وقفات مع مسجد النور ووقفة الكاتدرائية
منذ 2011-05-02
صباح يوم الجمعة 29 إبريل تلقيت اتصال هاتفي من الشيخ حافظ سلامة يطلب مني مشورة قانونية ومقابلته في صلاة الجمعة في مسجد النور فاستجبت لطلبه رغم مشاغلي فمثله لا يرفض له طلب.
صباح يوم الجمعة 29 إبريل تلقيت اتصال هاتفي من الشيخ حافظ سلامة يطلب مني مشورة قانونية ومقابلته في صلاة الجمعة في مسجد النور فاستجبت لطلبه رغم مشاغلي فمثله لا يرفض له طلب.
الوقفة الأولى:
ذهبت إلى الصلاة قبل الآذان بحوالي ثلث ساعة حتى أرد عليه فيما يريد من مشورة قانونية وعند المسجد فوجئت بقوات أمن ومنع ركن السيارات ثم فوجئت بوجود أحد اللواءات الذي أشرف على ضربنا يوم 28 يناير أمام نقابة المحامين (اسمه محمود علي وهو حكمدار القاهرة الآن) فقلت له: "أنت هنا بعد ما ضربتنا يوم 28 يناير؟ هل الاستبداد راجع تانى وإلا إيه فاستدعى لي الشرطة العسكرية وجاءني ضابط برتبة عقيد وأخطر قائده وأعطاني التليفون فحدثني قائده أن ذلك تأمين وأنهم قائمين على الأمر وأن الداخلية تعمل للتعود معهم فاستجبت لحديثه الودي ودخلت المسجد.
الوقفة الثانية:
قابلت الشيخ وأخذ يحدثنى بما يريد ووجدت الشيخ الفاضل د. إبراهيم الخولي يعتلي المنبر فاسترحت لعدم وجود مشاكل؛ فقد تم اغتصاب حق جمعية الهداية بواسطة أمن الدولة واستولوا على المسجد بعد ما شيدته الجمعية وكان منارة للعلم والعلماء، ولي فيه ذكريات وأنا شاب صغير لا أنساها، والشيخ حافظ حصل على أحكام عديدة في ظل النظام البائد منها حكم بعودة المسجد إليه إلا الصحن وهو حكم ناقص شرعا وقانونا؛ لأنه معلوم في الفقه الشرعي أن الحرام لا يحرّم الحلال، وفي القانون والشرع ما بني على باطل فهو باطل، وقاعدة البطلان كبيرة في الفقه؛ فلا يعقل أن يأتي شخص طبيعي أو معنوي ويستولي على منزلي ويقوم بعمل تشطيبات أن ذلك يجعله صاحب حق ويعطيه حق ملكية منزلي، هذا ما حدث؛ الأوقاف استولت على المسجد وقامت بعمل تشطيبات للمسجد فقط فمن المستحيل شرعاً وقانونا أن ذلك يعطيها حق ملكية مطلقاً وليس لها حق إلا فى ثمن التشطيب فقط؛ فالأوقاف مغتصبة للمسجد.
الوقفة الثالثة:
قام الإمام الموظف من الاوقاف مدعوماً بجهات كثيرة مريبة بافتعال خلافات ومشاكل، وهرول للفضائيات تحت بند "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"؛ فعمل على تشويه موقف الحق للشيخ حافظ سلامة بارك الله فيه وحق ملكية جمعية الهداية واستدعى الشرطة العسكرية التي يشكر لها أنها احترمت وقدّرت مكانة الشيخ حافظ سلامة وقابلته بكل حب وتقدير، لكنها والداخلية حتى الآن وقفوا على الحياد رغم إعلامهم بالأحكام والحقوق في المسجد وكان مريباً وغير مقبول أن ينشر خبر عن لقاء السفيرة الأمريكية بوزير الأوقاف ومطالبتها له أن تتمسك الأوقاف بمسجد النور وبعدم تمكين أحد من مسجد النور!
الوقفة الرابعة:
عقب الصلاة وجدت جمع من الشباب الملتزم واقفين على الباب معهم لافتات تأييد لكاميليا شحاتة والأسيرات معها فسألتهم فقالوا: أنه توجد وقفة عند مسجد الفتح سوف تنضم لهم عند مسجد النور، وأخذ بعضهم يسألني أسئلة كثيرة قانونية وسياسية وشرعية حتى أخذني الوقت وسألتهم عن مجموعة مسجد الفتح فأخبروني أنهم قادمون، قلت: كيف ولنا ساعة منتظرين؟ وبعد دقائق فوجئت بأحدهم يخبرني أنهم متجهين للوقوف جميعاً أمام الكاتدرائية فقلت لهم هذا عمل غير مقبول لا بد من دراسة الأمر بتأني ودراسة المصلحة وأنا شخصياً أرفض الآن هذه الوقفة لعدة أسباب 1 و2 و3 و4، فاقتنعوا ولكني فوجئت بهم عقب مكالمات تلفونية يهرلون سراعاً إلى الوقفة، ففوضت أمري إلى الله وأخذت سيارتي ومشيت، وفي أثناء ذلك أخذت أؤنب نفسى أن تقع مفسدة ومعظمهم شباب مخلص بدون خبرة، فرجعت من طريقي وذهبت إليهم.
الوقفة الخامسة:
فوجدت جمع كبير من الشباب كثير منهم جاء من خارج القاهرة ومن الإسكندرية خاصة، ولاحظت أن الغالبية منفعلة ومتحمسة جداً، والهتافات تصب في الحماس، وطلبوني لإلقاء كلمة فصعدت إليهم وألقيت كلمتي التي ركزت فيها على حق الحرية لكل أسيرة، وجريمة الاحتجاز خارج القانون واغتصاب حق السلطة القضائية، وانتهاك حقوق الإنسان، وطالبت المسيحيين أن يقفوا معنا؛ لأنها وقفة للحرية وكل حر في العالم لا يختلف عن حق النسوة الأسيرات في الحرية، وفشل الحلول القانونية وصمت المنظمات المدنية والنسوية، وجريمة النظام السابق في تلك الجريمة ،ومنافاة ذلك للدولة المدنية التي يدعيها هؤلاء، وعقلية القرون الوسطى التي تحكم الوضع في هذه القضية، وأن الوقفة ليست ضد الديانة المسيحية ولا مكان عبادتهم إنما لرفع صوت الحرية والعدل برفع الظلم عن تلك الأسيرات ووجوب المحافظة على أمن مصر وعدم ترك فرصة لأعدائنا، ولمّحت لهم بالإنصراف.
الوقفة السادسة:
عقب انتهائي من كلمتي طلبني قائد الشرطة العسكرية وفوجئت بالرجل يشكرني على كلمتي ويشرح لي الوضع، وأنه توجد قيادات مسيحية تسعى للحل الآن، وأنها على اتصال به، فاقترحت عليه أن تحرر كاميليا من كل قيد ثم يتم جمع كاميليا بمجموعة من المحايدين أطراف منّا ومن المسيحيين وتعلن رأيها بحرية أمام العالم في قناة فضائية على الهواء، فقال: هذا ما يتم فيه العمل، وطلب مني محاولة إنهاء الوقفة حتى لا تحدث مشكلة خاصة أنه يوجد البعض يحاول أن يتسلل وتم منعهم لعدم حدوث احتكاك ولو ألقيت طوبة واحدة لانقلب الأمر كله وسط هذا الحماس، فوافقته فهو ما أفهمه بل وغير ذلك من المخاطر ممكن أن تحدث.
الوقفة السابعة:
قابلت بعض الإخوة وشرحت لهم طلبي بإنهاء الوقفة فوافقوا وطلب أحدهم حتى يتم تدعيم الإنهاء الاتصال بالشيخ ياسر برهامي والشيخ محمد عبد المقصود وقد حدث واتصلا بالناس وطلبوا منهم عبر الميكرفون الإنصراف وأن ذلك هو المصلحة.
لكني فوجئت بالأخ الفاضل أبو يحيى وهو متحمس - وله جهد مشكور - يصعد على المنصة ويقول: "الاعتصام الاعتصام"، فتحمس بعض الشباب لذلك وهم معذروين فالقضية لها سنة وقبلها قضية وفاء وغيرها ولم يتم أي حل، ولكن المصلحة والعقل والتفكير المتزن لمصلحة الإسلام والمسلمين، والقضية أوجب الانصراف وهو ما لم يعجب البعض فظللت أقنعهم حتى صلاة المغرب، فبعضهم أراد المبيت وافتراش الشارع وطلبت منهم عدم تعطيل المرور حرصاً على مصالح الناس، ففوجئت بأحدهم يقول لي: "وعندما اعتصم المسيحيون أمام ماسبيرو ومنعوا المرور أيام استجييب لمطالبهم"، فقلت له: نحن غيرهم نحن لنا دين وشريعة تأمرنا وتنهانا ولا بد أن نكون أحرص الناس على مصلحة البلد وأمنها؛ لأنها وطننا والإفراج عن الأسيرات يحتاج صحيح قوة ضغط لكن بتعقل وعدم اندفاع يؤخذ علينا.
الوقفة الثامنة:
اتصلت بالشيخ محمد عبد المقصود وكان في المنصورة فأرسل الشيخ حسن أبو الأشبال لتهدئة الناس وحثهم على التعقل، وجاء الشيخ وشارك في تهدئتهم، ثم فوجئت أن تلفوني المحمول اتسرق فاسترجعت؛ فقد كان تلفون غالي عندي واشتريته بمال حلال بتعب وكد، وتركتهم بعد أن أيقنت أن الناس معظمها غادر المكان، وأخذت أبحث عن تلفوني فلم أجده، وبعد ساعة وجدت الشريحة؛ فقد تم سرقة تلفوني كما تمت سرقة مسجد النور، فهل سارق تلفوني له حق ملكية؟ لا والله، وكذلك الأوقاف ليس لها حق في مسجد النور، وكذلك الكنيسة اختطفت النساء عنوة فليس لها حق في إحتجازهم مطلقاً.
الوقفة التاسعة:
تحية شكر من قلبي لرجال القوات المسلحة وأيضا الشرطة المتواجدين في تأمين مكان الوقفة أمام الكاتدرائية؛ فقد بذلوا جهدا كبيرا جدا جدا أمام عيني، واحتفظوا بكل هدوئهم ولم يتدخلوا طالما أن المظاهرة سلمية.
الوقفة العاشرة:
رغم إنني اختلفت مع هؤلاء الشباب على وقفتهم أمام الكنيسة، ولكن الواقع يقول أنهم شباب متحمس يرى ويسمع بعينه المشكلة وعدم حلها في الوقت الذي استجيب لطلبات الغير فاضطروا إلى ذلك، مندفعين إلى ذلك بتعنت الكنيسة وخروجها السافر على القانون مما يوجب حتمية حل القضية بتحقيق مبادىء الثورة في الحرية وتطبيق قواعد العدالة على الجميع، ولكن لا يفوتني أن أطالب الشباب بالتعقل والذكاء وتفويت الفرصة على الأعداء.
ويبقىً بعد ما قدمت تساؤل: هل أخطأنا نحن المسلمون أننا نطالب بحق؟ لم نخطىء، فما بال هؤلاء في الإعلام قلبوا الحقائق وسارعوا إلى التشويه؟
وأخيراً ما بين مسجد النور والكاتدرائية أمتار يحاول فيها الأمريكان الإصطياد، ونحن المسلمون حريصون على استقلال مصر وحريصون على أمنها ولن نقبل أبدا بأي صورة أي تدخل أمريكي في هذا الشأن بأي صورة.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
عضو مجلس النقابة العامة للمحامين
Elsharia5@hotmail.com
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: