من أسباب الوقوع في إِسَاءة الإنسان على نفسه

منذ 2018-08-28

عن الحسن: ما أطال عبدٌ الأمل إلَّا أَسَاء العمل .شعب الإيمان للبيهقي

من أسباب الوقوع في إِسَاءة الإنسان على نفسه:


1- اليأس:
قال ابن القيِّم: (الخوف الموقِع في الإياس: إساءة أدب على رحمة الله تعالى التي سبقت غضبه، وجهلٌ بها)  [مدارج السالكين] .
2- سوء الظَّنِّ:
عن معمر، قال: (تلا الحسن:  {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ}  [فصِّلت: 23] فقال: إنَّما عَمِل النَّاس على قَدْر ظنونهم بربِّهم؛ فأمَّا المؤمن فأَحْسَن بالله الظَّنَّ، فأَحْسَن العمل؛ وأمَّا الكافر والمنافق فأساءا الظَّنَّ، فأساءا العمل) [تفسير الطبري]
وقال ابن القيِّم: (وأمَّا المسيء المصرُّ على الكبائر والظُّلم والمخالفات، فإنَّ وحشة المعاصي والظُّلم والحرام تمنعه مِن حُسْن الظَّنِّ بربِّه، وهذا موجودٌ في الشَّاهد، فإنَّ العبد الآبق -الخارج عن طاعة سيِّده- لا يُحْسِن الظَّنَّ به، ولا يجامع وحشة الإِسَاءة إحسان الظَّنِّ أبدًا)  [الجواب الكافي]  .
3- طول الأمل:
عن الحسن: (ما أطال عبدٌ الأمل إلَّا أَسَاء العمل) [شعب الإيمان للبيهقي] . 
الوسائل المعينة على ترك الإِسَاءة:
1- الحِلْم: 
قال تعالى:  {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ}  [المؤمنون: 96].
قال السعدي: (أي: إذا أَسَاء إليك أعداؤك بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإِسَاءة، مع أنَّه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته، ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم، فإنَّ ذلك فَضْلٌ منك على المسيء. ومِن مصالح ذلك: أنَّه تَخِفُّ الإِسَاءة عنك في الحال، وفي المستقبل، وأنَّه أَدْعَى لجلب المسيء إلى الحقِّ، وأقرب إلى ندمه وأسفه، ورجوعه بالتَّوبة عمَّا فعل، وليتَّصف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوَّه الشَّيطان، وليستوجب الثَّواب مِن الرَّبِّ) [تفسير السعدي ]
2- الاستغفار:
عن علي رضي الله عنه قال: (ليس الخير أن يَكْثُر مالك وولدك، ولكن الخير أن يَكْثُر علمك، ويَعْظُم حلمك، وأن تباهي النَّاس بعبادة ربِّك، فإن أَحْسَنت حَمَدت الله، وإن أسأت استغفرت الله) [حلية الأولياء]
3- معرفة أنَّ في ترك الإِسَاءة رجاحة النَّفس، وراحة القلب
قال القاضي المهدي: (ولو لم يكن في الصَّفح -وترك الإِسَاءة- خَصْلَةٌ تُحمَد إلَّا رجاحة النَّفس ووَدَاع القلب، لكان الواجب على العاقل أن لا يكدِّر وقته بالدُّخول في أخلاق البهائم...) [صيد الافكار]
4- حُسْن الظَّنِّ بالله.
5- قِصَر الأمل.
6- عدم اليأس.