عن إبراهيم وآل إبراهيم.. (2)

منذ 2017-08-29

أئمة الدين للمجتمعات كالجبال للأرض؛ فإذا ذهبت الجبال مادت الأرض، وإذا ذهب أئمة الدين ماد الناس واضطربوا.

كن وفيّا تكن إماما..

تقدم إبراهيم بالإمتثال والوفاء بالتكاليف، فجوزي أن صار إماما.. {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}.

فالإمامة تالية للإمتحان، وهي جزاء للإمتثال والقيام بالأمر وحفظ الحد وتعظيم الحرمة.

لقد أصبح إبراهيم إماما لمن بعده، وإبراهيم أسوة؛ فباب الإمامة مفتوح للناس ولم يغلق دونهم؛ والإمامة مطلب للمتقين {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.

والناس تحتاج الى أئمة في الدين، يشاهدونهم ويحتكون بهم ويرون الدين ممثلا فيهم وفي أعمالهم ومواقفهم، كما في أقوالهم ودلالتهم على الله وعلى طريقه تعالى.. فتشرئب اليهم الأعناق وتلحظهم العيون.. إنها طبيعة البشر.

وأئمة الدين للمجتمعات كالجبال للأرض؛ فإذا ذهبت الجبال مادت الأرض، وإذا ذهب أئمة الدين ماد الناس واضطربوا..

قد تكون الإمامة عامة كإمامة إبراهيم والنبي محمد من بعده.. وقد تكون لجيل من الناس أو لمجتمع أو بلد، أو لطائفة من المسلمين يهتدون به، أو أقل من ذلك.. وأقله أن يكون المسلم إماما لأسرته وأهله ينظرون اليه فيقتفون أثره ليدلهم على الطريق.. وأقل من ذلك ضياع وهلكة

كن كما قال ابن مسعود (مصابيح الدجى)، وسر على درب إبراهيم، وآل إبراهيم.

 

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي