التفسير الناقص من أسباب الفشل الإسلامى

منذ 2017-12-20

بخلاف تفوق العدو في القدرات لكن الواقع يصرخ فينا أننا نملك أيضا قدرات لكن لا نبذل الوسع العادل المطلوب فكرًا وتخطيطًا وعملًا ورؤية وتوظيف للكوادر.

يفسر الكثيرون {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} بالذنوب وهو حق لا مرية فيه، وعدم طاعة النبي في غزوة أحد بتمسك الرماة بالجبل معصية وذنب، ولكن التفسير ناقص جزء مهم وهو التقصير في الأسباب فأنفسنا فيها الإيمان وفيها أسباب الأعمال فسبب نزول الآية في أحد يشمل الأمرين الذنب؛ بعدم طاعة الرسول مطلقًا في الأمر وخصوصًا في عدم الطاعة في السبب العسكري الخطأ في الأسباب؛ لأن عدم الوقوف على الجبل خطأ عسكري استراتيجي.


ويتعمد البعض كثيرًا في الملمات والمصاءب التي تنزل على الأمة مطالبة الناس بالطاعة هو حق ثابت ومطلوب في كل حال وخاصة عند النوازل، ولكن الوقوف عليه فقط هو تغليب للدروشة وصوفية ليست من منهج القرآن ولا منهج أهل السنة.


ويفعلها البعض أحيانا لإخفاء الأخطاء التي تحدث من القيادات والجماعات والأفراد في عدم بذل الجهد التخطيطي والعملي في الأسباب عند منازلة الاعداء، والتحجج بالذنوب أو تصحيح الخطأ السببي بالطاعات والأذكار وهو حق يراد به باطل، وهي آفة العمل الإسلامي وسبب مصائبنا.

 
ربما تكون على طاعة وصلاح ولكن تفسد في عمل لأنك لست أهلا له ولم تتعلمه وتتقنه ليس معنى أنك حافظ للقرآن أنك تجيد قيادة دبابة وإن كان الأفضل أن يكون قائد الدبابة حافظ للقرآن؛ لذلك كان المنهج النبوي تولية المفضول في القيادة مع وجود الفاضل إذا توفر في المفضول القيادة.

 
أسامة بن زيد كان قيادي على من هم أفضل منه، وأقر النبي قيادة خالد بن الوليد على من هو أفضل منه، والمقام لا يتسع للشرح ولكن الإشارة تكفي.

 
فقد قدمت الجماعات ومازالت للقيادة أشخاص غير مؤهلين بسبب الحظوة والمجاملة والحرص على تواجد أشد المطيعين والمتعصبين للجماعة في القيادة وفقط.

 
لا أريد ضرب أمثلة لشخصيات بعينها، ولكن وضع القاعدة على الواقع يكشف مواطن الزلل؛ لذلك بخلاف أسباب مهمة كثيرة للبلاء الذي ينزل بالمسلمين إلا إنه من بينه تولية غير المؤهلين وتقديمهم، وعدم بذل الأسباب في الجهد الصحيح التخطيطي.

 

بخلاف تفوق العدو في القدرات لكن الواقع يصرخ فينا أننا نملك أيضا قدرات لكن لا نبذل الوسع العادل المطلوب فكرًا وتخطيطًا وعملًا ورؤية وتوظيف للكوادر، وحرص على الوحدة؛ لذلك {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}.


اللهم اغفرلنا واهدنا وعلمنا ووفقنا لكل خير لصالح المسلمين