معركة موهاكس.. يوم من أيام الله
فى تلك الأثناء كان جيش المسلمين فى طريقة للمجر وفتح الله على أيديهم عدة قلاع حربية على نهر الطونة و تم فتح حصن بلغراد المنيع
معركة موهاكس.. يوم من أيام الله..... أسرع نصر فى التاريخ...واقوى ثأر عثمانى........ سبب الحقد الأوربى على الأتراك منذ 29 أغسطس عام 1526م
معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانونى وللأتراك والمسلمين
كم مسلم منا يعرف هذه المعركة الخالدة ؟ و ما سببها و ماحدث فيها ؟ كم واحد منا قرأ عن السلطان سليمان القانونى ذلك البطل المجاهد و لم يلوث فكره بالتشويه المتعمد فى مسلسل حريم السلطان ؟! ففى الوقت الذى ينبهر كثير من الشباب المسلم بالحضارة الغربية و ينبهر بقوتهم و يقلد رموزهم ويحتفل بهم .......... تعالوا بنا نتوقف حيث توقف التاريخ ذاته وانفاس تتقطع وهو يلاحق تلك الملحمة الرائعة التى لم ينسى الغرب هزيمتهم فيها على يد المسلمين حتى انهم أطلقوا مثل يقول ” أسوأ من هزيمتنا في موهاكس ” يضرب عند التعرض لكارثة ومصيبة كبيرة
من هو سليمان القانوني؟
هو عاشر ملوك الدولة العثمانية. وأوسع ملوكها عزًا ومجدًا، ويمثل عهده قمة بهاء دولتهم .وصل ملكه أن حكم القارات اسيا وأوربا وأفريقيا 60مليون كم2
أسباب معركة موهاكس
عندما تولى السلطان سليمان القانوني مقاليد الخلافة بعد وفاة والده السلطان العظيم القوى سليم الأول (يافوزسليم) رفض ملك المجر دفع الجزية التي كان يدفعها للخليفة سليم الأول ظنا منه أنه أمام خليفة شاب ضعيف فى بداية حكمه و لم يقف الأمر عند هذا الحد فقام ملك المجر بقتل رسول الخليفة، عندها استشاط غضبا سليمان فقد كان قتل الرسول بمثابة رسالة تحدى رهيبة من أوربا فجهز السلطان سليمان جيشا كبير خرج على رأسه من إسطنبول في (11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م) كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة .
وقد كان بابا الفاتيكان يريد تلك اللحظة للحرب وخطط لها بالايعاز بقتل الرسول فأعلن بابا الفاتيكان كليمنت السابع حالة النفير العام في أرجاء أوروبا لمحاربة جيش الإسلام بقيادة سليمان القانوني، وأصدر قرارا بمنح صكوك الغفران لكل صليبي يشارك بهذه المعركة و تم تكوين أكبر حلف عسكرى ” الإمبراطورية الرومانية المقدسة ”( دقق جيدا اخى القارىء:) وتشمل كل من إسبانيا،إيطاليا، ألمانيا، النمسا،هولندا، بلجيكا، سويسرا، لوكسمبورغ، مناطق واسعة في فرنسا، وأراضي أوروبية أخرى ومملكة المجر: وتشمل للمجر وسلوفاكيا وترانسيلفانيا وهي رومانيا الحالية إضافة لشمال صربيا ، مملكة بوهيميا : وهي جمهورية التشيك الحالية، مملكة كرواتيا، مملكة بولندا،إمارة بافاريا الألمانية: وهي ولاية البايرن الألمانية، جيوش الدولة البابوية، إضافة لمرتزقة أوروبيين من عدة مناطق، فكونوا جيش من اقوى فرسان أوروبا مدعمين بأسلحة تعتبر فى وقتها متطورة، جيش موهاكس الصليبي كان بقيادة : الملك لويس الثاني ، و ملك مملكة المجر “بال توموري” : وهو قسيس قاد أحد أجنحة الجيش بنفسه لبث الروح الصليبية لدى المقاتلين.
فى تلك الأثناء كان جيش المسلمين فى طريقة للمجر وفتح الله على أيديهم عدة قلاع حربية على نهر الطونة و تم فتح حصن بلغراد المنيع وصادف أن كان الفتح في عيد الفطر المبارك، فتلقى أمير المؤمنين التهاني بالعيد والنصر بداخل بلغراد وهي عاصمة صربيا الحالية، بعدها توجه شمالا إلى المجر، وصل إلى “وادي موهاكس” بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا ألف كيلومتر من السير (بدون سيارت ولا طائرات بل مشيا على الأقدام وعلى ظهور الخيل تخيل كم التعب. الف كم . والأخطر انهم هم الذاهبون للعدو ) . وفي ليلة المعركة21 من ذي القعدة عام 932هـ ، 29 أغسطس عام 1526م، سهر السلطان المجاهد سليمان القانوني ليلته يصلي ويدعو الله أن ينصر المسلمين على أعدائهم حتى جاء الفجر، فتقدم خليفة المسلمين جيشه الجرار وصلى بهم إماماً في صلاة الفجر، وبعد الصلاة نظر الخليفة المجاهد سليمان القانوني نحو جيش الإسلام العثماني بكل فخر واعتزاز، وقال لهم وهو يبتسم ودموعه تسيل من عينه:
وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليكم الآن عندها، انفجر الجنود بالبكاء، وعانقوا بعضهم البعض مودعين يرجون الشهادة في سبيل الله.
يوم الملحمة التاريخية والنصر المذهل
. كان التحدي الأكبر الذي واجه السلطان سليمان القانوني هو كثرة عدد الفرسان الأوروبيين ، و المجريين ، و المقنعين بالحديد فهؤلاء الفرسان لا سبيل لاصابتهم بالسهام أو بالرصاص أو عن طريق المبارزة بالسيوف نظراً لتدريعهم الكامل ، و لكن السلطان سليمان القانوني لم يستسلم لذلك ورسم خطته بذكاء وحكمة كالاتى .
– قام بوضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف ، و ذلك على طول بلغ مقداره 10 كم (تخيل تخطيط ساحة معركة وقتها فى 10كم) ثم وضع قواته الانكشارية في مقدمة القوات ، و هم الصفوة ثم كان الفرسان الخفيفة في الصف الثاني ، و معهم كل من المتطوعين ، و قوات المشاة بينما كان هو ، و قوات المدفعية في مؤخرة القوات ، و بالفعل هجم المجريون على الجيش العثماني في عقب صلاة العصر .
فأمر سليمان القانوني قوات الانكشارية بالصمود ، و الثبات لمدة ساعة واحدة فقط ثم الفرار بينما أمر الصف الثاني الفرسان الخفيفة بالعلاوة إلى قوات المشاة بفتح الخطوط ، و الفرار من على الأجناب ، و ليس إلى الخلف ، و بالفعل تمكنت القوات الانكشارية من الصمود . وأبيدت قوات
المشاة الصليبية الأوربية بشكل كامل في ما عدده هجوميين قتاليين بقوات بلغت أعدادها ما يقارب عشرين الأف صليبي في الهجمة الواحدة ، و كنتيجة لذلك تم القضاء على جزء كبير من القوة الضاربة للأوروبيين الصليبين (قوات الفرسان المقنعة) ، و معها ما يقارب عدده 60 ألف من الفرسان الخفيفة.
و طبقاً للخطة قامت قوات الانكشارية بالانسحاب إلى الأجناب ، و من ثم تبعتها قوات المشاة ، و أصبح كنتيجة لذلك قلب الجيش العثماني مفتوحاً بشكل تام ، و ابتلع الأوروبيون الصليبيون تلك الحيلة العسكرية ، و اندفعوا بقوة بلغ عددها 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية .
و كانت نهايتهم إذ أصبحوا وجهاً لوجه أمام المدافع العثمانية بشكل مباشر التى كانت تنتظرهم فى المؤخرة ، و على حين غرة ، و بالفعل قامت قوات المدفعية 300 مدفع بفتح نيران مدافعها عليهم بكل قوة فى وقت واحد ، و من كل النواحي ، و لمدة زمنية وصلت إلى حوالي الساعة فحصدتهم حصدًا،وذابت الدروع الحديدية على فرسان الصليب فاحترقوا وعلا صراخهم ونحيبهم وقلة من الصليبين أدركت الهول الرهيب فهربت من ساحة المعركة بشكل فوضوي واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة و أقصى تقدير ساعتين، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم الهاربون من جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألف صليبى ، في حين ارتقى 150 شهيدً وبضعة آلاف من الجرحى.
لكن الأخطر من ذلك ولم ولن تنساه أوربا
عندما أرادت بقايا الجيش الصليبى الاستسلام ؛ فكان قرار السلطان سليمان القانوني الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد : لا أسرى ! . وفى فعل لم يحدث فى التاريخ كأنه فيلم خيالى بالنسبة لواقعنا الحزين الضعيف المقهور. أخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حياً ! وبالفعل قاتلوا قتال الميئًوس واليائس، وانتهت المعركة بمقتل فيلاد، والأساقفة السبعة الذين يمثلون النصرانية، ومبعوث البابا، وسبعون ألف فارس، ورغم هذا تم أسر 25 ألف جريح
بعد موهاكس، دخل المسلمون عاصمة المجر بودا وهي جزء من العاصمة الحالية للمجر بودابيست بعد أن اتحدت مع مدينة بيست، دخل المسلمون المدينة وهم يكبرون، وتصادف أن يدخلوها في عيد الأضحى، فتلقى سليمان القانوني تهاني عيد الأضحى والنصر في بودا بعد أن كان قد تلقى تهاني عيد الفطر و النصر في بلغراد.وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية بودا بوست الان وانتهت مملكتهم من يومها حتى الآن وانتهت أسطورة أوروبا والمجر،وقتها
هذه المعركة من أعظم انتصارات المسلمين على أوربا فى القرون الأخيرة وقد سجلها التاريخ وهو منبهر ، من حيث القوة والعزيمة والخطة و سرعة الحسم،والنصر الذى قضى على مملكة لم تقم لها قائمة من وقتها حتى الآن ومازالت موهاكس تثير حقد ودهشة الأوربيين وعالقة فى ذاكرتهم ويرفضون انضمام تركيا للاتحاد الأوربى ويثيرون المشاكل مع تركيا من بقايا حقدهم من موهاكس، على الرغم من انقضاء مايقرب من 500 عام. اللهم ارزق المسلمين بنصر حاسم مثل موهاكس على الطغاة والظالمين.
كتبه: ممدوح اسماعيل
- التصنيف: