهم بكلمة إنسان إلا الأقلون ، فاللهم سلم سلم .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة