25 يناير.. ثورة أخلاقية

منذ 2011-03-18

سواء غيَّرت الثورة أخلاق البعض، أو أزالت التراب عن معدن المصري الحقيقي، فشعّ بَرِيقُه.. تبقى حقيقة أن ثورة 25 يناير في مصر "ثورة أخلاقية" بامتياز.. كان هذا الموجز، وإليكم البيان بالتفصيل...



سواء غيَّرت الثورة أخلاق البعض، أو أزالت التراب عن معدن المصري الحقيقي، فشعّ بَرِيقُه.. تبقى حقيقة أن ثورة 25 يناير في مصر "ثورة أخلاقية" بامتياز.. كان هذا الموجز، وإليكم البيان بالتفصيل:


الشجاعة:

لطالَمَا أُلبس هذا الجيل الجديد من شباب مصر نعوتَ الخنوع والجبن، لكن وقفته المشرِّفة طيلة 18 يومًا، أثبتت أنه جدير بوصف النبي (خير أجناد الأرض)، ومن شهد واقعة الجمال والخيول، ومذبحة ليلة الأربعاء الدامِي، رأى بعينيه شجاعة منقطعة النظير، واستبسالاً في الدفاع عن الفكرة، جديرٌ بأن يبثّ الرعب في قلب كل عدو، والفخر في قلب كل صديق، شجاعةٌ جعلت أحد أصدقائي الكبار يقول لي: لقد أثبت لنا هؤلاء الشباب أننا كنا مجاهدين من ورق، نتحدث عن الجهاد كثيرًا، وليس لدينا من مقوماته شيء.


تطليق الخوف:

وقد نزعت هذه الأحداث الخوف من نفوس المصريين، بعد أن ظلَّ جاثِمًا على صدورهم طويلاً، وظنَّ الجميع أنهم لن يتخلصوا منه أبدًا، لكن يشاء الله أن يكون المولوتوف والمطاطي والقنابل (المصنعة في أمريكا) هي السبب في ذهاب الخوف، وفاجأ الشباب الجميع بهتافهم (يا مبارك راح الخوف.. ضربوا إخواننا بالمولوتوف). لدرجة جعلت الشباب يتسابقون صوب قنابل الغاز ليبعدوها عن إخوانهم، حتى لا يختنقون، ودفعتهم للوقوف في الصفوف الأولى لمواجهة دولة بكامل عُدّتها وعتادها، وجعلت أحد الشباب يقف بجسده الأعزل النحيف في مواجهة مدرعة فيجبرها على الجمود مكانها، وحركت آخر فواجه بمفرده كتيبة كاملة من الجنود المُدجّجين بالدروع والعِصِي، ودفعت أحد الأصدقاء ليتصل بي وصوته مفعم بالتأثر ليخبرني بأنه طلَّق الخوف ثلاثًا منذ شهوده ليلة الأربعاء الدامي. لقد كسرت ثورة 25 يناير حائط الخوف عند المصريين، لمرة واحدة وإلى الأبد، كما يقول الروائي إبراهيم أصلان، صاحب "عصافير النيل".


العفو:

ولم يترك هذا الشباب العنان لشجاعته كي تتحوَّل إلى تهوُّر، بل التزم أخلاق الفرسان الذين يعفون إذا ما قدروا، وقد شهدتُ يوم جمعة الغضب كيف تعامل الأمن مع المتظاهرين بكل قسوة، وسخاء في إطلاق الرصاص المطاطي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، فسقط الشباب بين قتيل وجريح، ورغم ذلك حينما اجتاحت الجموع صفوف القوَّات، وحاصرت عربات الأمن المركزي والجنود بداخلها، سجلتُ بكاميرتِي كيف وقف الشباب- نفسه الذي كاد يقضي منذ قليل- يَحْمُون بأجسادهم أبواب العربات حتى لا يتعرض أحد للجنود داخل سياراتهم.

وحينما أمسك المتظاهرون بأحد الجنود الذين كانوا يطلقون قنابل الغاز عليهم، كان منطق العقل الجمعي يدعوهم للفتك به لا سيما أنه مُمْسِك بدليل جريمته، لكن العجيب أن الشباب سارعوا بعمل كردون لحماية الجندي واستبسلوا في توصيله لزملائه المجندين، وحنجرهم تهتف (سلمية.. سلمية)، وقد أوصلناه سالِمًا إلى زملائه ومعه بندقيته، وكامل عتاده، مع تطميناتنا له طيلة الوقت أنه لن يُمَسّ.


لجان الحماية الشعبية:

وحينما حدث الانفلات الأمني بعد الانسحاب المُرِيب لجهاز الشرطة، سارع الشباب بتنظيم لجانٍ شعبية لحماية البيوت والممتلكات، والتقى الجيران الذين ربّما لم يكونوا يعرفون بعضهم قبل اليوم على قلب رجل واحد، صوب هدف واحد (حماية مصر). وقد شكل هذا الشباب سلاسل بشرية لحماية المتحف المصري بأجسادهم، وساعدوا قوات الجيش في إلقاء القبض على بعض ضعفاء النفوس الذين أرادوا سلب تاريخ هذا البلد. واستطاعوا إحباط محاولات تهريب مخدرات في أسوان. ونجحوا في إلقاء القبض على العديد من البلطجية والفارّين من السجون وتسليمهم للجيش.

بالطبع استاء البعض من كمية الأسلحة البيضاء التي خرجت إلى الشوارع، لكن حتى هؤلاء الشباب الذين أخطأ بعضهم في التصرُّف، كانوا يستمعون للنصح بصدر رَحِبٍ، ووالله كان بعضهم يطرق برأسه احترامًا بمجرد أن تُذَكِّره بحديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن حرمة إشهار السلاح في وجه أخيه، ويتأسف بحرارة ويشكرك على نصيحتك.


يقظة الضمير:

بالطبع استغلّ بعض ضعاف النفوس الانفلات الأمني، فهاجموا المحال التجارية والمجمعات الاستهلاكية، لكن معظمهم سارع بعد فترة وجيزة إلى إعادة المسروقات، لشعوره بالجرم الذي ارتكبه في حق وطنه. حكى لي ذلك بعض شهود العيان، ممن أثق في شهادتهم، وقد رأيتُ بعيني كيف رفض هذا السائق البسيط أن ينقل أحد اللصوص بحمله، قائلاً له: (حد الله بيني وبين الحرام)، أيضًا كتب عمر طاهر، في مقاله المعنون (أهو ده اللي صار) شهادته الخاصة بهذا الشأن، فقال: "غيرت الثورة أخلاق الكثيرين؛ فقد اعترف لنا "دوكشة" أشهر لصّ في المنطقة بأنه سرق جهاز كمبيوتر من البنك المجاور لنا وأنه يود إعادته، وعندما أتى به وقف قائد الكمين- لجنة الحماية الشعبية- فوق الكرسي صائحًا بصوت عالٍ "تصفيقٌ حارّ لدوكشه الحرامي"، فصفقنا له جميعًا وزغردت النساء من البلكونات. كان احتفالاً مهيبًا أسال دموع دوكشه فقررنا أن نُعَيِّنه مسئول التدفئة في الكمين فكان يحضر لنا كل ليلة كمية من الأخشاب تجعل النار مشتعلة حتى طلوع النهار، حتى منصور أشهر فتوّة في المنطقة تعاطف مع الثورة وشارك في المظاهرات، وعندما رجع حكى لنا كيف كان يهتف مع الناس من أعماق قلبه "الشعب يريد إخصاء النظام"!

قبل ثورة 25 يناير، كنا نسمع بمجرمين يفرّون من السجون، لكن أثناء الثورة رأينا المسجونين يُسلّمون أنفسهم للسلطات بعد أن فُتِحت أبواب السجون أمامهم، عمدًا ليعيثوا في الأرض فسادًا.. وهذا لعمرك من عجائب الثورة.


اختفاء حالات التحرش والسرقة:

إن المتابع للأخبار، أو المطلع على محاضر الشرطة، في الفترة ما قبل ثورة 25 يناير، يعرف كيف أن حوادث الشجار والسرقة والتحرش في المباريات والاحتفالات كانت أمرًا عاديًا، لم يَعُد يُؤْبَه به لكثرة حدوثه. لكن على الرغم من خروج الملايين إلى شوارع المحروسة، واحتشادهم في ميدان التحرير، وتكدس الأجساد، وتواجد المحجبات وغيرهن، والأغنياء وغيرهم، لم تُسجَّل حالة سرقة أو تحرش واحدة، بل كان الجميع يشعر أنه في بيته وسط أهله، وكان كل من يزور الميدان يخرج ليرفع شعار (ميدان التحرير أكثر بقاع مصر أمانًا)، وقد بررتُ ذلك لصاحبي حين سألنِي عن رأيي في ذلك، بقولي: (الأمر أشد من أن يهُمَّهم ذلك)، فمن خرج مُضَحِّيًا بنفسه التي هي أعز ما يملك، هل سيفكر في شهوة عابرة، أو حفنة أموال؟!


أين ذهبت الفتنة الطائفية؟

أيضًا في الفترة التي سبقت الثورة مباشرة امتلأت الأفواه بالحديث عن الفتنة الطائفية التي تُنذِر مصر بالويلات، وصوِّرت لنا البلاد وكأنها لم تَعُد تتسع لعيش المسلم وأخيه غير المسلم، لكن يشاء الله أن تأتي هذه الثورة المباركة لتسقط كل هذه الدعاوى الفارغة، وتُثْبِت كذبها، لا سيما بعد تواتر الأنباء عن وجود أصابع خفية داخل الأجهزة الأمنية كانت تلعب على وتر الفتنة الطائفية لمصالح خاصة، وما تقارير المخابرات الغربية عن خلايا "العادلِي" النائمة منا ببعيد!

لقد شهد العالم كيف أُقيمت الصلاة بجانب القُدَّاس في ميدان التحرير، وكيف وقف المسيحيون في سلسلة بشرية يُحِيطون بإخوانهم المسلمين حتى يفرغوا من صلاتهم، وكيف تكاتفت القلوب والأجساد في لجان الحماية الشعبية لحماية الكنائس أيام الانفلات الأمني التي ما لبثت أن تحوَّلت إلى أيام وحدة وطنية.

لقد ذهبت الفتنة بذهاب مُشْعِليها، وبقيت مصر تتسع للجميع،،


التراحم وخفض الجناح:

كان من اللافت أيضًا هذه الحالة الأخلاقية العالية التي انتشرت بين الشعب في هذه الفترة، لدرجة أنّك إذا اصطدمتَ (أنتَ) بأحدهم، سرعان ما يلتفت (هو) ليعتذر لك بحرارة.. مشهدٌ لم يكن يُرى بهذه الكثافة إلا في المساجد أيام الاعتكاف!

أيضًا سبحان مَن جمع كل هذه الأعداد الغفيرة، على اختلاف ثقافاتهم وأيدلوجياتهم ومستوياتهم الاجتماعية ليشكلوا هذه الفسيفساء البديعة دون تنافر أو اختلاف، ودون أن يحاول فريق القفز بشعاراته على الباقين، أو أن يفرض رأيه أو أجندته.


وفي ذروةِ الأحداث، وبينما الجميع يُهَرْول لتخزين كميات مهولة من المواد الغذائية، أخبرني زميلي بأنه سيكتفي بما كان يشتريه في المعتاد، حتى لا يكون أحد المتسببين في نقص السلع، أو غلاء الأسعار.

وحينما سقط المصابون، هرع الجميع إلى المستشفيات للتبرع بالدم. أيضًا تهافت الأطباء المتطوعون من كل صوب لإسعاف المصابين، وأنشأوا صيدليات ميدانية داخل الميدان، ثم أقاموا مستشفى ميداني في أحد المصليات القريبة منه، فكانوا بحق ملائكة رحمة تحف المعتصمين.


الإيثار:

أيضًا كان من الملفت انتشار قيمة "الإيثار" بين جموع المشاركين، فلم يكن الطعام ولا الشراب ملكًا لأحد، بل ملكٌ للجميع. وقد سجل ذلك مراسل الجزيرة بقوله: لقد رأيتُ شبابًا يتقاسمون اللقمة والشربة، ويؤثرون إخوانهم بالطعام والشراب.

ربّما يكون من الطبيعي الإيثار بلقمة أو بشربة، لكن من غريب ما شهدتُه أن يكون الإيثار بالتطبيب والرعاية الصحية؛ فها هو أحد المصابين غارقًا في دمائه، وجسده كله ينتفض من كثرة الجراح المتناثرة في أنحائه، وأنبوب المحلول يَتدلَّى من يده، ثم هو يطمئن الجميع أنه بخير، ويوصيهم بتركه والاهتمام بالجرحى القادمين.

حتى حينما أوقفنا بعض السيارات الخاصة لنقل المصابين إلى مستشفيات قريبة، كان المصابون بإصابات طفيفة يُفْسِحون المكان لذوي الإصابات البالغة حتى يتم نقلهم أولاً، بل كان بعضهم يقول لنا: إنني بخير، وأستطيع التحمُّل فأسعفوا غيري، رغم أن جرحه كان لا يزال يثعب دمًا!


الوفاء:

أما من ارتقوا من الشهداء في هذه الأحداث، فسيظلون للأبد في ذاكرة كل مصري؛ لأنهم الأبطال الحقيقيون الذين رووا بدمائهم الطاهرة هذه الثورة المباركة، فاهتزّت وربت وأنبتت حرية، وأعادت لهذا الشعب كرامته، ولهذا البلد مكانته.

ووفاءً لهؤلاء، قرّر الشباب الصمود على ما مات عليه رفاقهم، وعدم التفريط في قطرة واحدة من دمائهم، فتوسّدوا الأرض والتحفوا السماء أيامًا وليالِي، وتركوا أعمالهم ومصالحهم، وخرجوا بزوجاتهم وأولادهم، وحينما حققوا النصر أبَوا أن يُختَذل في أشخاصهم، أو أن يقفز أحد فوق إنجازهم، بل أهدوه خالصًا للشهداء.


النظافة:

انتشر أيضًا طيلة الأيام الثمانية عشرة الماضية شبابٌ تبدو عليهم أثر النعمة والثقافة، يجمعون القمامة، ويكنسون ميدان الشهداء - التحرير سابقًا-، دون أن يطلب منه أحد ذلك.. فقط يلتقطون الأكواب وعلب الطعام الفارغة، والأكياس والأوراق، ثم يَشقُّون طريقهم وسط المعتصمين، دون أن يتوقفوا ثانية واحدة، لسماع كلمة شكر من أحد.


السُّقْيا والإطعام:

كان هذا الشباب أيضًا يشتري زجاجات المياه، ويوزعها على المتظاهرين أثناء المسيرات، ويسارع بزجاجات البيبسي ليغسل عيون المصابين بقنابل الغاز، ثم بعدها في ميدان التحرير أكملوا مسيرتهم، فكثيرًا ما كنتَ تشاهد الشباب والفتيات يمرون على المعتصمين ليوزعوا عليهم الطعام -ليست وجبات كنتاكي بالطبع- والشراب. رأيتُ بعيني هذين الشابين وهما يحملان كيس الخبز للمعتصمين، وقد أخبرانِي أنهما قادمان من بلد بعيد، مخاطرين بالمرور بين يدي البلطجية حتى يستطيعوا تقديم هذا القليل للمعتصمين. وقد أخبرنا صديقي الفيسبوكي، أن إحدى السيدات طلبت منه مساعدتها في حمل طعام جلبته للمعتصمين، ففعل، ثم عرف بعد ذلك أنها أستاذه بكلية الطب، وأنها تأتِي إلى الميدان منذ يوم ٢٥، وأن الوقت الذي تقضيه في الميدان هو أحْلَى أوقات حياتها.


في هذه الأثناء ظهرت البركة في أجْلَى صورتها، فكان القليل من الطعام يكفي الكثير من الأشخاص، وكان الجميع يَشْعُرون بسكينة ملفتة، حتى إنّ أحدهم قال لي: وكأن الملائكة كانت تحفّ الميدان؛ ربما لأنه يشهد قولة حق ضد سلطان ظالم. وحينما طالت فترة الاعتصام، تبرّع الكثيرون لشراء أغطية تقي الثوار زمهرير الشتاء في العراء، وأتى المواطنون القاطنين بالقرب من الميدان بمددٍ إضافِيٍّ.. لتكتمل لوحة التكافل المشرقة.


الإبداع:

لقد أظهر الشباب براعةً غير عادية، في عمل الإعلانات والدعايات، والتعليقات والهتافات، والأفكار والإبداعات، بعد أن قيل عنهم ما قيل في مقام الذم فكريًّا وثقافيًّا. وقد كنتُ دومًا أقول: مادام هذا الشعب قادرًا على الإبداع احتفالاً بمباريات كرة القدم، فهو قادر على الإبداع أكثر لو أُتِيحت له الفرصة في مقامات أسمى، وقد كان.


الاعتزاز بالنفس:

وأنا أكتب هذه السطور، تصلني عبر الشُّرْفة أصوات الأطفال وهم يهتفون في الشارع (ارفع راسك فوق؛ أنت مصري).. شعورٌ بالفخر والاعتزاز يتغلغل في نفوس المصريين، في الداخل، وفي أنحاء العالم، بعد سنوات من القهر والذلّ جعلت زميلي الصحفي يقول يومًا (لو لم أكن مصريًا لكنت حمدت ربنا) تَهكُّمًا على مقولة مصطفى كامل الشهيرة (لو لم أكن مصريًّا لوددتُ أن أكون مصريًا).


لقد عرف هذا الشعب قيمته، وأيقن أن الحرية أغلى من الخبز، فعادت الأمور لنصابها، بعد أن كان الكثيرون مقتنعين بأن بالخبز وحده يمكن أن يحيا الإنسان!


استعادة الوطن:

لقد استعاد المصريون وطنهم، بجانب حريتهم وكرامتهم، يوم خرجوا إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام. ومنذ ذلك الحين قطع الجميع على أنفسهم عهدًا، أن يحافظوا على هذا البلد لأنه لم يعد ملكًا لأحد بل عادت ملكيته للشعب.. وانتشرت على صفحات المواقع الاجتماعية تلك النصيحة: (منذ اليوم أصبح هذا البلد ملكك أنت.. لا ترمِ قمامة، لا تكسِر إشارة مرور، لا تدفع رشوة، لا تزوّر ورقة، لا تدخل من باب الخروج في المترو، حافِظ على الممتلكات العامة والخاصة، لا تقل: "وأنا مالي"، اتقِّ الله في عملك، وكلامك وكل خطواتك.. نريد أن نضاعف العمل.. نريد أن نعوّض الخسائر... نريد مصر في أحسن صورة).


هذا غيضٌ من فيض عظمة هذا الشعب الذي حقّق ما خِلناه مستحيلاً، وأجبر الجميع على تسطير ملحمته الثورية. وقد سجلتُ مشاهد عايشتها أو سمعتُها، عساها تكون نواةً لعمل تأريخي يسجِّل هذا الجانب المشرق لهذه الثورة المباركة. وأدعو كل من شارك في الثورة، أن يسجل شهادته، ويسهم في إكمال الصورة.
 
المصدر: السيد البشبيشي - موقع الألوكة