أعمال مباركة تختصر لك طريق الجنة
ما ظنك إذا صارت لك همَّة عالية فسألت ربَّك الفردوس الأعلى وأجاب الله دعاءك أو سألت ربَّك مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم أو اجتهدت بكثرة السجود مع تعظيم سنته والذب عنها
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله..
اعلم - أيها لأخ المسلم رحمني الله وإياك – أن الله سبحانه خلقك في هذه الحياة للعبادة, وللسلوك في درب العبادة لتدخل الجنة , ولذلك فإنَّك تحتاج أن تختصر هذا الطريق بأقرب وقتٍ ممكن.
إذاً هناك فرص غالية ثمينة زمانية ومكانية لا تعوَّض بشيءٍ تمر بك في مواسم مختلفة فتعرَّض لها واستفد منها فلا تفوِّتنَّها على نفسك أبداً , لذلك تحتاج أن تشمِّر عن ساعد الجدِّ وتجتهد عليها وإلا فلا إخالك فائزاً في دنيا أو أخرى, فما دام للفوز بهذه الفرص لا يتسنَّى للمرء إلا بالاجتهاد بها سأتكلَّم إن شاء الله تعالى كذلك في مقالات أخرى عن أهمية الاجتهاد في الدين الحق وما سيقابل هذا الاجتهاد كالعقبات التي تعوق بين المرء والاجتهاد في الدين كالغفلة ونحوها وأمور أخرى.
لذا أقول لك: الفرص المشار إليها كالتالي:
1 – تحقيق كلمة التوحيد والعبادة بالإخلاص. في الحديث "
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَ تُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً" (1) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ رجمه الله وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَيْحٌ.
وحديث عبد الله بن عمرو: "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر. ثم يقال: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيقول: لا يا رب. فيقال: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل ويقول: لا. فيقال: بلى إن لك عندنا حسنة. وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة - وهي الورقة الصغيرة - فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقول: يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة" [رواه الحاكم رحمه الله في "مستدركه"
2 ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر:
فهذه الليلة مخبوءه في ليلة من ليالي العشرة بالوتر, فإن وفَّقك الله وأنت قائم قانت عابد ربَّك لا نائم فإنك وكأنك عبدت ربك ثلاث وثمانين سنة فما ظنك لو وفَّقك الله أربعين سنة على سبيل المثال كلَّها وُفِّقْت أن تتعبد في ليلة القدر فعندئذ كأن عمرك إن شاء الله سيكون 3320 بل وما ظنك إن أطال الله عمرك ووُفِّقت أكثر من ذلك , إذا اعلم إن هذه نعمة عظيمة لا تعوَّض بشيء, بالإضافة إلى ذلك فقد قال الله تعالى خير من ألف شهر ولم يقل إنها تعادل بألف شهر ويُفهم من هذا أن عدد السنوات التي سيبلغ عمرك المبارك بالتحديد الله به أعلم.
ففي الحديث " عن أبي صفوان عبد الله بن بشر الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ"). رواه الترمذي وقال: حديث حسن وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله
3- فضيلة عظيمة وأجر جزيل بكل خطوة إلى الجمعة أجر صيام سنة وقيامه بالشروط التي تأتي في هذا الحديث الصحيح:
1381- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بِلَالٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أنظر حاشية السيوطي على سنن النسائي (3/ 95) رحمه الله, وصححه الألباني رحمه الله, انظر حديث رقم: 6405 في صحيح الجامع.
سبحان الله العظيم, وهذه فرصة عظيمة - كما ترى - لا تعوَّض بشيءٍ تمر بنا كل أسبوعٍ بأن يكون لنا كل خطوة نخطها أجر سنةٍ صيامها وقيامها
ويا سبحان الله فكم فرَّطنا من أجور سنين صيامها وقيامها بتكاسلنا من هذا الأجر العظيم ولو دُعي إلى الناس كل جمعةٍ أن يكتسبوا كل خطوة بألف جرام من الذهب ما تعبوا منها ولا تكاسلوا بل لكانوا محبِّين أن يُزاد لهم الخطوات وأن تكون المسافة بعيدة جداً ليكتسبوا الآلاف المؤلفة من الذهب , والله المستعان , وقد يكون ذلك من شؤم المعاصي عند العبد ولكنه على العموم من سوء الحظ وتقصير عجيب من الناس سواء كان ذلك التفريط ممن علم هذه الأجور العظيمة وقصَّر من الاجتهاد عليها أو كان ذلك تقصير من حيث الجهل أو فقد التصور والتقييم والتذكر والاعتبار بما يجتنيه الإنسان ويضيفه إلى رصيده الأخروي في يومٍ لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
4 - كثرة ختم القرآن:
فكما هو معلوم يكتسب الإنسان المؤمن كل حرفٍ من القرآن الكريم عشر حسناتٍ فما ظنك إذا قرأ في اليوم عشرة أجزاء أو خمسة أجزاء كم سيبلغ أجر هذا القارئ ألا يبلغ مئات الآلاف أو الملايين من الحسنات فكم نضيِّع إذاً ونُفوِّت على أنفسنا هذه الفرص العظيمة الغالية ومع ذلك لا نألوا جهدا أن نفرِّط على أنفسنا بما لا يصلحها ولا ينفعها كالاشتغال بالقيل والقال بل هذا هو استبدال الأدنى بالذي هو خير واستبدال الخسيس بالنفيس. ففي الحديث: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألف حرف , ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي رحمه الله وغيره وصححه الشيخ الألباني.
5- كثرة صيام التطوع ففي الحديث الذي رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. متفق عليه وهذا لفظ البخاري. "
وبما أن الصيام له فوائد صحية عظيمة كتخليص السموم من الجسم وتخلصيه من الكليسترول الذي يسبِّب عرقلة في سير الدم في العروق بصورة حيدة كما يسبِّب مشاكل في القلب وغيره وأيضا يخلِّصك الصيام من السمنة وقد يعدِّل التعديل الصحيح لمعدّل السكر وضغط الدم بدرجة نسبية أو أكثر وغير ذلك من الفوائد التي لا تُحصى فإنه أيضاً يُقرِّبك إلى رضوان الله وجنته ويبعدك عن النار , والعياذ بالله.
ومن تلكم الفوائد الدنيوية أن يقاوم المصائب التي قد تحدث , حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يونس بن محمد وعفان، وحدثنا محمد بن يحيى بن الحسن، ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب، ثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، قالوا: ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو عمران الجوني، عن قيس بن زيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر، فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت فقالت: والله ما طلقني عن شبع، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتجلببت، فقال: " قال لي جبريل: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة ".
6 الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 95 - 96 ]
وفي صحيح البخاري " فقد أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن. " رواه البخاري رحمه الله.
ومن حديث أبى هريرة، أن رسول اللَّه قال: «مَثَلُ المُجاهد في سبيل اللَّه، واللَّه أعلم بمن يُجاهد في سبيله كمَثَل الصَّائم القائم، وتوكَّل اللَّه للمجاهد في سبيله أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة" رواه البخاري رحمه الله.
8- الرباط في سبيل الله ودفاع ثغور الإسلام:
وهذه من الفرص الثمينة المكانية التي لا تعوَّض بشيءٍ ولا سيما ما يتميَّز به الرباط من دون سائر الأعمال وهو أنه سيستمر أجره حتى بعد الموت ويُنمى له عمله.
كما هو أفضل من عمارة المسجد الحرام الذي صلاته بمائة ألف صلاة والاحسان بسقاية الحجاج أو اطعامهم
كما قال تعالى { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيم ٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة:19- 22 ]
وقد روى الترمذي رحمه الله بسندٍ صحيحٍ من حديث سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم في سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وُقِيَ فتنة القبر ونما له عمله إلى يوم القيامة» (قال الشيخ الألباني رحمه الله: (صحيح) انظر حديث رقم: 3481 في صحيح الجامع).
7 - كثرة الصدقات خصوصاً في سبيل الله , وأيضاً عليك بالصدقات الجارية بمعنى ذلك أن تكون هذه الصدقات المشار إليها آنفاً محبوسة أصلها ووُقِف في سبيل الله فإنها ستنفع صاحبه وهو في قبره أو بعد موته
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: (أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة)، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟، قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر) رواه مسلم رحمه الله.
8 - كثرة ذكر الله ففي الحديث " رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. والحديث في الصحيح،
وفي الصحيح:" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا بلى، قال ذكر الله تعالى. وهو أيضا في الصحيح.
أما عمل الذكر فهو ميسَّر – بحمد الله ومنته - في كل الأوقات وفي كل الأمكنة إلا عند دورات المياه أعزَّكم الله, ولذلك ينبغي على العبد المؤمن أن يستفيد وينتهز من هذه الفرص الثمينة بدل تضييع أوقاته فيما لا يعود له بفائدة دنيوية ولا أخرية بل سيجتني منه بدل ذلك ما سيخسِّره ويجلب له الحسرات تلو الحسرات يوم الحسرة كما قال تعالى { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [مريم: 39 ]
9- بر الوالدين ودعاءهم لك:
وهذا من توفيق الله للعبد المؤمن البار المحسن لوالديه بأن يكتسب منهما رضاء الله والدخول إلى الجنان " إذ رضا الله في رضا الوالدين " وأن ينجح في حياته الدنيوية نجاحات تلو نجاحات ولا تطارده المصائب واللعنة من قبل والديه.
10- كثرة السجود والقنوت , والرجل الذي سأل مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم أمره بأن يعينه على نفسه بكثرة السجود فعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: سل؟ فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك. قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
11- كثرة الدعاء مع كثرة التضرُّع لله عزَّ وجلَّ قال تعالى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[ الأعراف: 55 ]
الله سبحانه كريم ستير حيي يستحي أن يرفع عبده يديه إلى السماء فيردهما صفراً ولكن الناس يتفاتون في الاستفادة من هذه الفرص خصوصاً التحري في أوقات الإجابة
فما ظنك إذا صارت لك همَّة عالية فسألت ربَّك الفردوس الأعلى وأجاب الله دعاءك أو سألت ربَّك مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم أو اجتهدت بكثرة السجود مع تعظيم سنته والذب عنها
إذاً فبحسب همَّتك وسؤالك لربِّك الأمر العظيم يرزقك الله أعظم الأمور وبحسب دنو همتك وسؤالك لربك الأمور الدنيَّة تجد من عند الله الأمر الدنييء كما قال تعالى {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 200- 2001]
13- محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم سنته لتظفر بشفاعته ومرافقته – بأبي هو وأمي - في الجنة
اعلم رحمني الله وإياك بقدر حبك لنبيِّك صلى الله عليه وسلم يحبُّك الله و بقدر حبِّك لنبيِّك تكون معه في الجنة ويتحقق ذلك باتباعه - بأبي هو وأمي - أتمَّ الاتَّباع مع دفاعه عن عرضه الشريف من المغرضين الذين هاجوا عليه في هذا الزمان مع الذب عن سنته عن المبتدعة المفسدين الذين يحبون أن يكون الدين كما يهوون لا كما أُنزل.
14 مداومة الصلوات بالجماعة فهذه فيه فضائل عظيمة تجتنيها كل يوم بكل سهولة بحضورك في الصلوات حيث يقام فيها حتى قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب: ") ولو أن رجلاً يعاني البيع والشراء تفوته صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة قيمتها سبعة وعشرون ديناراً لأكل يديه ندماً وأسفاً، فكيف وكل ضعف مما تضاعف به صلاة الجماعة خير من ألف وألف ألف وما شاء الله تعالى.
فإذا فوت العبد عليه هذا الربح قطعاً ـ وكثير من العلماء لا صلاة له ـ وهو بارد القلب فارغ من هذه المصيبة غير مرتاع لها، فهذا عدم تعظيم أمر الله تعالى في قلبه، وكذلك إذا فاته أول وقت الذي هو رضوان الله تعالى، أو فاته الصف الأول الذي يصلي الله وملائكته على ميامنه، ولو يعلم العبد فضيلته لجالد عليه ولكانت قرعة." أنظر الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 10 )
قلت:- الكاتب ولو ضربت خمس صلوات بسبع وعشرين المضاعف تعادل 135 صلاة ولو ضربت بالخمسين الأجر المذكور عند فرضها في الإسراء والمعراج فتعادل في اليوم 6750 أما الذي صلى في بيته وحده فإنما نضرب بخمس صلوات بالخمسين الأجر فتعادل صلواته في اليوم 250 فقط
هذا ويضاف إلى ذلك أن المصلى إذا جلس في مكانه في المسجد ينتظر صلاة أخرى فكأنه في صلاة ولا تزال الملائكة تقول له اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث. بل بعض الصلوات بالجماعة كصلاة العشاء والفجر تعدل فكأنما قام الليل كله والفضائل أعظم من ذلك وأكثر والله يضاعف لمن يشاء بحسب خشوع المرء وحضور قلبه , والله أعلم.
14 - السَّعيُ على رعايَة الأرمَلَة والمسكين فقد روى أحمد والترمذي وغيره بسند صحيح من حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار» (قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3680 في صحيح الجامع).
15 - إصلاح ذات البين فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي بسند صحيح من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة»( قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 2595 في صحيح الجامع.
والله ولي التوفيق.
- التصنيف: