طريق الإسلام

إشراقات أخرى في سورة يوسف!

منذ 2018-04-15

كتاب الله يحوي من الإعجاز ما جعله باهرًا للعرب أهل اللسان، وظاهرًا بالحجّة والمنطق على أصحاب العقول السّليمة، والمناهج الحياديّة، فكم في سياقه المنطقي، والتّاريخي، من إعجاز يمتلك القلوب والعقول.

إشراقات أخرى في سورة يوسف!

حين كتبت قبل شهر المقالة الأولى بعنوانإشراقات إنسانيّة في سورة يوسف، تواصل معي بعض القرّاء طالبين إكمال ما أغفلته في الأولى، وتواصل آخرون يقترحون ربط كلّ إشراقة بالآية الكريمة التي اقتبست منها، وهذه المقالة تلبية للطّلب الأوّل، وعسى الله أن ييّسر إجابة المطلوب الثّاني.

وما أعظم القرآن، تلاوة وتدبرًا يعقبهما العمل، فسكون الرّوح، وراحة النّفس، وهدوء الجوارح، وما أشنع تقصيرنا تجاه كتاب ربّنا، وفيه تأملات لمن عقل، وإشراقات لمن نظر، وإضاءات لمن تفكر، فاجعلنا يا ربّ من أهل كتابك على الحال الذي يرضيك، وينجينا.

وعليه؛ نظرت في السّورة الكريمة من جديد، ورجعت لما كتب حولها، فرأيت إضافة هذه الإشراقات لعلّ الله أن ينفع بها، ويجعل أمتنا أمّة القرآن حقًّا، بما في هذه الكلمة من معاني في العقيدة، والشّريعة، والسّلوك، والحياة، وفي المنشط والمكره، والحرب والسّلم، والخلوة والشّهود.


فمن إشراقات سورة يوسف التي تشرح صدر قارئها:

  • لا تخبر أحدًا بنقاط ضعفك، ومخاوفك، وظنونك؛ فربّما استعملها ضدّك!
  • تقف المؤامرة والكيد الخفي وراء أحداث كثيرة، فمن النّادر أن تجري الأمور المهمّة دونما ترتيب مسبق.
  • قلب المؤمن عامر بحسن الظّن بربّه ومولاه، والحب مع الرّجاء والخوف تجعل القلب في حياة دائمة.
  • الخشونة أو الليونة في القول والفعل قد تصف ضعف الموقف أو قوته، ولا تعبّر عن سلوك دائم.
  • تجتمع المحنة والمنحة في شيء واحد دون أن يشعر الإنسان!
  • العفة مطلب شرعي من الجنسين، ومن الخطأ اقتصار خطاب العفاف على طرف واحد فقط.
  • العدل بين الأبناء في المشاعر الظّاهرة قرين للعدل المالي.
  • استقراء التّاريخ الشّخصي يصلح قرينة على البراءة أو التّهمة.
  • وصف الأخوّة يربو على المناصب والرّتب الدّنيويّة.
  • لا يعسر على الله القدير سبحانه شيء وإن رأيناه بعيدًا عسيرًا.
  • الأمل نور يشّع في جنبات الرّوح فيضيء ظلمتها؛ فلا لليأس.
  • ليس كلّ من أظهر النَّصيحة والشّفقة والمؤازرة صادق.
  • لا تظهر جميع مزاياك إذا كان من حولك يغارون منك وينافسونك.
  • التّدقيق في بيئة الجريمة يكشف خفاياها مهما حرص الفاعل على ستر الحقيقة.
  • من رام غرضًا فلن يأنف من استخدام أيّ شيء يحقّق مراده ولو كان كلمة عابرة أو قميصًا أو ذئبًا.
  • قد يباع شيء بدراهم معدودة وهو أنفس ممن باع وممن اشترى!
  • علم الله فوق علوم البشر، والتّأويل علم رباني قاد يوسف للقصر.
  • صاحب المبادئ يختار النّجاة من مخالفة مبادئه ولو بالعسير كالسّجن.
  • كم دخل السّجون أبرياء أزكياء وتحكّم في مصائرهم مجرمون ومذنبون.
  • صاحب الفكرة يدعو إليها ما استطاع إلى ذلك سبيلًا ولو كان خلف القضبان.
  • حسن الإدارة، واستعمال المخلصين، يعالج الكوارث والفساد المالي والإداري.
  • صراع أهل الحق وأهل الباطل وتدافعهم هو الأصل، والحقُّ يعدل مع غيره وإن لم يرض به.
  • إذا نال المناصب كريم سليل كرام فأبشر بخير وسعة، وإذا استولى عليها لئيم حقود فانتظر القوارع.
  • تؤكد المناصب سمو الشّريف، وتفضح وضاعة الدّني!
  • قد ينفع المعروف في أقوام ولو بعد حين.
  • رائحة المحبوب وذكرياته وأشياؤه لها وقع وأثر على القلب والجسد.
  • أفضل شكوى، وأنفع نجوى، ما كان لله خالصًا بارئًا من الحول والطّول والقوة.
  • العظماء ينسون الإساءات، ولذا أعرض يوسف عنها، وتسامى، وأصبح الآوي المضيف لإخوانه وآلهم.


والفرصة متاحة لمزيد من البحث في هذه السّورة ذات المؤلفات الكثيرة وغيرها، فكتاب الله يحوي من الإعجاز ما جعله باهرًا للعرب أهل اللسان، وظاهرًا بالحجّة والمنطق على أصحاب العقول السّليمة، والمناهج الحياديّة، فكم في سياقه المنطقي، والتّاريخي، من إعجاز يمتلك القلوب والعقول؛ حتى تغدو أسيرة لنوره وبهائه، فهل تحسن أمة القرآن عرضه للنّاس، وتعريفهم بكتاب الله العزيز المجيد؟