من سيُسقط بشار الأسد

منذ 2011-05-28

لم يعد السؤال في الداخل السوري عن سقوط النظام شيئا من المحرمات، وإنما السؤال اليوم في كيف سيسقط النظام؟ ومن سيُسقط النظام؟، وقبل الجواب عن السؤالين من المفروض أن نحلل شخصية رأس النظام - الرئيس بشار الأسد.



لم يعد السؤال في الداخل السوري عن سقوط النظام شيئا من المحرمات، وإنما السؤال اليوم في كيف سيسقط النظام؟ ومن سيُسقط النظام؟، وقبل الجواب عن السؤالين من المفروض أن نحلل شخصية رأس النظام فخامة الرئيس بشار الأسد.

بشار الأسد هو الولد الثاني لحافظ الأسد، وهو الولد الذي نشأ في ظل طغيان مدلل الأسرة باسل الأسد والذي أعده والده ليكون وريثًا له في أول جمهورية وراثية عربية، وسببت له لثغة اللسان بحرف السين سخرية الأسرة كلها لينشأ نشأة انطوائية انعزالية حرمته من إنشاء أي علاقة مراهقة أو أي علاقة اجتماعية (وهي السبب في اختيار شخصيات وضيعة لإدارة البلاد)، وهذه الانطوائية حولته إلى شخص ناقم وعديم القدرة على التواصل مع الآخرين، وساعده منصب ابن الرئيس أن ينال شهادة الثانوية ثم شهادة الطب دون أي خبرة أو علم أو ذكاء ليقال أن أبناء الرئيس هم أطباء ومهندسين،ثم أرسل لتعلم اللغة الإنكليزية وتحت شعار التخصص الطبي في طب العيون، وهو اختصاص لم يدرس فيه كلمة واحدة، ولكنها عقدة الشهادات في هذه العائلة وفي الأسر الحاكمة العربية التي تشتري الشهادات لتغطية نقص المعرفة العلمية، ووجد بشار الأسد نفسه فجأة الرئيس المرشح لخلافة والده بسبب مرض الأخير بالسرطان.


المدة القصيرة التي تدرب فيها بشار الأسد على العمل كرئيس للجمهورية لم تجعله أبدًا شخصية رئاسية وإنما حولته إلى شخص جدلي لا يسمع إلا صوته الملهم نتيجة عقدة تناقضية بين شخصية الولد المضطهد والذي مازالت أمُّه تعامله كطفل حتى اليوم وبين شخصية عبرت مرحلة المراهقة دون أن يحياها وهو يعيشها اليوم.

إن شخصية بشار الأسد العدوانية الانطوائية وعديمة الخبرة أو الثقافة وفي ظل أجواء وطقوس مخابراتية دعائية منظمة لتحول الولد المتخلف إلى رب يعبد جعلته ينساق في إطار نرجسي ليظن نفسه حقًّا أنَّه رب الشعب السوري، و خطابه في مجلس الشعب صورة واضحة عن تلك النفسية التي لم تقبل أبدًا حتى التلفظ بكلمة الترحم على عشرات الشهداء ممن أسقطهم نظامه الأمني الفاسد، ومنظره وهو يضحك وحوله اراكوزات ما يسمى بمجلس الشعب أثار العالم كله بالقرف فضلا عن الشعب كله من منظر رئيس نرجسي قالوا عنه أنه أخرق أحمق أعمى.

ومع العودة إلى محور الموضوع في من سيسقط بشار الأسد ونظامه سنجد أن قلة خبرته قد رمته في أحضان الأجهزة الأمنية والتي تمتاز في العالم بالسمعة السيئة والوحشية المفرطة في وقت أحنى الجميع رأسه لتسونامي الحراك الشبابي الثوري، وبسبب العقلية الأمنية المتخلفة للأجهزة الأمنية وسيطرة الأسرة الفاسدة على شخصية بشار الأسد الضعيفة أمامها وبسبب العناد الكبير والذي يعتبره انحناء أمام الثورة فإن هذا النظام سيسقط وبسرعة كبيرة..


إن الغباء الكبير للأجهزة الأمنية أوقعت الدولة في صراع مع أخطر منطقة في سورية وهي حوران والتي تضامنت بكاملها مع درعا وتحول الجنوب إلى قطعة لهب مشتعل، وبدلا من أن يسارع بشار الأسد لإطفاء الحريق فان الأجهزة الأمنية سارعت في ارتكاب مجازر وحشية فوجئ العالم كله بوحشيتها، كما فوجئ بالكذب المفضوح للنظام ظنًّا منهم أنهم سيكبحون غضب الشعب وكأنهم لا يعيشون في هذا العالم ولم يَرَوْا ثورة تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن، ولكنه النظام الأمني والذي يعتبر أن الشعب كله يعيش في زنزانة في الطابق السادس تحت الأرض في فروع التحقيق، وثورة حوران والتي لم تشتعل بعد هي بالتأكيد الثورة التي ستطيح بالرئيس بشار وذلك لأن بشار استغل إرادة الشعب بالتظاهر السلمي فقتل أبنائهم ونسي أن أبناء الشعب كلهم في حوران أعدوا نفسهم للموت وامتلكوا الأسلحة، ولن يطول به الوقت ليجد فرقه العسكرية يسيطر عليها رجال حوران واللذين ملأ قلبهم الغضب الشديد إضافة إلى تمرد قريب في صفوف الجيش في حوران والذي يشكل نصف أعداد الجيش ليجد الرئيس وبطانته نفسه محاطًا برجال حوران يمتطون دبابات الحرس الجمهوري يطلبون رأسه إلى جانب ثورة عارمة في كل المحافظات السورية والتي عرف الشعب أن النظام مقبل على مجازر فجهز نفسه لها وأشعل نقمة عارمة على الرئيس نفسه والذي استسلم تماما للنظام الأمني.

سيسجل التاريخ أن الرئيس بشار الأسد أكثر رجال العالم حماقة بتركه عصابات أقربائه تنقض وبشكل طائفي على أهل السنة في اللاذقية وجبلة وبانياس وبتعاون كامل مع أجهزة الأمن والجيش للانتقام من أهل البلاد، مما أدى إلى وحدة أبناء تلك المناطق لاستشعارهم بالخطر من تلك العصابات المنحطة وهي الصفة اللازمة لأقرباء فخامة الرئيس، ولن تستغرب أبدًا أن يؤدي هذا الشحن الطائفي الغبي من الرئيس وأقربائه إلى أن يغضب سكان الساحل لينقضوا على قرى أقرباء الرئيس ويقلعوهم من جذورهم ليريحوا سورية من شرورهم وهذا لا يحتاج إلى كبير عناء بسبب خلو تلك القرى إلا من العجائز بسبب شحن كل القادرين على حمل السلاح لقمع ثورة الداخل وقتل أبنائها.


الإعلام العربي وكالعادة غاب أو غُيِّبَ عن الساحة السورية وانفردت بعض القنوات العربية باستضافة جواسيس السلطة، وأصبح الشارع السوري يصف قناة الجزيرة بالتواطؤ العلني، قنوات وطنية صغيرة وبالرغم من إمكانياتهم الضعيفة كقناة بردى واورينت تغطي ما تستطيع لسد فراغ إعلامي كبير، ومازلنا نتلَقَّى الوعود من الأغنياء لشراء قناة فضائية، لمواكبة الثورة، في ظل سعي محموم من أجل إشعال حرب طائفية من أو حرب بين السنة والسنة ضمن مخطط مخابراتي هدفه قتل العناصر العسكرية على يد الأمن ثم إلصاق التهمة بالمدن المنتفضة، وقرية صغيرة كالبيضاء قرب بانياس الصامدة يعتقل كل رجالها لتذكرنا بالحرب الصفوية الإيرانية على العراق وعلى يد نفس الميليشيات التي تدعي الصمود والتصدي، كما أن معتقلين من بلدات من ريف دمشق أفادوا أن هناك اعتداآت جنسية منظمة تتم لإهانة المعتقلين وخاصة من رجال الدين وهي نفس السياسة الصفوية في العراق حلفاء المقاومة الشريفة في غزة.

لقد قامت الأجهزة الأمنية الغبية بإلقاء القبض على مجموعات كبيرة من الشباب وتم توقيعهم على أوراق تجبرهم على الاعتراف بالتآمر على الدولة ويتعاونون مع الصهيونية وإسرائيل أو التعامل مع تيارات محظورة في سورية كالإخوان المسلمين أو التيار السلفي وغيرها وكان التدين تهمة تعادل التعامل مع الصهيونية وضمن نظام ينحني لملالي حاخامات طهران لتستخدم تلك الوثائق إعلاميا ثم يساق بعدها الشباب إلى المحاكم الميدانية، ولم يدر فخامة الرئيس أن تلك الأساليب استخدمت قبل ثلاثين عامًا وأن أفكار مستشاريه هي أفكار بالية وأن الثورة تعم الشارع السوري وأن أسرة الرئيس وعناده والأجهزة الأمنية والاحتلال الإيراني ممثلا بشخصيات من أصول إيرانية تحكم الجهاز الأمني كلها عوامل هامة ستسقط بشار الأسد قريبًا جدًّا.

إن فخامة الرئيس والذي يحب أن يتحدث أمام ضيوفه دائما عن صموده أمام الوفود الأمريكية والأوروبية وردوده التي يعتقد أنها ردود مفحمة، تدل على أنه مجرد مراهق مغرور لا يجد من يرد غروره وأنه يمارس تلك المراهقة على شعب يعتبر الجاهل فيه أكثر فهما من رئيس ورث السلطة بالوراثة، ومراهقته وعناده ستودي به إلى حبل المشنقة قريبًا في ساحة المرجة الغراء جزاءً وفاقًا.


19/5/1432 هـ

معارض حر من بلد الأحرار سورية
مقيم بالسويد
globalrahhal@hotmail.com
 

المصدر: د. محمد رحال - موقع المسلم