مع القرآن - واذكر عبادنا إبراهيم و إسحق و يعقوب أولي الأيدي و الأبصار

منذ 2018-04-30

كانت أعمال أنبياء الله (إبراهيم وإسحاق ويعقوب) و سيرتهم ذكر لمن أراد أن يتذكر الله و الدار الآخرة، فكانوا ممن يذكر الله بذكرهم و تطيب الألسنة و القلوب بذكر فعالهم الصالحة و سيرتهم الناجحة.

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}:

ثناء من الله على إبراهيم و نسله الشريف و خص منهم ولديه المباشرين إسحق بن إبراهيم و يعقوب بن إسحق، ووصفهم و أبيهم إبراهيم بأنهم كانوا أهل قوة في العبادة و قوة في الحق و بصائر في الأمور، فجمعوا بين قوة العبادة و قوة العلم و البصيرة و الحكمة.

فلما كانوا كذلك تفضل الله عليهم بدوام تذكر الآخرة و مراقبة الله في جميع أعمالهم حتى كانت أعمالهم و سيرتهم ذكر لمن أراد أن يتذكر الله و الدار الآخرة، فكانوا ممن يذكر الله بذكرهم و تطيب الألسنة و القلوب بذكر فعالهم الصالحة و سيرتهم الناجحة.

لذا كانوا عند الله من أهل المكانة العالية في الدنيا و الآخرة.


قال تعالى:

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } [ص 45 – 47]

 

قال السعدي في تفسيره:

يقول تعالى:  {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا} الذين أخلصوا لنا العبادة ذكرا حسنا، {إبْرَاهِيمَ} الخليل {وَ} ابنه {إِسْحَاقَ وَ} ابن ابنه {يَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي} أي: القوة على عبادة اللّه تعالى {وَالْأَبْصَارِ} أي: البصيرة في دين اللّه. فوصفهم بالعلم النافع، والعمل الصالح الكثير.

{إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ} عظيمة، وخصيصة جسيمة، وهي: {ذِكْرَى الدَّارِ} جعلنا ذكرى الدار الآخرة في قلوبهم، والعمل لها صفوة وقتهم، والإخلاص والمراقبة للّه وصفهم الدائم، وجعلناهم ذكرى الدار يتذكر بأحوالهم المتذكر، ويعتبر بهم المعتبر، ويذكرون بأحسن الذكر.

{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ} الذين اصطفاهم اللّه من صفوة خلقه، {الْأَخْيَارِ} الذين لهم كل خلق كريم، وعمل مستقيم.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب و عذاب
المقال التالي
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله