المَهْدَوِية

منذ 2017-05-12

المهدوية، وليس المقصود المهدي المنتظر، فالمهدي الذي يؤمن به الاثني عشرية هو الذي يؤمن به المهديون، وهو محمد بن الحسن العسكري-الإمام الثاني عشر-في اعتقاد الجميع، لكن المهدوية المرادة هنا، هي ادعاء أحمد الحسن اليماني زعيم المهديين أنه المهدي الأول بعد الأئمة الاثني عشر.

يأتي الحديث في هذا المبحث عن المهدوية، وليس المقصود المهدي المنتظر، فالمهدي الذي يؤمن به الاثني عشرية هو الذي يؤمن به المهديون، وهو محمد بن الحسن العسكري-الإمام الثاني عشر-في اعتقاد الجميع، لكن المهدوية المرادة هنا، هي ادعاء أحمد الحسن اليماني زعيم المهديين أنه المهدي الأول بعد الأئمة الاثني عشر.
أولاً: التعريف بالمهدوية[1]:
تعد مسألة المهدي المنتظر من الخلافات الرئيسة الدائرة بين أهل السنة والشِّيَعة، فضلاً عن الخلاف نفسه الذي بين الشِّيَعة نفسها، حيث اختلفت الفرق الشيعية حول تحديد المهدي الموعود، في حين أن كل فرقة تعتقد أن إمامها سيرجع مهدياً بعد موته، "ففكرة الإيمان بالإمام الخفي أو الغائب توجد لدى معظم فرق الشِّيَعة، حيث تعتقد في إمامها بعد موته أنه لم يمت، وتقول بخلوده واختفائه عن الناس، وعودته إلى الظهور في المستقبل مهدياً، ولا تختلف هذه الفرق إلا في تحديد الإمام الذي قدرت له العودة، كما تختلف في تحديد الأئمة وأعيانهم والتي يعتبر الإمام الغائب واحداً منهم"[2].
"وتعتقد الشِّيَعة الاثني عشرية بأن المهدي المنتظر هو إمامهم الثاني عشر-محمد بن الحسن العسكري-، وهذا الإمام سيأتي في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ويملك الشِّيَعة من رقاب مخالفيهم وأعدائهم، ويحملون كل الأحاديث الواردة في السنة عن المهدي على الإمام الثاني عشر"[3].
وبهذا الاعتقاد تمسكت به الإِمَامِيَّة الاثنا عشرية، فمن اعتقد اعتقادهم فهو منهم، ومن لم يعتقد اعتقادهم فليس منهم، حيث قال صاحب(عصر الظهور): "فالاعتقاد بأن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر، وأنه حي غائب جزء من مذهبنا، وبدونه لا يكون المسلم شيعياً اثني عشرياً، بل مسلماً سنياً أو شيعياً زيدياً، أو إسماعيلياً"[4].
فاعتقاد الشِّيَعة أن الإمام الثاني عشر غائب الآن، وعندما يرجع في آخر الزمان سيرجع مهدياً، وهو المهدي المنتظر المصلح الموعود، فالأئمة اثنا عشر إماماً لا غير، ولا يوجد بل لا يعترفون بما يسمى بعد الأئمة الاثني عشر بالمَهْدِيّين الاثني عشر، وهم بذلك ينقضون حجر الدعوة اليمانية، والتي تقول بالإمام الثاني عشر-محمد بن الحسن العسكري، لكن الإمام الثاني عشر له ممهدون له سيظهرون قبله، وعددهم اثنا عشر مهدياً، وأول هؤلاء المَهْدِيّين الاثني عشر هو أحمد الحسن اليماني، فعندما يتحدث-المَهْدِيُّون-أنصار اليماني-في كتبهم عن المهدي، فالمقصود هو اليماني، وعندما يتحدثون عن المَهْدِيّين فالمقصود المَهْدِيُّون الاثني عشر بعد الأئمة الاثني عشر، وقبل رجوع الإمام الثاني عشر، وعمدتهم في ذلك حديث الوصية أو الوصية المقدسة كما أسموها، والذي تعرضنا لها في المبحث الأول وفي التمهيد عن دعوة اليماني.
بل وجد من علماء أهل السنة من فهم من الوصية، ما فهمه اليماني، فقال:"ومن غرائب الاعتقادات التي يعتقدها القوم، أنهم يقولون: إن بعد قائمهم اثنا عشر مهدياً آخر، وذكر نص الوصية"[5].

-------------------------------------------

[1] للمزيد عن قضية المهدي المنتظر عند الاثني عشرية، انظر: عقائد الإمامية، ص90، وانظر: مع الشِّيَعة الإمامية في عقائدهم، ص71، وانظر: المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية، نجم الدين جعفر بن محمد العسكري، ج2/14، ط1/1397ه = 1977م، دار الزهراء، بيروت-لبنان، وانظر: إعلام الورى بأعلام الهدى، ص407، وانظر: ماذا قال علي عن آخر الزمان، إعداد: السيد علي عاشور، ص54، تاريخ الطبعة: 1429ه =  2008م، بدون رقم، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت-لبنان، وانظر: دروس في الشِّيَعة والتشيع، علي الرباني الكلبايكاني، تعريب: أنوار الرصافي، ص185، ط2/11430ه، منشورات جامعة المصطفى العالمية، قم.
[2] أصول مذهب الشِّيَعة الإِمَامِيَّة الاثني عشرية، ص824.
[3] دراسات في الفرق الإسلامية، الخوارج والشِّيَعة، ص336و337.
[4] الشيخ علي الكوراني العاملي، ص281، ط17/1427ه، بدون نشر.
[5] انظر: الشِّيَعة والتشيع، ص388(مرجع سابق).