لكي يدوم الحب بينكما
أقصر طريق لسعادة الزوجين اتخاذ «حسن الخلق» منهجًا للتعامل بينهما، وحسن الخلق يبدأ بالاحترام المتبادل، فهو المصباح الذي يشعُّ في الحياة الزوجية أنواره وضياءه، فالزوج يحب أن يشعر باحترام زوجته له، ويجب على الزوجة أن تذكره ذكرًا حسنًا، وأن تفخر به أمام أهلها وأهله، فالزوج الذي تقدره زوجته يزيد بالمقابل من تقديره لها، والزوجة التي يقدّرها زوجها يزيدها تقديرًا له.
بسم الله الرحمن الرحيم
تحتاج الحياة الزوجية بين حين وآخر إلى محفزات تعيد لها رونقها وحيويتها، وتخرجها من الرتابة وتكسر حدة الروتين اليومي، وتأخذها بعيدا إلى دنيا البهجة ورحابة السعادة. وللأسف البعض منا يستسلم لواقعه ويترك الفرصة للظروف والأحداث تدير حياته كيف تشاء، فيغرق في دوامة الحياة ولا يعرف أين مفاتيح السعادة التي قد تكون بجواره.. لكن لا يشعر بها!!
حسن الخلق: أقصر طريق لسعادة الزوجين اتخاذ «حسن الخلق» منهجًا للتعامل بينهما، وحسن الخلق يبدأ بالاحترام المتبادل، فهو المصباح الذي يشعُّ في الحياة الزوجية أنواره وضياءه، فالزوج يحب أن يشعر باحترام زوجته له، ويجب على الزوجة أن تذكره ذكرًا حسنًا، وأن تفخر به أمام أهلها وأهله، فالزوج الذي تقدره زوجته يزيد بالمقابل من تقديره لها، والزوجة التي يقدّرها زوجها يزيدها تقديرًا له.
المكافآت الزوجية: المكافأة الزوجية هي رمز للتقدير والاحترام بين الزوجين، وكلما كثرت بينهما ازداد الحب والانسجام، والمكافآت الزوجية تعني أن يقوم كل من الزوجين بمنح الطرف الآخر مكافأة على أي عمل يقوم به مهما كان بسيطا، وهذه المكافأة ليست بالضرورة مالية وإنما قد تكون مكافأة معنوية: (الطبطبة على ظهر الزوجة) يشعر المرأة بحنان زوجها. (الابتسامة في الوجه) تعطي بدورها شعورا بالارتياح والتقدير للجهد الذي قام به أحد الزوجين، وخاصة إذا أضيف إليه الإمساك باليد والشد عليها، فهذا يترك نوعا من الفرح والامتنان لدى الطرف الآخر. (الشكر بحرارة) يعطي الطرف الآخر تأكيدا بأن تصرفه مقبول لديه مما يجعله يشعر بالامتنان. (التقدير العلني) كأن يمدح الزوج زوجته أمام الأبناء، أو تمدح الزوجة زوجها أمام أهله أو أصدقائه، فهذا من شأنه إعطاء العلاقة نوعا من الجمال والترابط الخاص. (كتابة رسالة شكر) بطريقة جميلة للطرف الآخر تقديرا للجهود التي يبذلها من أجل العائلة، ثم يقدمها له على اعتبار أنها هدية تمثل اللحظات الجميلة في حياتهما فهذا يترك معنى طيبا في نفسه. (توقيع شهادة تقدير) بتحرير شهادة قيمة بالامتنان والشكر، ويوقع عليها «زوجك المخلص أو زوجتك المخلصة» ثم يضعها في برواز ويعلقها في غرفة النوم.
تغيير أسلوب معالجة المشاكل: فلا ينبغي افتتاح النقاش بعبارات السخط والغضب والهجوم على الطرف الآخر لأن ذلك سيجعل الشريك يتخذ موقف دفاعي، الأمر الذي يؤدي إلى تعقيد الأمر أكثر. لذلك ينبغي للزوج أو الزوجة عرض ما يضايقهما على أنة مشكله تواجههما كزوجين، ويجب التوصل إلى حل لها سويا، بهذه الطريقة يمكن أن يتوصلا إلى حل دون التسبب في تدهور العلاقة بينهما.
تحسين النفس: فلا تتوقع من شريكك أن يقوم بتحسين كل الأخطاء الموجودة في حياتك، وتحسين النفس من شأنه أن يحسن العلاقة الزوجية بين الطرفين حيث يبدأ الشعور بالرضى عن طبيعة العلاقة مع الشريك، وبالتالي سوف لا تُلاحظ الكثير الأمور الصغيرة التي كانت تزعجهما في السابق.
كلنا بشر: فكما أن لنا صفات حميدة، فلنا أيضا بعض العيوب التي تظهر بالعشرة، ولكي نجعل بيوتنا سعيدة بعيدة عن المشاكل يجب علينا أن نتغاضى عن هذه العيوب.. طالما أنها ليست في الدين ولا تغضب رب العالمين، فإن كرهت عزيزي الزوج من زوجتك خلقًا فتذكّر خُلقًا فاضلا آخر حتى تصفو مشاعرك تجاهها، وتذكّر قول رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: «لا يفرك مؤمن [أي لا يبغض] مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر» (رواه أحمد) فلنحاول أن نغض الطرف عن بعض نقائص، ونتذكر محاسن ومكارم تغطي هذا النقص.
التسامح: أفضل طريقة للتخلص من الشعور بالتعاسة أو المعاناة التي قد نواجهها في رحلة الحياة، لكن البعض يجد صعوبة في التسامح بل واستحالته.. ويؤكد علماء النفس على أن الحياة يمكن أن تسير بلا عواصف أو زوابع إذا فتح كل طرف أذنيه ليسمع الطرف الآخر، ويحاول أن يجد إجابة لسؤال شريك حياته، ولا يجب أن نلقي بالأسئلة وراء ظهرنا، لأن حسن الاستماع من الشروط الأساسية للتواصل الجيد بين الزوجين، وهو دليل على الاهتمام والتقدير.
الحميمية: يعتقد علماء النفس أن قضاء وقت حميم مع الشريك جزء مهم وأساسي في العلاقة الزوجية. بل إنه يمنح العلاقة الزوجية عمقها ومعناها الحقيقي. وإذا كان للدفء والحميمية في العلاقات بين البشر هذه الأهمية فلماذا إذاً يكون من الصعب تحقيق ذلك؟.. إن أكبر عقبة تحول دون تحقيق ذلك هي الوقت وعدم توفر الأساليب المناسبة، حيث يضيف الخبراء أننا بحاجة لتخصيص وقت أكبر من برنامج حياتنا لكي نحصل على وقت حميم ودافئ لقضائه مع الشريك.
العقبة الأخرى قد تكون «الخوف»، أي أننا نخشى التعبير عن مشاعرنا وأن نظهر للشريك مدى ضعفنا كأشخاص رغم أننا مهما ظهرنا متماسكين فإن لكل منا نقاط ضعفه. ومن صور الخوف أيضا الاعتقاد بأنه عندما نخراج مكنونات أنفسنا أمام الشخص المقابل فإننا نكون عرضة للاستهزاء أو إصدار الأحكام التعسفية علينا أو حتى أن نتعرض للرفض، الأمر الذي يشعرنا بالخوف من الإقدام على تلك الخطوة في الأساس. والغريب أننا قد نفضل تناول مواضيع حساسة مع أناس قد نصادفهم لأول مرة على أن ندير هذا الحوار مع أقرب الأشخاص إلينا!. كأن نتحدث بحرية مع شخص أثناء رحلة بالطائرة لأننا نعرف أننا لن نراه مرة أخرى.
خالد سعد النجار
كاتب وباحث مصري متميز