فضائل السجود لله ملك الملوك

منذ 2018-06-15

إن السجود لله تعالى أعظم شرف للمسلم، وهو أحد البراهين على إيمان العبد وتوحيده لله سبحانه وتعالى، والسجود أجل علامات التذلل والخضوع لله ملك الملوك والإقرار بقدرته وعظمته. ولذا أمر الله سبحانه عباده المؤمنين بالسجود.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن السجود لله تعالى أعظم شرف للمسلم،  وهو أحد البراهين على إيمان العبد وتوحيده لله سبحانه وتعالى،  والسجود أجل علامات التذلل والخضوع لله ملك الملوك والإقرار بقدرته وعظمته. ولذا أمر الله سبحانه عباده المؤمنين بالسجود،  حتى يكونوا في زمرة من أنعم الله سبحانه عليهم بالهداية في الدنيا وبالجنة والرضا يوم القيامة.  قال الله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم:62]، وقال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا} [الإنسان:26]. وقال الله تعالى في كتابه الحكيم يعلمنا ما قال الهدهد لنبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل:24]. وهذه رسالة عظيمة من الهدهد الذي يعرف قدر السجود لله ملك الملوك،  وأنه حق لا ينبغي إلا للخالق العظيم،  وأن الشيطان يسعى لضلال الخلق عن معرفة هذه الغاية وإدراكها.


وفي الآيات القرآنية بيان لأهمية السجود، وأنه علامة الإقرار بوحدانية الله الواحد الأحد والمستحق للعبادة والتعظيم،  وبيان لقدرة الله ذي الجلال والإكرام الظاهرة لكل من أراد اتباع الحق ونبذ الهوى والكفر،  قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} [الإنشقاق:21 ]، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "وما لهم إذا قرئت عليهم آيات الله تعالى وكلامه وهو هذا القرآن لا يسجدون إعظاما وإكراما واحتراما؟ " انتهى من (تفسير ابن كثير). وقال الله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران:113]، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: " والمشهور عن كثير من المفسرين - كما ذكره محمد بن إسحاق وغيره ، ورواه العوفي عن ابن عباس - أن هذه الآيات نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وغيرهم ، أي : لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب [ وهؤلاء الذين أسلموا ، ولهذا قال تعالى : {ليسوا سواء}   أي : ليسوا كلهم على حد سواء ، بل منهم المؤمن ومنهم المجرم ، ولهذا قال تعالى : {من أهل الكتاب أمة قائمة} أي : قائمة بأمر الله تعالى، مطيعة لشرعه متبعة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فهي  {قائمة} يعني مستقيمة {يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}   أي : يقومون الليل ، ويكثرون التهجد ، ويتلون القرآن في صلواتهم" انتهى من (تفسير ابن كثير).

وكل المخلوقات في الأرض والسماء تخضع لربها وتنقاد لأمره بالسجود،  قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [النحل:49]، وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد:15]  ، قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: "جميع ما احتوت عليه السماوات والأرض كلها خاضعة لربها، تسجد له {طَوْعًا وَكَرْهًا} فالطوع لمن يأتي بالسجود والخضوع اختيارا كالمؤمنين، والكره لمن يستكبر عن عبادة ربه، وحاله وفطرته تكذبه في ذلك، {وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}   أي: ويسجد له ظلال المخلوقات أول النهار وآخره وسجود كل شيء بحسب حاله كما قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } فإذا كانت المخلوقات كلها تسجد لربها طوعا وكرها كان هو الإله حقا المعبود المحمود حقا وإلاهية غيره باطلة" انتهى من (تفسير السعدي). وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج:18]. وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن:6]، قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: " أي: نجوم السماء، وأشجار الأرض، تعرف ربها وتسجد له، وتطيع وتخشع وتنقاد لما سخرها له من مصالح عباده ومنافعهم " انتهى من (تفسير السعدي).

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى : "ومعلوم أن سجود كل شيء بحسبه ليس سجود هذه المخلوقات وضع جباهها على الأرض" انتهى من (مجموع الفتاوى: 21/284). وبين الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى اختلاف هيئة السجود بين المخلوقات فقال: "والسجود من جنس القنوت فإن السجود الشامل لجميع المخلوقات هو المتضمن لغاية الخضوع والذل وكل مخلوق فقد تواضع لعظمته وذل لعزته واستسلم لقدرته ولا يجب أن يكون سجود كل شيء مثل سجود الإنسان على سبعة أعضاء ووضع جبهة في رأس مدور على التراب فإن هذا سجود مخصوص من الإنسان" انتهى من (جامع الرسائل: 1/27).

فضائل السجود
أولا: رفع الدرجات ومحو الخطايا
عن معدان بن أبي طلحة اليعمري رحمه الله تعالى قال: " لقيت ثَوْبانَ مولى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعملُه يدخلني اللهُ به الجنةَ،  أو قال قلت: بأحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ فسكت،  ثم سألتُه فسكتَ، ثم سألتُه الثالثةَ فقال: سألتُ عن ذلك رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم . فقال: «عليك بكثرةِ السجودِ للهِ, فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً» .  قال مَعْدانُ: ثم لقيتُ أبا الدرداءِ فسألتُه فقال لي مثلَ ما قال لي ثوبانُ." (مسلم:488).

ثانيا: السجود سبب في دخول الجنة
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ ابنُ آدمَ السجدةَ فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي. يقول: يا وَيْلَهْ. (وفي رواية أبي كريب: يا وَيْلي). أُمِرَ ابنُ آدمَ بالسجود فسجد فله الجنَّةُ. وأُمِرتُ بالسجود فأَبَيْتُ فلي النارُ.» وفي رواية : «فعَصَيتُ فلي النَّارُ» ) (مسلم:81).


ثالثا: السجود سبب في إجابة الدعاء
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرَبُ ما يكونُ العَبدُ مِن رَبِّه وهو ساجِدٌ. فأكثِروا الدُّعاءَ» (مسلم:482).

رابعا: السجود بإخلاص من علامات الإيمان
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكشِفُ رَبُّنا عن ساقِه، فيسجُدُ له كلُّ مؤمنٍ ومُؤمنةٍ، ويبقى كلُّ من كان يسجُدُ في الدُّنيا رياءً وسُمعةً، فيذهَبُ لِيَسجُدَ، فيعودُ ظهرُه طبقًا واحدًا» (البخاري:4919).


أذكار السجود
وردت في السنة النبوية صيغ متعددة لأذكار السجود ومن السنة التنويع بين هذه الصيغ:

  • عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يقولُ في سجودِهِ : «اللَّهُمَّ اغفِر لي ذنبي كلَّهُ دقَّهُ وجلَّهُ وأوَّلَهُ وآخرَهُ . وفي رواية علانيتَهُ وسرَّهُ» (أبو داود:878).
  • عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كانَ يقولُ في سجودِهِ: «اللَّهمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ ولَكَ أسلمتُ وأنتَ ربِّي سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وصوَّرَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ تبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ» (النسائي:1126).
  • عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في سجودِهِ: «سُبحانَ ربِّيَ الأعلى» (أبو داود:874).
  • عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: " أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يقولُ في رُكوعِه وسجودِه «سبُّوحٌ قدُّوسٌ ربُّ الملائِكةِ والرُّوحِ»   (النسائي:1133).


أنواع السجود
السجود في صلاة الفريضة والنافلة
أحب السجود إلى الله تعالى هو السجود في الصلاة المفروضة،  فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه» (البخاري:6502). وكل سجدة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى في النوافل سبب في محبة الله الودود،  وبها يحصل المسلم على خيري الدنيا والآخرة.


سجود الشكر
من السنن النبوية سجود الشكر،  والمسلم يسجد شكرا لله الكريم عند حدوث نعمة من النعم التي يكرم الله تعالى بها عباده،  فعن نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله تعالى عنه قال: «أنَّهُ كانَ إذا جاءَهُ أمرُ سرورٍ أو بشِّرَ بِهِ خرَّ ساجدًا شاكرًا للَّهِ»   (أبو داود:2774). ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في وصف سجود الشكر: "عند تجدد النعم ، أي : عند النعمة الجديدة ، احترازا من النعمة المستمرة ، فالنعمة المستمرة لو قلنا للإنسان إنه يستحب أن يسجد لها لكان الإنسان دائما في سجود ، لأن الله تعالى يقول:  {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [إبراهيم: 34]، والنعمة المستمرة دائما مع الإنسان ، فسلامة السمع ، وسلامة البصر ، وسلامة النطق ، وسلامة الجسم ، كل هذا من النعم ، والتنفس من النعم وغير ذلك ، ولم ترد السنة بالسجود لمثل ذلك " انتهى من (الشرح الممتع :4/105) .

وجاي في فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب: " القول الراجح في صفة سجود الشكر أنه لا يجب فيه تكبير في أوله ، أو في آخره ، أو تشهد ، أو سلام ، وهذا هو المنصوص عن الإمام الشافعي ، وهو قول الإمام أحمد في رواية عنه ، وهو وجه في مذهب الشافعية ؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من أصحابه رضي الله تعالى عنهم . " انتهى.


سجود التلاوة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "إذا مر القارئ بآية سجدة ، فإن كان في محل يمكنه فيه السجود فليسجد استحباباً ، ولا يجب السجود على القول الراجح ؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد , ثم قرأها في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال : (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء) وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود ، لأن ذلك بدعة ، ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها ، ولم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود " انتهى من (فتاوى إسلامية:4/66) . وورد في الموسوعة الفقهية (24/221): "سجود التلاوة سجدة واحدة يسجدها المسلم إذا قرأ آية من آيات السجدة ، وهي معروفة في المصحف .وقد " اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ سُجُودَ التِّلاوَةِ يَحْصُلُ بِسَجْدَةٍ وَاحِدَةٍ " انتهى.

شرط الطهارة عند سجدتي التلاوة والشكر
وبخصوص شرط الطهارة لسجود التلاوة والشكر ورد خلاف بين أهل العلم في وجوب الطهارة، وورد في موقع الإسلام سؤال وجواب: "الجمهور ومنهم المذاهب الأربعة على أن الطهارة شرط لسجود التلاوة . قال القرطبي رحمه الله تعالى : " ولا خلاف في أن سجود القرآن يحتاج إلى ما تحتاج إليه الصلاة من طهارة حدث ونجس ، ونية ، واستقبال قبلة ، ووقت . إلا ما ذكر البخاري عن ابن عمر أنه كان يسجد على غير طهارة . وذكره ابن المنذر عن الشعبي " انتهى من (تفسير القرطبي: 9 / 438) .

وقد اختار بعض أهل العلم قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، وقالوا بعدم اشتراط الطهارة لسجود التلاوة ، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (الفتاوى الكبرى :5 / 340) . ومن المعاصرين : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، كما في ( فتاوى اللجنة :7 / 263) . والشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى. قال علماء اللجنة الدائمة:" الصحيح : أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتالٍ أو مستمع: لا تشترط لهما الطهارة ؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة" (فتاوى اللجنة الدائمة : 7 / 263 ) .


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " من تأمل سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم للتلاوة أو الشكر تبين له أنه لا ينطبق عليه تعريف الصلاة، وعليه فلا تكون سجدة التلاوة وسجدة الشكر من الصلاة، وحينئذ لا يحرم على من كان محدثا أن يسجد للتلاوة أو الشكر، وقد صح عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه كان يسجد للتلاوة بدون وضوء. ولكن لا ريب أنه الأفضل أن يتوضأ الإنسان، لاسيما وأن القارئ سوف يتلو القرآن، وتلاوة القرآن يشرع لها الوضوء لأنها من ذكر الله سبحانه، وكل ذكر لله تعالى يشرع له الوضوء " انتهى من (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين:11/215) ". وبهذا يتبين أن الأولى والأفضل أن يكون المسلم على طهارة عند سجدتي التلاوة والشكر،  خصوصا عند تمكنه من ذلك وعدم وجود مانع يحجزه عن نيل هذا الثواب،  ولا ريب أن السجود على طهارة أعظم وأفضل.

نسأل الله الكريم أن يمتعنا وأهلنا بنعمة السجود، وأن يثبت قلوبنا على الإسلام، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.