انتفاضة الأحـواز المحتلّ
منذ 2011-04-25
آخر خبر من الأحواز المحتـل : أعلنت سلطات الإحتلال حالة الطوارىء في الأحواز ، وتعطـُّل المدارس ، و الشركات ، ونشرت آلاف من عناصر الأمن تحسبـا للإنتفاضـة الأحوازيـة الموعودة ....
آخر خبر من الأحواز المحتـل: أعلنت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ في الأحواز، وتعطـُّل المدارس، والشركات، ونشرت آلاف من عناصر الأمن تحسبـا للانتفاضة الأحوازيـة الموعودة غـدا.
وقف الشيخ الجليل الداعية سعد المطيري في مسجـده في الأحواز المحتـلَّة، وبشجاعة العظماء، وبسالة أهل العزيمـة الأشـداء، أخذ يحرض الأحوازيين على الخروج يوم غد 15 إبريـل، ليوم الغضب في جميع مدن الأحواز، وما أنْ وصل إلى بيته حتى جاءت قوات الاحتلال الإيراني للأحواز وطوقت منزله، وبوحشيتهم المعهودة، أرعبـوا النساء والأطفال، واعتقلوا الشيخ الجليل، وصادروا جميع أجهزته.!
هذا المشهد ليس سوى حلقة من سلسلة طويلة من الاضطهاد الذي يعيشه عرب الأحواز منذ عقود مديدة تحت الاحتلال الإيراني، وهو اضطهاد عنصري مقيت ممزوج بروح شعوبية حاقدة، تنضح خبثا وخسـّة.
هذا.. ولا يماري عاقـل أن سبب تسليط هذا النظام الإيراني المجرم على أمّتـنا عامة، وعلى الخليج خاصّـة، حتى كاد يحتل البحرين، وهو يعبث اليوم بالكويت عبث الصبي بالكـره !!، ويخطط لاحتلال أرض الحرمين أخبث الخطط، وألعنها.
وهو مع ذلك يتطاول بتصريحاته الوقحة، يهـدّد، ويتوعـّد، يتوهـم أنه كسـرى، ولم يدر أنه على وشك أن يُكسـر أنفـُه، كما حُطِّـم أنفُ كسرى.
سبب ذلك هـو تخلينا عن نصرة قضايا المضطهدين تحت حكم هذا النظام الخبيث.
ومن أهم تلك القضايا:
تلك القضية العجيبة التي هي قريبة إلينا جـداً، ومع ذلك بعيدة عنا، وهي عظيمة الأهمية، ومع ذلك مهملـة لا تكاد تذكـر!
وهي قضية الأحـواز المحـتل.
وقد كنت قد كتبت مقالا مطولا - قبل سنتين - عن معاناة إخواننا عرب الأحواز تحت الاحتلال الإيراني، أقتبس منه اليوم في هذا المقال هذه الفقرات:
أما القضية الأحوازية المنسيِّة، فهي قضية عجيبة، لشعب يربو عدد سكانه على خمسة ملايين نسمة، وينتشر على أرض مليئة بالخيرات، والثروات الطبيعية، حتى إنـَّه بات يُطلـق على هذه الأرض: القلب النابض للاقتصاد الإيراني، ويطلق على هذا الشعب: إنه أفقر شعب على أغنى بقعة في العالم.
هذا الشعـب الأحوازي محرومٌ من جميع حقوقه، ويعيش اضطهادا عظيماً، وتمييزاً عنصريّا خانقاً، تحت سلطة النظام الإيراني.
ومنذ أن ضمِّ الجيش الإيراني بالقوّة، هذه الإمارة العربية التي يقطنها قبائل عربية أصيلة، في 20 نيسان 1925م، منذ ذلك الحين، والأحواز رازحة تحت احتلال بغيض، حرم شعب الأحواز من جميع حقوقه، حتى الحقوق الثقافية، بل وصل حدّ الاضطهاد إلى حظر اللغة العربية في المدارس، وما يميّز اللباس العربي، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية.!!
وهو مع ذلك شعـب يعيش تحت قمع سياسي، آخذ في تصاعد مؤخَّـراً، ويستعمل فيه النظام كلّ انتهاكات حقوق الإنسان، حتى الإعدامات في الشوارع.
وذلك كلُّه يجـري تحت صمت غربيّ، وعربيّ مريب، فلا أحـد يتحدث عن تلك الانتهاكات الخطيرة، مع أنَّ ما يجري للأحوازيين، لا يوصف مثله إلاَّ في الكيان الصهيوني، بل إنّه أشدّ مما يجري هناك.
ومعلوم أنَّ سياسة العبث بالتركيبة السكانية في الأحواز، والتضييق على الأحوازيين، تسارعت وتيرتها في السنوات الأخيرة، متزامنة بصورة مُلفتـة، مع تسارع وتيرة تحريك الأحزاب الموالية للنظام الإيراني في دول الخليج لإثارة الاضطرابات، والفتن.
وتغيير التركيبة السكانية في الأحواز، يشابه إلى حـدّ كبيـر، ما يفعله الصهاينة في القدس، وذلك وفق المنهجية التالية التي وجدت في وثيقة رسمية للنظام الإيراني، وقد نص فيها على ما يلي:
أولاً: يجب اتخاذ كافة التدابير الضرورية اللاّزمة بحيث يتم خفض السكان العرب في خوزستان - أي الأحواز - بالنسبة للناطقين بالفارسية الموجودين أساساً، أو أولئك المهاجرين، إلى مقـدار الثلث، وذلك خلال السنوات العشرة القادمة.
ثانياً: اتخاذ التدابير اللازمة بحيث تزداد ظاهرة تهجير الشريحة المتعلّمة منهم، إلى المحافظات الإيرانية الأخرى، كمحافظات طهران، وأصفهان، وتبريز.
ثالثاً: إزالة جميع المظاهر الدالّة على وجود هذه القومية، وتغيير ما تبقى من الأسماء العربية للمواقع، والقرى، والمناطق، والشوارع.
وبعد افتضاح أمر هذه الوثيقة الخطيرة، انطلقت في الأحواز الانتفاضة المشهورة عام 2005م، وتـم قمعها بـ150 ألف جندي إيراني، استعملوا القتل، ووسائل العنف الذي انتهك كلَّ المحرمات.
وهذه من أقوى الانتفاضات التي انطلقت في الأحواز، منذ انتفاضة عام 1979م.
وكلُّها كانت تقمع بنفس الأسلوب الوحشي، حتّى استعمال سياسة الأرض المحروقة، وتدمير القرى، والمدن العربية.
ولم يتراجع النظام عن عنصريّته قيد أنملة، وهو يواصل منع حتى إصدار الصحف باللغة العربية، وتعليم الأطفال اللغة العربية في المدارس الابتدائية، بل وصل به الأمر إلى تحويل مجرى الأنهار إلى خارج الأحواز، ليحرم القرى العربية منها.!
وهذا الذي يحدث في الأحـواز يجري مثلـه على عمـوم أهـل السنة في إيران التي ينص دستورها على أن: (المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي)، و: ( شرط تولي منصب رئيس الجمهورية أن يكون شيعي المذهب) !، فهـم يعيشون مثل هذا الاضطهاد البشع لإخواننا الأحوازيين.
كما يوجد مليون ونصف سني في منطقة (تركمن صحرا) يتعرّضون لأبشع صور الاضطهاد، ومثلهم مليون سنّي في خراسان كذلك، وتـمَّ تصفية أبرز علماءهم باغتيالات - تُشبـه تلك التي يفعلها النظام الإيراني في العراق - وممن اغتالتهم المخابرات الإيرانية، الشيخ الشهيد مولوي عبد العزيز الله ياري، والشيخ الشهيد مولوي نور الدين غريبي، والشيخ الشهيد موسى كرمي خطيب جامع الشيخ فيض المشهور في مدينة مشهد، والذي هدمه خامنئي مرشد الثورة عام 1993م.
ومثلهم السنة في إقليم فارس، يمنعون من أدنى حقوقهم، ويتم تصفية الناشطين من دعاتهم، وعلمائهـم، وكذا مناطق الأكراد، حيث لوحق علماء السنة، وتم تصفية أبرز علمائهم، ونذكر منهـم الشهيد العلامة أحمد مفتي زادة، والشهيد ناصر سبحاني، ولا يزال كثيـرٌ من علماء السنة الأكراد، وغير الأكـراد، معتقلين في السجون الإيرانية.
ومن العلماء السنة الذين تعرضوا إمَّا للاغتيال، أو محاولة الاغتيال ثم نجوا بأرواحهم وهاجروا من إيران، يقاسون الغربة، أو هم في سجون المخابرات، منهم: - لا على سبيل الحصر - أولا الشيخ العالم المشهور د. عبد الرحيم ملا زادة وهو في لنـدن، وله نشاط عالمي وجهاد مشكور في فضح جرائم النظام الإيراني، والانتصار للسنة، ثم الشيخ العلامة إبراهيم دامني الذي يتعرض للتعذيب وحكم عليه بالسجن 17 سنة، لأنَه يكافح نشر التشيّع بين السنة، والشيخ إقبال أيوبي من إيرانشهر، والشيخ أنور هواري، والشيخ فيصل سيباهيان، والشيخ واحد بخس لشكر زهي، وغيرهم.
وكذلك الشيخ محي الدين البلوشتاني، والشيخ نظر ديكاه، والشيخ على أكبر ملة زادة، والشيخ إبراهيم صفي ملا زادة، والشيخ عبد المنعم الرئيسي، يوسف كردهاني، وحسين كرد، والشيخ عبد الباسط كزادة، والشيخ عبد القادر ترشابي، والشيخ عبد الحكيم غمشادزهي، والشيخ عبد الواحد كمكوزهي، والشيخ عبد القادر عبد الله زهي، والشيخ عبد الشكور زاهو، والشيخ عبد الرحمن الله وردي، والشيخ حبيب الله ضيائي، والشيخ محمد أمين بندري، والشيخ عز الدين السلجوقي، والشيخ صلاح الدين السلجوقي، والشيخ محمد ملا آخوند، وغيرهم كثير، فإنهم بالمئات، ويصعـب حصرهم.
ومعلوم أنَّه يكفي اتهام السني بالانتماء إلى الفكر (الوهابي)، لانتهاك كلِّ حقوقه، وتصفيته!، مع أنه حتى الزوايا الصوفية، لم تسـلم من بطش المخابرات الإيرانية وملاحقتها بتهمة النشاط الدعوي السني.
كما تتعرض مساجد السنّة القليلة لرقابة أمنيّة صارمة، ولملاحقات لا تتوقف، وأمـّا المدارس الدينيّة فلا يُسمح لهم ببنائها، ومعلوم أنَّ مليون سنيّ في طهران، محرومون من أيّ مسجـد، والعجب أنَّ للزرادشتيه معبداً مشهوراً في قلب طهران، كما يوجد فيها 151 معبداً لديانات متعددة.
ويقتصر الحديث في خطبة الجمعة في مساجد السنة ـ التي لا يتدخَّـل النظام في بنائها ولا الإنفاق عليها قط ـ على بعض الأحكام الفقهية، مع منع نشر شريط الخطبة، إذْ يُعـد الكلام عن عقيدة الإسلام على المذهب السني خطَّـا أحمر.
هذا ويحارب النظام الإيراني أيَّ حديث إعلامي عن هذه الانتهاكات الخطيرة لملايين العرب، والسنة في إيران.
وبعـد:
أيتها الأمة الإسلامية إنَّ هذه هي بعض جرائم هذا النظام الإيراني وهي جرائمه داخل حدوده، أما جرائمه الخارجية فقد بلغت مبلغ الكوارث العامة، وهو اليد الخفية وراء كل مؤامرة على الأمـّة من العراق إلى لبنان، ومن سوريا إلى اليمن مروراً بالبحرين، ولم تسلم منه مكة، ولا المدينة.
ولا ريب أنّ جهاده من أعظم الجهاد، ويدخل في ذلك دعم انتفاضة المضطهدين والمظلومين في إيران، على رأسهم شعب الأحواز المحتـلّ.
وقد حدد الأحوازيّون يوم غد لانتفاضة شاملة ضد الاحتلال الإيراني، بغية الخلاص من طغيـان النظام، كما انتفضت شعوب عربية وتخلصت من طغاتها.
فهبـُّوا لنصرة هذا الشعب الكريم، شعب الأحواز في انتفاضته المباركة ضد طغيـان النظام الإيراني، ووحشيته، وعنصريته، وإجرامه.
ويا رب أيـّد الأحوازيين بمدد من عندك، وأنصرهم على عدوهم وعدوك، واعنهـم للخلاص من الطغـاة، وأرفق بهم حتـى النجـاة..آمين.
والله المستعان، وهو حسبنا عليه توكلنا، وعليه فليتوكـل المتوكـلون.
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: