من هم الذين تفتح لهم أبواب الجنة الثمانية

منذ 2018-10-20

عدد أبواب الجنة : - هي ثمانية كما في مسلم من حديث عمر " «فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ» "


بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمين وبعد : 
فهذه كلمات يسيره دونتها وقيدتها في صفات أولئك السعداء الذين تفتح لهم أبواب الجنة الثمانية وينادون منها, لعلها أن تكون حافز لنا لطلب الأثر والبحث عن الطريق وتلمس العمل الموصل لنا إلى رضوان ربنا وجنانه. 
أسال الله الكريم أن يجعلنا وإياكم من أهل الصدق والعمل وممن ينادي يوم القيامة من هذه الأبواب . 
وأسعد وأشرف بموافاتي بما فيها من الخطأ والوهم.

سليمان بن أحمد العمار
من هم الذين تفتح لهم أبواب الجنة الثمانية:

أولا : عدد أبواب الجنة :
- هي ثمانية كما في مسلم من حديث عمر "
«فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ» " ، وفي غيره من الأحاديث التي ستأتي معنا 
ثانيا : أسماء أبواب الجنة :
اجتهد العلماء في تتبعها والبحث عن أسمائها ،فأوصلها بعضهم إلى عشرين بابا ، ولكن الذي يهمنا أسماء ماجاءت به النصوص الواضحة ،
الباب الأول : باب الصلاة ،الثاني : باب الجهاد ، الثالث : باب الريان ، الرابع : باب الصدقة ، لما جاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
«من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خيرٌ ؛ فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة " . فقال أبو بكر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة ؛ فهل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها ؟! قال : " نعم ! وأرجو أن تكون منهم » " ..الخامس : الباب الأيمن ،: ما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الطويل ، قال في آخره : " ... «فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء للناس فيما سوى ذلك من الأبواب» ... "، السادس : لا حول ولا قوة إلا بالله ، حديث قيس بن سعد بن عبادة ، أنَّ أباه دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخدمه ، قال : «فمرَّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد صليت ، فضربني برجله ، وقال : " ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ؟ " . فقلت : بلى ! . قال : " لا حول ولا قوة إلا بالله "» [1] ، السابع : باب الوالد ، والدليل عليه : ما أخرجه الترمذي في سننه عن أبي الدر داء قال : « أنَّ رجلاً أتاه ، فقال : إنَّ لي امرأة ، وإنَّ أمي تأمرني بطلاقها . فقال أبو الدر داء : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو أحفظه "» وربما قال سفيان : إنَّ أمي ، وربما قال : أبي . وهذا حديث حسن صحيح . اهـ ..
ثالثا : لطيفة قال ابن القيم : " وتأمل قوله سبحانه: "
{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} " كيف تجد تحته معنى بديعا ، وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم ، بل تبقى مفتحة ،كما هي ،وأيضا فإن في تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم في الجنة ،حيث شاؤا ودخول الملائكة عليهم كل وقت ، بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت ، وأيضا إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب، كما كانوا يحتجون إلى ذلك في الدنيا "
رابعا : متى تفتح أبواب الجنة :
- في شهر رمضان عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
«إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ » "0[2]
- يوما الاثنين والخميس عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
«تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ فَيُغْفَرُ فِى ذَلِكَ الْيَوْمَيْنِ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا » "[3].
خامسا : أول من تفتح له أبواب الجنة :
أول من يدخل الجنة هو حبيبنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كما جاء في الصحيح عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول محمد فيقول بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك .
سادسا: سعه أبوابها :
قال ابن القيم : "جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة في حديث الشفاعة الطويل "
«إن ما بين المصراعين من مصارع الجنة لكما بين مكة وهجرا ، أوهجر ومكة» " وفي البخاري رواية " «كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى » " ، جاء في مسلم عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ...ولقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتينّ عليه يوم وهو كظيظ من الزحام " فهذا موقوف، والذي قبله مرفوع ، فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذاكر له كان هذا ما بين باب من أبوابها ولعله الباب الأعظم ، وإن كان الذاكر لهم ذلك غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يقدم على حديث أبي هريرة المتقدم..." 
ثامنا : مفاتيح الجنة :
1- قيل لوهب بن منبه: "أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله قال: بلى ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح"0[4]قال ابن القيم : "وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة :الطهور ،كما قال صلى الله عليه وسلم :"مفتاح الصلاة الطهارة"، ومفتاح الحج :الإحرام ،ومفتاح البر :الصدق ،ومفتاح الجنة :التوحيد، ومفتاح العلم :حسن السؤال ،وحسن الإصغاء ..،"
2- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "«
« إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُو» فِ[5] »". وقال يزيد بن شجرة : "السيوف مفاتيح الجنة ."[6]..

تاسعا : من هم الذين تفتح له أبواب الجنة الثمانية 
سوف أوردهم إجمالا باختصار ثم بعد سأذكر الأحاديث بتمامها وألفاظها وأحاول الكلام في الحاشية : 
-
«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أو مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ »
- مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ . 
- مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ
- مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ .
- مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ .
- من لقي الله لا يشرك به شيئاً، ولم يتندَّ بدم حرام .
- إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها .
- ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع .

وسوف أسوق الأحاديث الواردة في ذلك تفصيلا وجعلت الكلام على الصحة والضعف في الحاشية وهو وهم جدا ينبغي النظر فيه .
1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
« مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ". وفي رواية لمسلم " مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » ".
قال الشيخ عبدا لله السعد : كلا الروايتان ثابتة ، فإن اقتصر على أحدهما فله ذلك ، وإن أتى بهذا مرة، وبهذا اخرى فهو حسن .
2- عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
«مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ» ».[7]
3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
«مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» "
4 - عن صعصعة بن معاوية قال لقيت أبا ذر قال قلت حدثني قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
«ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده قلت وكيف ذلك قال إن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت بقرا فبقرتين » "[8]
- قال ابن باز رحمة الله : الزوجان كثوبين أودرهمين ، أو شاتين ،والظاهر أنه زوجين من مال واحد . ولعل الأقرب أن المراد في قوله : في سبيل الله أنه طاعة الله ، وإن كان في الجهاد فهو أولى [9].

5- عَنْ عُبَادَ ةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
«مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَإِنَّ اللهَ يُدْخِلُهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَمَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَعَصَى، فَإِنَّ اللهَ مِنْ أَمْرِهِ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» " [10].

6- عن عنُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ[11]"
- قال ابن حجر : وخص الصغير بذلك لأن الشفقة عليه أعظم والحب له أشد والرحمة له أوفر، وعليه فمن بلغ الحنث لا يحصل لمن فقده ما ذكر من هذا الثواب وإن كان في فقد الولد أجر في الجملة0

7- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من لقي الله لا يشرك به شيئاً، ولم يتندَّ بدم حرام، إِلَّا دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ "[12]

8- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (
«إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت» )[13].قال الشيخ عبدا لله السعد : هو حديث ثابت .

9- عن صهيب أنه سمع من أبي هريرة ومن أبي سعيد يقولان خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال : "
«والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا ندري على ماذا حلف ثم رفع رأسه في وجهه البشرى فكانت أحب إلينا من حمر النعم ثم قال ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له ادخل بسلام» "[14]

تمت بحمد لله وفضله


----------------------------------
[1] - أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم من طريق مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ،عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ 
، ميمون بن أبي شبيب، لم يذكروا له سماعاً من قيس ابن سعد، وهو كثير الإرسال، وقال عمرو بن علي: ليس يقول في شيء من حديثه سمعت، ولم أُخبر أن أحداً يزعم أنه سمع من الصحابة، وقد ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر: صدوق، كثير الإرسال، وقال الذهبي صدوق ، وهو أقرب . وله شاهد من حديث معاذ بنحوة عند أحمد وغيره جاء من طريق عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، لكن قيل بأن أبا رزين لم يدرك معاذ ، فمن أهل من يقوى الحديث بهذا الشاهد .
[2] - متفق عليه .
[3] - مسلم واحمد وغيرهم .
[4] - ذكره البخاري بلفظ قيل لوهب ، ووصله في التاريخ الكبير ، وأبو نعيم في صفة الجنة . 
[5] - أخرجه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري .
[6] - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ،وأبو نعيم في صفة الجنة وغيرهم ورجاله ثقات ، ويزيد بن شجرة مختلف في صحبته ، والصحيح ليست له صحبه كما قال أبو زرعه وابن منده وغيرهما 0
[7] - متفق عليه ، واللفظ لمسلم.
[8] -أخرجه النسائي وأحمد في المسند من طريق بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن عن صعصعة بن معاوية ، وقد صرح الحسن بالسماع كما في رواية أحمد وغيره فالحديث رجاله ثقات .
[9] - كتاب أحكام الزكاة للقحطاني
[10]- أخرجه أحمد وابن أبي عاصم في "السنة" ، والبزار في "مسنده" من طريق حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ ، إسناده لاباس به ، ابن عياش -وهو إسماعيل- صدوق حسن الحديث في روايته عن الشاميين وهذا منها، وعقيل بن مدرك روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في "الثقات، ولقمان بن عامر قال أبو حاتم يكتب حديثه وذكره بن حبان في الثقات ووثقه العجلي، وقال الذهبي صدوق ، أَبِو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ وثقة العجلي وقال : لم يكن في زمانة في دمشق أفضل منه ، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عن جماعة من الصحابة ، وروى عنه جماعة من الثقات فمثل هذا يقوي أمره ، فالحديث لاباس به .
[11] - أخرجه أحمد وابن ماجة وغيرهم من طرق عن حَرِيزٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ شُفْعَةَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ،وحريز بن عثمان الرحبي ثقة ، شُرَحْبِيلَ ابْنِ شُفْعَةَ وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وذكره ابن حبان فى الثقات ، فالحديث اسنادة جيد ، وله شواهد منها ما أخرجه النسائي بسند رجاله ثقات ، من طريق شعبة قال حدثنا أبو إياس وهو معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه : " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم ومعه بن له فقال له أتحبه فقال أحبك الله كما أحبه فمات ففقده فسأل عنه فقال ما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك " .
[12] - أخرجه أحمد وابن ماجة وغيرهم من طرق عن إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ،وقد اختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد والصواب رواية يزيد بن هارون ووكيع عنه عن عبدالرحمن بن عائذ عن عقبة بن عامر ، ورجاله ثقات لكن هل سمع عبدالرحمن بن عائذ من عقبة ، ، سماعه منه محتمل، وقد روى عبد الرحمن بن عائذ عن جماعة من الصحابة، إلا أن البخاري وأبا حاتم ذكرا أنه يروي عن رجل عن عقبة.
[13] - أخرجه ابن حبان والطبراني من طرق عن عبدا لملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ،وإسناده قد يقال ;أنه صالح إن سلم من اضطراب عبدالملك بن عمير كما أشار إليه الدار قطني في العلل ، وقد جاء من طرق أخرى من حديث عبدالرحمن بن عوف وعبدالرحمن بن حسنة وانس بن مالك ، وإن كان في أسانيدها ضعف من حيث العموم ،ومن أعله قال إن هذه الطرق لاتقوية بل تزيده ضعفا لأنه اظطرب فيها عبدالملك والله أعلم
[14] - أخرجه النسائي وغيره لعل إسناد الحديث لاباس به ، والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم .ولعل حجة من ضعف الحديث كانت من جهة الكلام في الراوي صهيب مولى العتواريين قال الذهبي : لا يكاد يعرف ،وقال ابن حجر في "التقريب" :مقبول. وهذا الراوي من كبار التابعين وقد روى عنه نعيم المجمر ، مع أن نعيما المجمر يروي عن الصحابة مباشرة في أحاديث أخرى . وقد أخرج حديثه هذا ابن خزيمة في صحيحه وكذلك ابن حبان وفي هذا توثيق للراوي ،وقدذكره ابن خلفون في "الثقات".ولفظ الحديث مستقيم .كما أن إخراج النسائي له في المجتبي يقوي من شأنه . وقال الحاكم في المستدرك بعد روايته للحديث « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والذي عندي أنهما أهملاه لذكر صهيب مولى العتواريين بين نعيم بن عبد الله وأبي هريرة ، فإنهما قد اتفقا على صحة رواية نعيم عن الصحابة رضي الله عنهم ».وهذا الحديث من أحاديث الفضائل ، والله تعالى أعلم .