أمريكا وحربها للإسلام والمسلمين (2)

منذ 2011-04-27

أفصح التقرير عن طبيعة الصراع بين الإسلام والقوى الصهيوصليبية بأنه ليس فقط صراع مصالح بل هو صراع أفكار وعقد مقارنة بفترة الحرب الباردة مع الشيوعية وقال: أن الصراع الحقيقي هو حول النموذج الصحيح لإدارة شؤون العالم في المستقبل..


أولا: خلاصة التقرير وبشكل واضح
1ـ أفصح التقرير عن طبيعة الصراع بين الإسلام والقوى الصهيوصليبية بأنه ليس فقط صراع مصالح بل هو صراع أفكار وعقد مقارنة بفترة الحرب الباردة مع الشيوعية وقال: أن الصراع الحقيقي هو حول النموذج الصحيح لإدارة شؤون العالم في المستقبل.

2ـ أكد التقرير أن المشكلة ليست مع الإرهاب في جوهرها، بل مع الإسلام بذاته والتيار الإسلامى كمعبر عن ِالإسلام في مجموعه، فهما مصدر التحدي الحقيقي بحسب التقرير، وأكد على ضرورة هزيمة هذا الخصم فكريا أولا ثم أمنيا وعسكريا بعد ذلك، وسيزداد الأمر في هذا الاتجاه فيما بعد الثوارت العربية بحسب تقديري كمحاولة للاحتواء والسيطرة كخطوة أساسية باتجاه الخطة النهائية.

3ـ أقترح التقرير قيادة أمريكا لإدارة الصراع بجانب المواجهة العسكرية والأمنية بأن تمسك بزمام المواجهة الفكرية كذلك.

4ـ المواجهة لا تقتصر على التيارات المسلحة والمتشددة بل تشمل حتى ما يسمى التيار الوسطي؛ بسسب الآلة الإعلامية والميول الغربية التي تميل للعدوانية فتذهب إلى المواجهة الشاملة بين المعسكر الإسلامي والمعسكر الغربي.

5ـ نقل الصراع بين العالم الإسلامى فيما يعرف بتغيير أرضية الصراع بدلا من أن يكون مع الغرب ـ وهذا يعرف فى الإدارة السياسية بتصدير الأزمات ـ.

6ـ السعي إلى تغيير الإسلام أو احتوائه أو تهميش دوره، في حالة عدم القدرة ـ بحسب حال الدولة وظروف المرحلة ـ على تغييره، من حيث المفاهيم والمعتقدات الخ ـ لا بد من إعادته للمسجد واحتواءه وتهميش دوره، انظر إلى وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي أو حتى الأزهر الرسمي وما يفعل.

7ـ طرح مصطلح وفكرة الاعتدال في مرحلة المواجهة الفكرية - الاعتدال بالمفهوم الأمريكي -، وأية مقاومة لهذا المفهوم تساو التطرف؟ ونموذج لهذا الأمر الحوار الأخير بين الدكتور: عمرو حمزاوي وبين الأستاذ عصام سلطان، تم تمرير كم من المفاهيم الخطيرة بهذا الصدد، وبصرف النظر إلى النوايا الحسنة للأستاذ عصام، مما يعني إعادة تفسير الإسلام ليتوافق مع المصالح الغربية.

8ـ استخدام الإسلام في مواجهة الإسلاميين من خلال التيارات الصوفية لمحاربة أهل السنة وباقي التيار الإسلامي، وخاصة التيار السلفي ووصفه بالوهابي المتشدد، أليس هذا ما يحدث الآن علما أن التقرير ترجم في 2007 م دلالته اختراق لهذا التيار أو عمالته مباشرة أو غير مباشر، فضلا عن الجهل، آخرها المفتي المصري الدكتور علي جمعة وتحريضه لأمريكا لضرب الإسلامين تحت ستار الصوفية ومحاربة الوهابية والسلفية على المكشوف.

9ـ تهميش سيادة الدولة وتقليص قدراتها لمواجهة المشروع الأمريكي من خلال أمرين تقوية الاتجاهات العلمانية والليبرالية والصوفية وغيرها من الاتجاهات السياسية، وثانيا بالتغلغل في مؤسسات الدولة من خلال ما يعرف بمؤسسات المجتمع المدني ـ المدني بالمفهوم الأمريكي طبعا-.

10ـ وركز معي لهذا الأمر واربطه بالواقع الحالي، تحجيم نهضة بعض الحركات والتيارات الإسلامية بماذا؟ من خلال الحوار معهم في القضايا التي يعتبرونها خارج دائرة النقاش، لقاء حمزاوى وسلطان الأخير في هذا الاتجاه.

11ـ جمع كل من لا ينتمى للتيار الإسلامي في جبهة واحدة ضد الإسلام، نعم الإسلام فقط تسمية التيار الإسلامى السلفي أو الوهابي الإرهابي المتطرف الخ، التركيبة الأمريكية بمعنى أن يحشد أغلب المليار مسلم بسرقة وعيهم ليواجهوا الإسلام من حيث لا يدرون والله المستعانن هذه أهم ملامح الخطة الأمريكية لمواجهة الإسلام والتيار الإسلامى فماذا عن الحل؟



خطة المواجهة للخطة الأمريكية:

1ـ تحرير وضبط مصطلح الاعتدال، والوسطية.

2ـ التعريف الإعلامي بالتقرير والتحذير مما تضمنه، وتوعية الأمة بخطورة خطط عدوها.

3ـ توضيح طبيعة المواجهة، وحشد الأمة بكل فئاتها لمواجهة هذه الخطط وغيرها لضرب الإسلام والمسلمين.

4ـ دفاع الأمة عن توجهات التيارات الإسلامية الراشدة في العمل الإسلامى وبث روح المقاومة للأفكار والخطط التي تستهدف عقيدة وثقافة ووعي المسلمين وبلادهم، اصلاح العلاقة بين التيارات الإسلامية وحكوماتها وذلك بدراسة الخلافات والمشكلات وإيجاد آلية لحلها ومد جسور الثقة بدلا من التجارب السابقة الأليمة بينهم وأدرك أن هناك عدوا يتربص بنا جميعا من الخارج وله أتباعه وعملائه في الداخل.

5ـ يأتى دور الإعلام ومنهجه وأهميته في المواجهة من خلال الإعلام المتزن الجاد، وعدم الاكتفاء بالمقالات الصحفية، بل لا بد من يكون دور المراكز البحثية والأكاديمية، والعلمية، مهمتها نقد وتشريح الفكر الغربي وفضح خططه، هذا من الناحية ومن ناحية أخرى بناء الوعي السياسي من منظور إسلامي صحيح وهذا ما تحاول هذا المدونة المتواضعة.

6ـ عقد ورش عمل لمناقشة كافة المشكلات المطروحة ووضع خطط لمواجهة خطط العدو الهادفة لتغيير البنية العقلية الثقافية والاعتقادية والسلوكية للمسلم، كخطوة للسيطرة كما تقوم.

7ـ رصد الكفاءات الفكرية والإمكانيات لوضع استراتيجية متكاملة للمواجهة الفكرية كل بحسب تخصصه وتميزه، ودعمها بكل ما يلزم، ثم لا بد من التأكيد على أن التيار الإسلامي جزاء من الأمة وليس كل الأمة، وعلى التيار الإسلامي أن يفهم أن ولائه للأمة ككل لا لاتجاه معين.
أخيرا: التزام التيار الإسلامى مع باقي الأمة بقيم الإسلام العليا والاستفادة من تجارب التاريخ الإيجابية، وتجاوز ما دونها، والتزام بالعدل والإنصاف مع فهم الواقع جيدا واتخاذ ما يلازم وفق ضوابط الشرع وأخلاقياته.


ختاما:
أشكر الدكتور: باسم خفاجي، والمركز العربي للدراسات الإنسانية لطبع وترجمة هذا التقرير وغيرها من الأعمال.

وإلى لقاء في حلقات قادمة بإذن الله.

المصدر: عشري علام - خاص بموقع طريق الإسلام