المتآمرون على النظام السوري !!

منذ 2011-06-19

للثورة السورية خصوصية تميزها عما سبقها من ثورات شعبية عربية، سواء تلك التي نجحت في إطاحة النظم المستبدة(مصر وتونس) وتلك التي ما زالت تناضل لبلوغ غايتها (ليبيا واليمن)..



للثورة السورية خصوصية تميزها عما سبقها من ثورات شعبية عربية، سواء تلك التي نجحت في إطاحة النظم المستبدة(مصر وتونس) وتلك التي ما زالت تناضل لبلوغ غايتها (ليبيا واليمن).

صحيح أن طغيان نظام الأسد هو الحافز الرئيس للسوريين على تحطيم جدار الخوف السميك والمقيم، والإصرار على استعادة حريتهم وكرامتهم وحقوقهم المنهوبة.أي أن الأزمة داخلية بكل تأكيد وبهذا تلتقي مع الثورات الأخرى، وهو ما جعل الشعارات محلية، وانتهز المشبوهون الفرصة لتحريف المسألة عن واقعها، وشيّدوا فوقها قصوراً وهمية كاستنتاج أن الهموم المشتركة بين شعوب الأمة غائبة، وأن الشعوب لا تكترث بقضية فلسطين!! وهذا استنباط واهن، يقف على شفا جرف هار، فالمطلوب عند الجمهور المحتج هو تحرير إرادتهم وامتلاك ناصية قرارهم، فلسيت قضية القدس هي موضع الصراع مع الطاغية مهما كان موقفه منها.


إن الميزة الفارقة للثورة السورية تتلخص في أنها ثورة ذات أبعاد إقليمية حاسمة، وذلك بحكم جملة من العوامل المؤثرة، يتصدرها دخول النظام المستبد بسوريا في مشروع التمدد الصفوي على حساب العرب كافة، وتجارة هذا النظام بشعارات المقاومة المزعومة والممانعة المفتراة!!


وعند خطوط التماس هذه تتقاطع مصالح الغرب الصليبي وحليفه الأكبر العدو الصهيوني والشريك الخفي: نظام الولي الفقيه في إيران.


فالنظام الكذاب في دمشق يقول في كره أمريكا ما لم يقله مالك في الخمر، لكنه يفاخر رسمياً بأن تعاونه الاستخباري مع واشنطن حمى ألوف الأمريكيين من موت محتم، وسعى في المقابل إلى طمس خيانته الرخيصة عندما تولى مهمة كلب حراسة للاستخبارات الأمريكية: تعذيب سوريين يحملون جنسيات غربية لحملهم على الاعتراف مكرهين بأنهم منخرطون في تنظيم القاعدة (قضية المهندس الكندي من أصل سوري ماهر عرار، ليست سوى نموذج)!!


والعم سام يدعي أنه لا يرتاح لنظام الأسد ولا سيما بسبب صلته الوطيدة بالدولة الصفوية، بل إن نفاق الأمريكان بلغ بهم حد وضع هذا النظام-نظرياً- على قائمة الإرهاب الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، لكن إدارة أوباما التي تخلت عن حليفها حسني مبارك خلال أسبوع، ما زالت تتحدث بنعومة وتمنح مصاص دماء السوريين فرصة الاختيار السخيف بين أن يقود عملية الإصلاح أو أن يتنحى!!! هذا بعد ثلاثة أشهر من سيول الدماء ومن أبشع الممارسات الوحشية ضد مواطنيه بصورة غير مسبوقة البتة، فلا مبارك ولا ابن علي ولا علي صالح ولا القذافي بلغوا معشار ما بلغه النظام السوري الوالغ في دماء السوريين العزل حتى من غير المشاركين في التظاهرات السلمية.


وطهران التي تتاجر منذ ثورة خميني بالعداء لـ"الشيطان الأكبر" تلقت منه العراق وأفغانستان هديتين باردتين بلا مقابل، فهل أصبح الشيطان الأكبر صاحب جمعية خيرية تبذل العون للشيطان الصفوي؟!وملالي الدجل في قم الذين يسبغون على نظام الأسد صفات المقاومة، ويمثلّون ادعاءات إزالة الكيان الصهيوني من الوجود، ألم يبلغهم بعد أن الجولان السورية محتلة منذ 42سنة-أو أن صاحبهم الأول حافظ الأسد باعها لليهود عندما كان وزيراً للدفاع فكوفئ بتصعيده إلى رئاسة الجمهورية ثم كوفئ بالموافقة على توريثها لابنه من بعده!!-أوليست الجولان تستحق المقاومة لتحريرها؟أم أن قوم التقية باتوا أهل صدق مع سادتهم اليهود فقط فلا يجوز أن يتراجعوا عن صفقة بيع الجولان؟والمثير للسخرية أن واشنطن نفسها وضعت شركات صهيونية عدة على قوائمها السوداء لأنها تتاجر تجارة ممنوعة مع المجوس الجدد، الذين يدعون لمحوها من الوجود!!!!


إن السوريين الأبطال يحاربون العالَم كله: فالغرب والشرق يؤيد نظام القمع الطائفي علانية-روسيا مثلاً- أو ضمناً بمنح المهلة تلو المهلة-واشنطن مثلاً آخر!!-، والمجوس الجدد ضدهم حتى الإبادة، والعرب أصابهم العي فلا هم يرون ولا هم يسمعون ولا هم ينطقون!!والدول الإسلامية ليست في حال أحسن!! فمنذا الذي يتآمر على النظام السوري الأفّاق إذاً؟ الجواب: الشعب السوري الأعزل الذي لم يعد يخاف من الدبابات ولا الطائرات ولا جميع أسلحة القتل العشوائي اليومي!!


والمحزن أن لكل هؤلاء الأعداء مصلحة واضحة للعيان من مساندتهم للنظام ضد السوريين، أما العرب فهم الوحيدون الذين يستفيدون من انتصار الثورة السورية-صرنا نحدثهم بلغة المنافع ما دامت المبادئ والنخوة والإنسانية حتى قد تبخرت من قاموسهم!!-
أجل!! الشعب السوري اليوم يخوض معركة الأمة كافة ضد ثالوث الصاد الصفيق: الصهيونية/الصليبية/الصفوية!!فيا ليت قومي يعلمون قبل فوات الأوان!!


15/7/1432 هـ
 

المصدر: موقع المسلم