كيف نبدأ رمضان؟!
كل نوايا الصالحين حسنة، مادامت أخلصت لربها، واقتفت أثر نبيها، أرجوا لله أن يتقبل من كل القلوب الطيبة.. لكنها درجات ولاشك.
يختلف الناس في حالات استقبالهم رمضان، والجميع ينتظره بشوق، فبعضهم ينتظر الأجواء النقية، والبعض ينتظر التجمعات الأسرية، وآخرون ينتظرون الاحتفالات العامة وأجواءها، لكن هناك أيضا من ينتظره لأجواء الإيمان وتكبيرات السّحر، وسجود الجِباه، واستجابة الدعوات.. والبعض يتمتم هناك حيث القلب الباكي والنفس التائبة وأكفّ الضراعة رجاء الغفران..
كل نوايا الصالحين حسنة، مادامت أخلصت لربها، واقتفت أثر نبيها، أرجوا لله أن يتقبل من كل القلوب الطيبة.. لكنها درجات ولاشك..
لكن هناك وقفة يجب أن ينتبه لها هؤلاء الصالحون، وقفة ستُفيدهم كثيرا وتمكنهم من البداية المتميزة التي يلزم أن يبتدأوا بها رمضانهم، إنها خطوة التوبة والاستغفار.
ذلك أن القلب الذي شابته المعاصي والذنوب يحتاج أن يتطهر ويتنقى، يحتاج أن يتخلى عن تلك الأدران من الآثام، كي يستقبل الطاعات والعبادات استقبالا كاملا تاما.
إذن أمامنا التوبة تسبق أي شيء نبتدأ به في رمضان، لكنها أيُّ توبة تلك التي نريد في رمضان؟
إنني أعني بها توبة يصحبها ندم على كل تفريط، كي يعقبها تصميم على الاستزادة والاستدراك..
وتوبة يعرف بها العبد قدره وضعفه وعجزه، كي يعقبها تواضع وذِلّة وانكسار بين يدي الله سبحانه في أيام رمضان..
توبة يتخلى فيها المؤمن عن كل مظلمة، فيردها إلى أصحابها، مهما كانت قليلة ومهما تعلقت بشيء عزيز في دنياه، كي يُقبل على ربه في رمضان بلا عائق يعوق قبول دعائه ورجائه.
توبة يُطهّر بها المرء نفسه من الحسد والغل والحقد والكره تجاه المؤمنين، كي يُقبل على رمضان فيكون ممن غُفر لهم بلا شحناء ولا بغضاء.
توبة عن البخل والشح وتفضيل النفس عن الغير، إذ يفتح يديه في رمضان كرما وصدقة وعطاء سخيّا للفقراء ولكل مستحق.
إنها الخطوة الأولى لمن أراد أن يحسن الابتداء...
خالد روشة
داعية و دكتور في التربية
- التصنيف:
- المصدر: