من فلسفة الرياضيات!
ولكل ما سبق أرى الرياضيات بما فيها من تناسق دليل ليس فقط على وجود الله! بل على قدرته وحكمته.
الرياضيات هي الصلة بين الفيزياء والميتافيزياء، فكما أن اللغة العربية هي الوعاء الذي اختاره الله تعالى كي يحمل كلمته الأخيرة إلى الناس، فالرياضيات هي اللغة التي اختارها الله تعالى كي تكون الوعاء الذي يحمل تصميمه لمخلوقاته، والكون كله.
فالإنسان - في قناعتي - لم يخترع الرياضيات بل هو قد اكتشفها، اكتشفها في طيات الكون - ممثلة في الرياضيات التطبيقية - كما اكتشفها في طيات فطرته العقلية - ممثلة في الرياضيات البحتة، فتلاقى النوعان، فكان نورا على نور!
والعجيب أنه كلما تقدمت الفيزياء كلما اكتشفنا أنه لا توجد رياضيات بحتة، بل كلها تطبيقية إلا أننا لم ندرك أين هي الرياضيات البحتة من الكون بعد فلم ندرك أنها تطبيقية. فالرياضيات مغروسة في الفطرة العقلية، ومغروسة في الكون المادي، ولولا أنها في عقولنا مسبقا لما فهمنا وجودها في الكون لاحقا!
وهناك من العلماء من قوي حدسهم فمكنهم من أن يغوصوا في أعماق فطرتهم العقلية ويستخرجوا منها علاقات رياضية هم مؤمنون بصحتها لكنهم يفتقدون البرهان، وقد يأتي البرهان بعد مئات السنين من وفاتهم مثلما حدث في نظرية فيرمات الأخيرة.
ولكل ما سبق أرى الرياضيات بما فيها من تناسق دليل ليس فقط على وجود الله! بل على قدرته وحكمته.
أحمد كمال قاسم
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: