أنتم شهود على الطغاة والمحسنين
عندما يذكر الناس صاحب بدعة أو ظالم طاغية أو مفسد من المفسدين تجد القلوب تبغضه والألسنة تلعنه حياً أو ميتاً عياذاً بالله
المتأمل لحركة قلوب الملايين من البشر
ميلاً إلى شخص حباً له وإجلالاً وتقديراً يعرف المعنى الحقيقي لما
رواه الإمام البخاري عَ
والمتأمل لاجتماع الملايين من البشر على بغض شخص وبذل الدماء الغالية
حتى يزول عنهم ظله الكريه يعرف معنى الزيادة التي رواها الإمام أحمد
في مسنده : .
سبحان الله , إذا ذكر الناس عالماً من العلماء أو مصلحاً من المصلحين
سكنت القلوب وخشعت محبة وإجلالاً , ودعت له طواعية بالبركة وطول العمر
أو الرحمة إن كان من الراحلين .
وعلى النقيض عندما يذكر الناس صاحب بدعة أو ظالم طاغية أو مفسد من
المفسدين تجد القلوب تبغضه والألسنة تلعنه حياً أو ميتاً عياذاً بالله
.
أخرج الإمام ابن أبي شيبة في المصنف قال حدثنا هشيم بن بشير حدثنا
عبد العزيز بن صهيب عن الحسن : قال
وفي هذا الشأن موعظة بليغة لكل حي حتى لا يأمن على نفسه الفتنة و حتى
يتمسك بحبل الله , ويتعلق بمراد الله راجياً من الله الثبات على الحق
حتى يلقاه .
فنهاية الأمير كنهاية الفقير كنهاية العالم كنهاية العامل كنهاية
العبد , كلنا إلى التراب , ولن يصحبنا في النهاية إلا عملنا , فإن كان
صالحاً فنعم الأنيس وإن كان طالحاً فبئس الجليس .
فيا من طغى وعتا وتجبر .... اتق الله
ويا من سرق ونهب وتكبر ...... اتق الله
ويا من اغتر بشبابه وماله .... ويا من اغترت بجمالها والتفاف العشاق
من حولها .... ويا من غره منصب أو جاه .... أمامك قبر ... وأنت بين
شهود الله في الأرض فحذار من انتشار بغضك في الدنيا في قلوب العباد ,
والأشد منه سلب الإيمان وانتظار موعود الله في الآخرة .
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : لقد قال النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد
الخميصة تعس عبد الخميلة ، و الدينار هو النقد من الذهب والدرهم هو
النقد من الفضة والخميصة الثياب الجميلة والخميلة هي الفرش الجميلة
كيف يكون الإنسان عبداً للدينار والدرهم و الخميصة والخميلة ؟؟
فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط
ثم دعا عليه وقال تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش فدعا عليه بالانتكاسة
وعدم تيسير الأمور له حتى في إخراج الشوكة من جسمه إذا شيك فلا انتقش
نعم هو جدير بذلك جدير بمن عبد الدرهم والدينار والخميصة والخميلة أن
لا تيسر له الأمور لأنه مخالف لتقوى الله عز وجل "
يا من بدنياه انشغل وغرّه طول الأمل ..... الموت يأتي بغتة والموت
صندوق العمل
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: