إيران توجه صواريخها لـ (إسرائيل).. عفوا.. لـ (دول الخليج)

منذ 2011-06-22

صاروخ إيراني جاء كشف المعارضة الأحوازية عن توجيه إيران لصواريخها ـ التي تسعى كل يوم لتطويرها والتهويل من شأنها ومن شأن قدراتها "الفذة" ـ إلى دول الخليج ليصدم بعض الناس الذين ما زالوا يصدقون الدعاية الإيرانية بشأن العداء مع الغرب والكيان الصهيوني.


صاروخ إيراني جاء كشف المعارضة الأحوازية عن توجيه إيران لصواريخها ـ التي تسعى كل يوم لتطويرها والتهويل من شأنها ومن شأن قدراتها "الفذة" ـ إلى دول الخليج ليصدم بعض الناس الذين ما زالوا يصدقون الدعاية الإيرانية بشأن العداء مع الغرب والكيان الصهيوني ودعواتها لتحرير فلسطين.


لقد تصور البعض أن هناك خطأ ما في الخبر وأن المقصود هو توجيه الصواريخ للكيان الصهيوني "استعدادا للحرب المقدسة لتطهير أرض فلسطين المحتلة من أيادي اليهود" ـ كما تقول طهران وتروج أجهزة إعلام الشيعة في كل مكان وفي كل وقت ـ لكن الحقيقة أن طهران توجه صواريخها لدول الخليج المسلمة بعد أن شنت خلال الفترة الماضية حملة شعواء ضدها مهددة إياها بـ "الويل والثبور وعظائم الامور" بسبب وقوفها بجانب البحرين لمواجهة محاولات الشيعة للانقضاض على الحكم مستغلين الحركة الثورية التي تشهدها بعض الدول العربية ضد أنظمتها، وهي حركات لم ترفع علم دولة أخرى ولم يكن لها شعارات طائفية من أي نوع وتركزت مطالبها في الحرية والعدل واحترام آدمية الشعوب وحقها في العيش الكريم خلافا للمعارضة في البحرين التي أعلنت عن طائفيتها بشكل واضح منذ أول يوم لتحركها، وهو ما دعا دول الخليج لدعم البحرين طبقا للاتفاقيات الموقعة بين هذه الدول في إطار مجلس التعاون الخليجي، وكان دورها حماية الحدود والمواقع الإستراتيجية بعد تأكد وجود مخطط مدعوم من إيران للقيام بإنقلاب يستهدف في مرحلة لاحقة بقية دول الخليج لتحقيق حلم إيران القديم بإمبراطورية فارسية تنشر من خلالها تشيعها وحقدها ضد العرب وأهل السنة.


إن إيران التي تم الكشف مؤخرا عن حلقة جديدة من تعاونها السري مع الكيان الصهيوني بعد نشر أدلة تثبت تورط طهران في التعامل مع شركات صهيونية تعمل في مجال النفط، لا ترى في الغرب و"إسرائيل" عدوا حقيقيا ـ بعيدا عن الخطاب الإعلامي طبعا ـ لأنها تعرف أن العلاقات معه يحكمها المصالح وما دامت أطماعها لن تتقاطع مع مصالحه فهي في مأمن من بطشه، لذلك تجد أمريكا تقف بالمرصاد لأي دعوة لمهاجمة إيران عسكريا وكذلك بعض القيادات الكبيرة في الكيان الصهيوني تتخذ نفس الموقف، كما اتضح ذلك من تصريحات الرئيس السابق للموساد والذي حذر فيها من مهاجمة إيران رغم كل ما يتم الإعلان عنه بشأن برنامجها النووي ووجود أدلة على عسكريته.


العدو الحقيقي لإيران هي الدول السنية التي تقف أمام أطماعها في المنطقة والتي تقف بالمرصاد أمام طابورها الخامس التي تحركه من وقت لآخر والمتمثل بالشيعة الذين يسكنون في هذه الدول والذين يدينون بالولاء التام لإيران وقد ظهر هذا جليا خلال التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولون الإيرانيون ضد دول الخليج ومحاولة إرسال سفينة "لإنقاذ شيعة البحرين" ومطالبة شيعة البحرين لطهران بالتدخل، وتأكيد نجاد على أن بلاده لن تقف صامتة أمام ما يحدث في البحرين وتهديده الصريح بتغيير موازين المنطقة إذا لم يتم الوصول لحل يرضي شيعة البحرين.


نجاد وقادة إيران لم يفطنوا إلى أنهم يفضحون أنفسهم بشكل فج بهذه التصريحات التي تعتبر تدخلا سافرا في شؤون دولة أخرى ترتبط مع إيران بعلاقات جوار ينبغي احترامها خلافا لروابط الدين ـ كما تدعي إيران ـ كما أنهم "لم يفطنوا" إلى أنه من باب أولى نصرة الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني والتدخل العسكري هناك من باب أولى "لتغيير موازين المنطقة" أما أن تصرف إيران جهودها لمهاجمة جيرانها وتنصيب نفسها حامية للشيعة في العالم فهو إنذار خطير خصوصا وأن هذه اللهجة أصبحت عالية وعلنية مما يشير إلى اطمئنان طهران للموقف العالمي تجاهها في وقت يستعد الإحتلال لما يسميه "انسحاب قواته" من العراق ويسعى لوضع ترتيبات أمنية مع دول الجوار خوفا من حدوث المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية.


تدخل قوات درع الخليج لحماية البحرين يعد أول تحرك عربي فعلي في وجه الهيمنة الإيرانية المتصاعدة، وهو ما أثار حفيظة إيران وجعلها تسفر عن وجهها القبيح، وهذا التدخل يعد بادرة لما ينبغي العمل عليه بين دول المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني، وإذا كانت جامعة الدول العربية ستفشل في تحقيق تعاون مماثل بين دولها فستكون العواقب وخيمة.


10/7/1432 هـ
المصدر: خالد مصطفى - موقع المسلم