القرآن دستورنا الخالد
التفكُّر في آياته عبادة، والعمل بمقتضى أحكامه واجب، وللمسلم عهد مع القرآن الكريم ينبغي أن يكون، فيغترف من فيض هداه.
القرآن محور ومنهج ونور الحياة..
نعيم الدنيا والآخرة ونبراس الطريق وريحانة الوجود وشفاء القلوب والصدور..
القرآن الكريم نور رب العاملين، ورحمته المهداة للعالمين، قراءته عبادة..
والتفكُّر في آياته عبادة، والعمل بمقتضى أحكامه واجب، وللمسلم عهد مع القرآن الكريم ينبغي أن يكون، فيغترف من فيض هداه، فهو المَعِين الذي لا ينضب والطاقة المتجددة، والعطاء الدائم، فمن حُسن برِّ المسلم بكتاب ربه تجديدُ عهده بانتظام ورده يوميا، فلا يكون له هاجراً ولا لأحكامه معطلاً.
والقرآن شافع يوم القيامة..
قال ﷺ: «اقْرَؤوا القرآنَ. فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه» (صحيح مسلم [804])،
وقال أيضا ﷺ: «الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ» (صحيح الجامع [3882]).
تلاوة القرآن بركة الدنيا والآخرة ونور في الأرض وذخر في السماء:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت: "يا رسول الله أوصني. قال: «عليكَ بتقوَى اللهِ؛ فإنَّه رأسُ الأمرِ كلَّه»، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! زِدْني. قال: «عليكَ بتلاوةِ القرآنِ، فإنَّهُ نورٌ لكَ في الأرضِ، وذُخرٌ لكَ في السَّماءِ»" (صحيح الترغيب [1422]).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "منِ اتَّبع كتابَ اللهِ؛ هداهُ اللهُ منَ الضلالةِ، ووقاهُ سوءَ الحسابِ يومَ القيامةِ، وذلكَ أنَّ اللهَ يقولُ: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} [طه من الآية:123]" (السلسلة الضعيفة [4531]).
وقال ﷺ: «إِنَّ للهِ أهلِينَ مِنَ الناسِ»، قالوا: "من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟"، قال: «أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ» (صحيح الترغيب [1432]).
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه جامع لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب".
ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: "تدبر القرآن يزيل الغشاوة، ويفتح النوافذ، ويسكب النور، ويحرك المشاعر، ويستجيش القلوب، ويُخَلّص الضمير، ويُنشئ حياة للروح تنبض بها وتشرق وتستنير".
والتلاوة مظهر من المظاهر الخمس لدعوتنا: (البساطة والتلاوة والصلاة والجندية والخلق). وتأملوا وصية الإمام البنا رحمه الله وهو يقول: "أقبلوا على القرآن تدارسونه، وعلى السيرة المطهرة تذاكرونها، وكونوا عمليين لا جدليين؛ فإذا هدى الله قوما ألهمهم العمل؛ وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".
وشعارنا الخالد القرآن دستورنا؛ رمز عزتنا، ومصدر سعادتنا ودستور أمتنا، فارفعوا لواءه في العالمين، وبلغوه للناس أجمعين، وبددوا بحجته الساطعة وبرهانه المشرق شبهات المتشككين، وأوهام الغافلين، وادفعوا به عدوان المعتدين وظلم الظالمين، وثقوا وآمنوا أن القرآن كتاب هداية أنزله الله ليحكم ويسود ويقود، وينظم شئون الناس في معاشهم ومعادهم، واعملوا لليوم الذي تسعد فيه البشرية بنور القرآن ولو كره المجرمون.
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء من الآية:51].
الكاتب: ماهر جعوان.
- التصنيف:
- المصدر: