ملامح من لقاء الكوريتين

منذ 2018-05-01

أعلمُ أن القوى الدولية لها نظرة أخرى وحسابات مختلفة، وأنه قد يكون وقع في ورطة واندماج وتبعية.. هذا ما يخصه، لكن هذه الدروس أو الملامح تخصنا نحن.

ملامح من لقاء الكوريتين:

 

1) أن من سمات الديكتاتوريات أنها كما يمكن أن تشعل الحروب؛ فبيدها صنع وئام ولقاء مختلف تماما وخارج التوقعات، وشطب التاريخ وبداية آخر..! حيث أن الشعوب لا دور لها في الأولى (حالة الحرب) ولا في الثانية (حالة السلام)، بل فقط يتألمون في الأولى ويفرحون في الثانية..!

إنهم لا يعودون للشعوب لأخذ القرار، بل هم يصنعون الحرب والكراهية داخل النفوس ويعلّمون أممهم الشتائم والبغضاء، أو هم من يوزعون الدباديب! وتتفتت حبات السكر على شفاههم! وترتسم نظرات الأم الرؤوم على محياهم وفي عيونهم حتى تتساقط دموع الحنان بغير إرادتهم ـبعد القتل والتعذيب!!ـ حين يحين ذلك..

قد يجد الناس أملا في تقلبات الدكتاتوريات وأصحابها.. وأنها قد تفاجئهم أنه حان طيّ صفحة الكراهة وبداية محبة لا سبب لها، وأن الشيطان أصبح ملاكا، والعدو صار صديقا..! وسيتبعهم الناس وتهتف لهم الجماهير.. كالعادة، فقد آن موعد الحب..!!

 

2) لكن يستمر هذا الاتجاه بالطغاة وأممهم في تبعية وسلخ الإرادة حتى قد يُوردون جماهيرهم النار..! {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ } [هود من الآية:98].

 

3) ولما كانوا لا يعودون للشعوب فإن طرق التأثير عليهم مفتوحة جدا، بعكس ما تتوقع الجماهير..
فهنا تتدخل الميول الشخصية ونقاط الضعف الفردية، وضغوط الأجهزة ومركزها منه، وضغوط الطوائف والأعراق والأقليات والجماعات، وضغوط الخارج وأجهزته.. ومثال ذلك لقاء رئيس (CIA) مع حاكم كوريا الشمالية.

 

4) كان العالم يترقب ويحسب خطوات رئيس كوريا الشمالية وليس الآخر، إنه يملك قوةً واكتسب الاحترام، ويستطيع قلب الطاولة في أي لحظة.. إنهم يحترمونه لأنه يملك ما يجبر به غيره على الاحترام.؛ إنه لا يستورد السلاح ولا يتسوله.. إنه يملك التكنولوجيا، ويصنع ما يشاء وينافس في المجالات.. إنه لا يُهدَّد بل هو من يُهدِّد.

 

أعلمُ أن القوى الدولية لها نظرة أخرى وحسابات مختلفة، وأنه قد يكون وقع في ورطة واندماج وتبعية.. هذا ما يخصه، لكن هذه الدروس أو الملامح تخصنا نحن.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام.

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي