لو نطق لاظوغلي

منذ 2011-03-08

جمدت الشرطة نشاطها فسقط النظام كله، و سكت أمن الدولة فخرجت الاحتجاجات المطالبة بحله. ويبقى لجهاز أمن الدولة -الذي أراهن أنه لن يحل ولن توزع أدواره- أن يخرج ملفات طالما خبأها لوقت ظن أنه يعرفه. والوقت قد حان...


.. تقريبا منذ عشر سنوات دخلت مقر مباحث أمن الدولة بلاظوغلي. بتوصية من أحد اقربائي لرتبة كبيرة مسؤولة عن الإعلام وقتها للمساعدة في إقناع المسؤولين عن ماسبيرو والموافقة على منحي إجازة من إذاعة صوت العرب. للعمل في إذاعة البي بي سي. وكانت الإجازات موقوفة دون سبب، المهم بعد ربع ساعة من الانتظار في استراحة لاظوغلي باشا استغرقت الزيارة نصف ساعة.


خلال تلك الدقائق جاءت نحو سبع مكالمات للسيد الضابط رفيع المستوى. منها ثلاث مكالمات جذبت سمعي واستغرابي فأولاها كانت مع بائع كبدة وبرلماني وصحفي وسياسي وملتحي مشهور ومعروف عنه أنه معارض للحكومة. والثانية وما أدراك ما الثانية فكانت مع برلماني فيما بعد وصحفي معارض جدا جدا وناصري أبا وأخا وجدا. والثالثة كانت مع برلماني وسياسي ومرشح لرئاسة الجمهورية وهذا الأخير لم استطع إخفاء ما بدا على وجهي من اهتمام واستفهام خفي.؟ وتطوع السيد المسؤول فقال يا أستاذ محمد هذا الدكتور معانا من ساعة الشبشب الزنوبة و الشقة فوق السطوح. 


استرجعت المشهد عاليه وقد استوت الرؤوس وحان وقت قطف الفاسدة. ومن ملك ملفا أو مستندا به اتهام قدمه أو هو في طريقه للنائب العام. وأما من ملأ الدنيا ضجيجا وطحينا من صاحبي الكلمة فبعضهم سرق الطحين والدقيق والأرض وحولها خرسانات قبيحة. وليس بالصوت وحده يحيا مدعو الشرف. وقاتل الله المثل القائل خذوهم بالصوت ليغلبوكو. العادلي وعز والمغربي وقبلهم وبعدهم عشرات في مقدمتهم رئيس البلد المتخلي و ولداه وأزواجهم. جميعهم الآن في ساحة الاتهام. وجهاز مباحث أمن الدولة على وشك الإحلال والتجديد أو التغيير وإعادة التركيب أو حتى السكون لأجل غير معلوم . وقد ساعد الجهاز ومعه مؤسسة الشرطة بكاملها وساند النظام السابق. وما إن انسحبت الشرطة ساعتين مساء جمعة الغضب حتى انهار المعبد وفر من كنا نظنه لا يفر. معتزلا أو منفيا إلى شرم الشيخ.


جمدت الشرطة نشاطها فسقط النظام كله، و سكت أمن الدولة فخرجت الاحتجاجات المطالبة بحله. ويبقى لجهاز أمن الدولة -الذي أراهن أنه لن يحل ولن توزع أدواره- أن يخرج ملفات طالما خبأها لوقت ظن أنه يعرفه، والوقت قد حان. فعشرات السياسيين والإعلاميين والناشطين لهم ملفات وهي مختلفة عما نظن داخل ذلك الجهاز الذي ظل سنوات يراقب ويتابع ويحقق ويسجل بالصوت والصورة. إذن فليتكلم الآن. وليعلن تفاصيل تعاملات من نظنهم في طليعة مصدري التقارير إلى النائب العام. وبعض تلك التقارير مدان طرفاها المقدم لها والمقدمة فيه,ويكفينا أن بعض الحناجر التي تتهم المغربي بالاستيلاء على أراض هي نفسها قد استولت وبركت وبارك لها النظام. وأنا غير مطالب بذكر أسماء أو وقائع بعينها، لكن فقط أحاول استفزاز جهاز أمن الدولة ليخرج بعضا مما في جعبته. وياما في الجراب يا حاوي. وليست المكالمة التي انتشرت على اليوتيوب بين رئيس تحرير صحيفة أسبوعية ونجل الهارب القاتل ممدوح إسماعيل سفاح العبارة منا ببعيد بل هي على مرمى ضغطة أصبع على الكمبيوتر.


في زمن مضى نجح أمن الدولة في تجنيد صحافيين وإعلاميين ونشطاء وسياسيين وأساتذة جامعة وهذا دوره الذي لم يكن أحد ينكره عليه أمنيا في حينه. لكن الطامة الكبرى. وهذا نقلا عن عدد من المصادر الأمنية السابقة. أن صحافيين وسياسيين ومهنيين في كل مكان كانوا يتبرعون ويبادرون بإيفاد أمن الدولة بمعلومات عن منافسيهم أو غيرهم لمجرد نوال شرف الصداقة والقرب ومن ثم الترقي والاستعلاء. وبعض هؤلاء يعضون الآن ويمزقون في الشرطة. و لو فكر المسؤولون عن الأجهزة الأمنية السابقون منها والحاليون لترحموا على شمشون وقولته المشهورة:( على وعلى أعدائي) .

ياللا بقى أخرجوا بعضا مما لديكم، وسربوا ما تعرفون عن عملاء متطوعين في كل ومن كل الاتجاهات، وعن وسائل إعلام مقسمة بين تمويلات مختلفة من إيران وحزب الله أو من السعودية أو من الأمريكان، أو حتى من نجمنا السينمائي المفضل هذه الأيام القذافي، و بالطبع لسنا بحاجة لمعرفة صحف أخرى مولها النظام وقارونه أحمد عز فهؤلاء فضحوا فضيحة ال(مطاهر في الزفة).


لو فعلت أمن الدولة ذلك لاكتملت حفلة التطهير و لظهر اللصوص الظرفاء الشرفاء، حتى تبدأ مصر ويبدأ إعلام مصر مرحلة جديدة مصرية خالصة وبامتياز.. أما لو ظل الصمت وسبق الفوت فالخاسر الأكبر هو أمن الدولة. والدولة أيضا.

 
المصدر: محمد موافي - موقع جريدة المصريين