أردوغان ابن الخلافة العثمانية
لا تيأسوا من روح الله فشأن الأمة كشأن المطر، والمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره خير، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ولا حجر على سعة رحمة الله وما يعلم جنود ربك إلا هو. يبزغ نجم أردوغان التركي في وقت يسعى فيه الجميع لإقامة دولته العالمية، الأمريكان والفاتيكان واليهود..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
فقد ذكرنا تصريح أردوغان باستعادة الخلافة العثمانية بهؤلاء القادة والفاتحين العظام كأمثال مراد الثاني وسليمان القانوني وعبد الحميد ومحمد الفاتح العثماني الذي فتح القسطنطينية وقهر الإمبراطورية الرومانية ، وكموسى بن نصير وقتيبة بن مسلم وكقطز وبيبرس،
وكعقبة بن نافع الذي فتح المغرب العربي ووقف على ساحل المحيط الأطلسي ينادى: "اللهم لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها في سبيلك"،
وكصلاح الدين الأيوبي الذي قال لوزيره ابن شداد: "أما أسِرُّ لك حديثا، إني أتمنى إن فتح الله علي بيت المقدس أن أركب البحر أقاتل في سبيل الله كل من كفر بالله حتى يظهرني الله أو أموت"،
ومن قبل كان هارون الرشيد الذي كان يخاطب السحاب ويقول: "سيري أينما شئت أن تسيري فسيأتيني خراجك"، وبعث لنقفور ملك الروم يقول له: "أما بعد فمن هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم فإن الأمر ما ترى لا ما تسمع"،
ولعله تأسى بخالد بن الوليد سيف الله المسلول وهو يقول للروم: "لو كنتم في السماء لأوصلَنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا"،
وقبل هؤلاء جميعا كان أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- الذي حارب المرتدين وكان يقول: "أينقص الإسلام وأنا حي؟!".
هكذا يكون علو الهمة فإن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها.
ما أعظم الفارق بين من يريد إقامة خلافة على منهاج النبوة، وبين من يتحالف مع شياطين الإنس والجن ويَرضى بالتبعية لأعداء الإسلام والمسلمين.
لا تيأسوا من روح الله فشأن الأمة كشأن المطر، والمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره خير، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ولا حجر على سعة رحمة الله وما يعلم جنود ربك إلا هو.
يبزغ نجم أردوغان التركي في وقت يسعى فيه الجميع لإقامة دولته العالمية، الأمريكان والفاتيكان واليهود
فلا عجب في سعى أردوغان لاستعادة مجد الخلافة العثمانية، وأتى هذا التصريح في وقت يراه البعض وقتا لتقسيم العالم الإسلامي بين أمريكا وروسيا، وزمنا للانكسار أشبه بسايكس بيكو جديد،
فما العجب في أن يسعى بعضنا لتوحيد المسلمين، فلا يفل الحديد إلا الحديد، إن الأمن قد يأتي من مكمن الخوف، كما يأتي الخوف من مكمن الأمن، {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87].
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
سعيد عبد العظيم
من مشاهير الدعاة في مصر - الاسكندرية.
- التصنيف: