مفهوم بطارية الروح العاقلة!
ليس المسلم من يهمل شحن بطارية روحه العاقلة فيعيش حياة حيوانية وليست حياة عاقلة كما أرادها الله له، وليس المسلم من يشحن بطارية روحه، ولا يستخدم هذه الطاقة في الحياة، فيعيش أيضا تلك الحياة الحيوانية التي لم يردها الله لنا.
كل منا يمتلك روحين بين جنباته، روح يشترك فيها مع الحيوان، تحافظ عليه حيا، يأكل ويشرب ويتناسل، وروح عاقلة قد نفخها الله فيه تضيف إليه خاصية العقل والوعي والتكليف، وهي الروح التي تميزك عن باقي الحيوانات! والشعائر التعبدية مثل الصلوات الخمس هي بمثابة شحن لبطارية الروح التي نفخها الله فينا، فإن هجرتها لم تتبق ببن جنباتك إلا الروح التي تحافظ على جسدك في حالة حياة بيولوجية، مثلك مثل باقي المملكة الحيوانية، {يَتَمَتَّعونَ وَيَأكُلونَ كَما تَأكُلُ الأنعام}، فانتبه يرحمك الله وحافظ على بطارية روحك العاقلة مشحونة، كي تستطيع القيام بمهمتك التي خلقك الله لتقوم بها وهي الخلافة في الأرض وتعميرها بمعرفة الله وتعريف الناس بالله، أي العبادة بمفهومها الحقيقي.
ومن الأخطاء الفكرية الكارثية الشائعة أن أغلب المسلمين يظنون أن مهمتنا في الحياة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} هي شحن البطارية فقط، ثم عدم استخدام طاقتها المشحونة في الحياة التعبدية التي هي بين الشعائر التعبدية، أي في العمل والدراسة، وتربية الأطفال، والدعوة، وإصلاح المجتمع - في سبيل الله -... إلى آخره من مهام الخلافة. {وَابتَغِ فيما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخِرَةَ}.
فليس المسلم من يهمل شحن بطارية روحه العاقلة فيعيش حياة حيوانية وليست حياة عاقلة كما أرادها الله له، وليس المسلم من يشحن بطارية روحه، ولا يستخدم هذه الطاقة في الحياة، فيعيش أيضا تلك الحياة الحيوانية التي لم يردها الله لنا، لأن بطاريته مشحونة لكن لا شأن لها بحياته، فكأنها غير مشحونة، بل غير موجودة!
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: