صبرا آل سورية فقد لاحت بشائر النصر

منذ 2011-05-28

..يكفي أن أقول لك أن زوال النظام السوري سيكون ضربة قاصمة بإذن الله للمشروع الفارسي في المنطقة، و يهدد الكيان الصهيوني بالزوال.


عندما شرعت ألمانيا في إنشاء خطوط السكك الحديدية، طلب من الأطباء أن يدلو بدلوهم في الأضرار المتوقعة بناءا على هذا الابتكار الجديد. فقام مؤتمر الأطباء البافاريين بتسفيه المشروع الحيوي (بافاريا مقاطعة معروفة في جنوب ألمانيا)، وكانت حجته أن المسافرين سيصابون حتما بالدوار و مثلهم السكان الذين سيمر بهم القطار، وأوصى المؤتمر في حال إنشاء السكك الحديدية بإنشاء حاجز من الخشب أو غيره، يحول دون رؤية الجمهور للقطارات و هي مندفعة تتلوى كالأفاعي لئلا يؤثر هذا المشهد في أعصابه.

ولك أن تتخيل كيف كان الحال سيكون في ألمانيا وبقية أوروبا في حال أخذت تلك المخاوف أكبر من حجمها. و توقف بناء السكك الحديدية!!!


ما أشبه تلك المسألة بأراء بعض البسطاء طيبي النية فيما تواجهه سورية اليوم. إن سورية قد انتفضت من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها ضد معالم الاستعباد التي سادتها لسنوات طوال ذاق فيها الشعب السوري مرارة الظلم والتعذيب وإهدار موارد أمة في خدمة النظام القائم يستغلها لزيادة أرصدته في البنوك، و العمالة لإيران صاحبة المشروع الفارسي في المنطقة. هذه الثورة يريد البعض إخمادها من أجل بعض الاعتراضات التي تنم عن عدم وضوح رؤية.


فمثلا تجد بعض المعترضين يقولون:

- أن سورية تحمل لواء المقاومة وهي إحدى دول الممانعة. وهي كلمة مضحكة إذ أن إسرائيل نفسها تدافع عن وجود النظام الحالي و تتمنى بقاءه، فهو لم يقم بإطلاق طلقة رصاص واحدة في الجولان المحتل. وهذا النظام السوري لا يحمل لواء المقاومة، إنما يحمل لواء العمالة لإيران، وإيران لا تسعى لمواجهة الكيان الصهيوني، بل هي مجرد مشاكسات للحصول على عطف الشعب العربي ذي الغالبية السنية في خطة مرحلية واضحة المعالم. أما أن تواجه الكيان الصهيوني و تقوم بإضعافه فيؤدي ذلك إلى زوال كلب الحراسة الصهيوني مما يسمح بنهضة سنية فذلك لم ولن يكون أبدا هدفا لإيران.

- ويقول البعض الآخر أن دماء الأبرياء تهدر في تلك المعركة. ولهؤلاء نقول أن الدماء كانت تسقط أصلا و كان التعذيب على أشده، وكانت الحرب على الإسلام تدور جهارا نهارا. و هو ما أدى إلى تلك الثورة المباركة في النهاية. ونسى هؤلاء المعترضون أن الحرية والعدالة لابد لها من ثمن، و الدماء التي سالت هي عند الله غالية إن هم أخلصوا النية لله. لقد سقط آلاف الشهداء في الفتوحات الإسلامية من أجل إخراج العباد من الظلمات إلى النور، فالأمر يستحق البذل من أجله، فلابد أن تكون آلام المخاض عسيرة. و المكاسب التي تعود على أمة الإسلام بعودة سورية إلى حلبتها أكبر بكثير جدا من أن نذكرها هنا.


يكفي أن أقول لك أن زوال النظام السوري سيكون ضربة قاصمة بإذن الله للمشروع الفارسي في المنطقة، و يهدد الكيان الصهيوني بالزوال.


وأطالب الحركات الإسلامية التي أصدرت بيانات مضحكة تدافع فيها عن النظام السوري أن تعتذر لشعب سورية. فزوال النظام لا يهددهم على الإطلاق بل على العكس، سيجعل الدعم منطلقا من شعب حر كريم يرفض الظلم ويحب الإسلام. فهل يظنون أن شعبا قاتل من أجل حريته وكرامته، سيلطخ كرامته في الوحل بطرد الحركات الإسلامية. إن هذا أمر لا يستقيم له عقل.


فاخرجي عن بكرة أبيك يا سورية في الجمعة القادمة و أعلنيها في وجه الظالم "أن قد فاض الكيل"، وأبشري بنصر من الله وفتح قريب.


الفقير إلى عفو ربه،
محمد نصر
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام