من المنتصر بن لادن أم اوباما؟
بعد صلاة فجر الاثنين 2 مايو لم أستطع النوم بدون مبرر رغم أى لم أحصل على راحتى فى النوم فاستغربت لذلك القلق الشديد ومع الصباح فتحت الانترنت وما إن قلبت صفحاته حتى فوجئت بالخبر (مقتل بن لادن )وبينما كنت أسترجع ومشاعرى وأحاسيسى تتفاعل حول عملية القتل...
بعد صلاة فجر الاثنين 2 مايو لم أستطع النوم بدون مبرر رغم أي لم
أحصل على راحتي في النوم فاستغربت لذلك القلق الشديد ومع الصباح فتحت
الانترنت وما إن قلبت صفحاته حتى فوجئت بالخبر (مقتل بن لادن) وبينما
كنت أسترجع ومشاعري وأحاسيسي تتفاعل حول عملية القتل وكيفية اقتحام
بيته سمعت الشيخ المنشاوي بجانبي يتلو قوله تعالى {
وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ
بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى
الدَّارِ} [الرعد:23-24]، فاستراحت
نفسي تمامًا وأخذت أنظر مشدودًا إلى مصدر صوت القارئ في الجهاز وأنا
أقول في نفسي هل هي رسالة طمأنينة ربانية أم رسالة فوز بالجنة لبن
لادن أم أنها أم أنها...، تساؤلات كثيرة ولكنني وجدت نفسي مستريحًا
جدًّا، ثم وجدت تصريح أوباما يعلن انتصاره وانتصار أمريكا ثم توالت
الأخبار عن إلقاء الأمريكان جثة بن لادن في البحر بعد تشويهها.
وعجبت لذلك الأحمق أوباما كيف يعلن انتصاره وهو قد انهزم بكل حساب
سياسي
فالحقيقة أن أسامة بن لادن عاش حياته لا يتكلم كثيرًا بقدر ما يعمل
محققًا على أرض الواقع لأهدافه (ربما يختلف البعض حول استهداف تنظيمه
للمدنيين وأنا منهم وهى مسألة شائكة حول مفهوم المدني والمسالم وحقيقة
المحارب في المعنى الشرعي هل من يحمل السلاح فقط أم من يساعد المحارب
وما نوع المساعدة التي تجعله محاربًا ولكن كل ذلك يتم وضعه في التحليل
في خانة الاجتهاد أو وصفه بالاجتهاد الخاطئ في ظل ظروف وضغوط صعبة على
المسلمين) ولكن يبقى أسامة بن لادن مسلم مجاهد للظلم والطغيان.
ولكن الإدارة الأمريكية لم تكن في ظروف صعبة وهى تمتلك كل الإمكانيات
وتقتل مئات الآلاف من المسلمين في الصومال ثم أفغانستان ثم العراق بكل
أنواع الأسلحة الممنوعة دوليًّا ولم ترحم طفل صغير أو شيخ كبير أو
امرأة ولم نسمع يومًا خلافًا بين الأمريكان حول قتل المدنيين من
المسلميين!!!، أو تخريب ديار المسلمين (ونحن في عالمنا الإسلامي قتلنا
أنفسنا بالخلاف حول قتل المدنيين الأمريكان وهو حق ولكنه لم يكن ورعًا
أبدًا للمختلفين بقدر ما كان تملقًا للأمريكان وعملائهم الحكام
المستبدين).
فضلاً عن دعم الأمريكان للعدو الصهيوني بكل أنواع الدعم لاحتلال
فلسطين وقتل الشعب الفلسطيني ولا يفوتنا دعم الأمريكان للطغاة
المستبدين كحسني مبارك وعملاء أمريكا في العالم العربي والإسلامي كي
يحققوا أهدافَ أمريكا في بلاد المسلمين (وما كانت المعتقلات والتعذيب
والقتل ومحاربة شريعة الإسلام إلا تقربًا للأمريكان).
ولا ينسى الأمريكان مع ثراء دولتهم الاستيلاء بالسرقة لخيرات بلاد
العرب والمسلمين،
وإذا ما رجعنا لقول أوباما أنه انتصر فقد كذب كذبًا واضحًا فقد ادعى
حرصه على العدالة وهو أصدر أمرًا بقتل بن لادن وادعى احترام الإسلام
وهو يحارب تعاليمه ومبادئه ويقتل أتباعه المسالمين في باكستان
وأفغانستان والعراق ويتعدى ذلك إلى انتهاك حقوق الإنسان بالتمثيل بجثة
بن لادن رغم أنه يدعى احترام حقوق الإنسان وادعى سيادة القانون وهو
تعدى على سيادة دولة أجنبية واخترق مجالها الجوى وقام جنوده بعملية
عسكرية مخالفين قواعد القانون الدولي ثم لم يفت أوباما أن يوجه رسالة
إهانة للمسلمين بإلقاء جثة بن لادن في الماء متعمدًا أن لا يصلَّى
عليه ولا يدفن مخالفة لتعاليم الإسلام في ذلك لقد اختار أوباما
الهمجية.
أما بن لادن فقد اختار طريقه وكان صادقًا مع كل كلمة قالها حتى
اختياره للشهادة صدق فيها رغم أنف الأمريكان الذي كان من بإمكانهم
هزيمة بن لادن بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة وبالتالي ينتصرون
لمبادئهم ويخسر بن لادن مبادئه ولكنها إرادة الله أن ينفضحوا وينهزموا
أمام رجل واحد صبر وقاوم طغيان الأمريكان على مدار عشرين عامًا ولم
يفلحوا في هزيمته ولا القبض عليه حيًّا رغم إمكانياتهم الجبارة طوال
خمسة عشرة عامًا.
وقد سطر بن لادن بوفاته أنَّ رَجُلَ المبادئ أقوى مليار مرة من دولة
بلا مبادئ.
أعتقد أن اغتيال بن لادن رغم كل ما يقال كان نورًا يتلألأ في مسيرة
شهداء الاغتيال من المسلمين بداية من الفاروق عمر بن الخطاب الذي قتله
أبو لؤلؤة المجوسي مرورًا بسيدنا علي بن أبي طالب إلى عماد الدين زنكي
قاهر الصليبيين إلى قطز قاهر المغول إلى الإمام حسن البنا حتى نصل إلى
المجاهد العربي الشيشاني خطاب ثم نقف مع بطل المجاهدين الشيخ أحمد
ياسين ومعه قافلة أبطال شهداء فلسطين يحيى عياش وصلاح شحادة والرنتيسي
ونزار ريان وسعيد صيام وغيرهم كثير كلهم قتلوا غدرًا وخسة ونالوا بفضل
الشهادة على يد عدوهم.
ويبقى أن كل مسلم يؤمن أن الموت بأمر الله لا بأمر أوباما ولا غيره
وأن الحق تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم: {
إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً
وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}
[يونس:49].
فهنيئًا لك يا أسامة أن قاتلك لم يسجد لله سجدة واحدة يحاجي بها أمام
الله
ومهما قال عنك الناس واختلفوا فلا خلاف أنك مسلم ضحى بماله في وقت بخل
به الكثيرون ومازالوا يبخلون بأموالهم في سبيل الله.
وأنك مسلم ضحى بحياته وبوقته وصحته وكل ما يملك لله.
وأنك مسلم عشت للإسلام وقتلك أعداء الإسلام في سبيل الله.
رحمك الله يا أسامة وغفر لك ذنبك ورفع درجتك وحشرك مع النبيين
والشهداء والصديقين وهزم الله عدوك ونصر الله الإسلام والمسلمين على
كل عدو للدين
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com
- التصنيف: