غلبت الروم.. (نحن في قلب الصراع)
يسمح الإسلام لأهله أن يفرحوا بانتصار معسكر يكون فيه غيظ لعدو أشد أو كسر لعدو أشرس أو يجعل البيئة أفضل لحركة الإسلام القادمة والفوارة..
وعندما تقرأ قوله تعالى {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم:2-3] ثم قال بعدها {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}..
فاعلم أن القرآن يضع المسلمين في قلب الصراع العالمي منذ اللحظات الأولى، بل وهم في حالة الاستضعاف..
إن الإسلام فاعل أساسي في الأحداث حتى قبل القدرة على التغيير والتأثير، فهو يدفع أصحابه للاهتمام والمتابعة والتفاعل والرؤية من بعيد للقادم وللمستقبل، وأيها يكون في صالح الإسلام بعد ذلك في صراع القوى واختلاف المناهج..
يدفع الإسلام أبناءه أن يعلموا أقل الأعداء شرا والتفريق بين من يريد استئصال المسلمين الى من يحترم وجودهم ويحفظ لهم حقهم، الفرق بين المناقض المحارب وبين المهادن المحكوم ببعض القيم أو بقاياها..
ويسمح الإسلام لأهله أن يفرحوا بانتصار معسكر يكون فيه غيظ لعدو أشد أو كسر لعدو أشرس أو يجعل البيئة أفضل لحركة الإسلام القادمة والفوارة..
عندما تقرأ الآيات لا تظن الإسلام محرابا منعزلا، فلو قرأت الآيات تجده يأخذك ويضعك في قلب الأحداث العالمية ومتابعتها والاهتمام بشأنها بل وتحديد موقف تجاهها.. حضور، وعي، تفاعل، تأثر، حلم مشروع وقريب بتأثير الإسلام وتغييره للأحداث ولخرائط؛ بل ليس حلما بل ترتيب واقعي وجادّ لحركة الإسلام الموارة ولجولته القادمة.. بإذن الله.
لو قرأتَ الآيات وبقيت بعيدا، فاعلم أنك ـ على الأقل ـ تحتاج أن تقرأ مرة ثانية..
ولو لم تأخذ المعطَى من القرآن الواقع يخبرك عن مصداق ما أنزل الله..
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: