رحلةُ العجائبِ ومشاهدُ العُصَاةِ

منذ 2019-01-04

{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

 

رحلةُ العجائبِ ومشاهدُ العُصَاةِ ([1])

كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاةً أقبلَ بوجهِه علي أصحابِه رضي الله عنهم، وكانَ كثيرًا ما يقولُ لهم: هل رأى أحدٌ منكم البارحةَ رؤيا؟

وفي يومٍ من الأيامِ بعد صلاةِ الصبحِ أقبلَ علهم وقال: هل رأى أحدٌ منكم من رؤيا؟ فقالوا: لا. فقال: لكنِّي رأيتُ الليلةَ رؤيا.

فقص عليهم الرؤيا الآتية:

أتاه في هذه الليلةِ آتيان، وهما جبريلُ وميكائيلُ عليهما السلام، فأخَذا بيده صلى الله عليه وسلم، وقالَا له: انطلِقْ.

قال: فانطلقْتُ معهما إلى السماءِ ([2]).

ذهبوا في رحلةٍ سويًّا. وفي أثناءِ هذه الرحلةِ رأوا مشاهدَ عجيبةً، ومناظرَ غريبةً.

المشهد الأول: أتوا على رجلٍ مُضطجعٍ مُستَلقٍ على قفَاه قد نامَ، وإذا ملك بجواره قائمٌ عليه بصخرةٍ عظيمةٍ، هوي الملك بالصخرةِ علي رأسِ الرجلِ، فثلَغَ رأسَه وشدَخَها. وتدهْدَه الحجرُ وتدحرجَ ها هنا وها هنا. ووقعَ دماغُه في جانبٍ ووقعَتِ الصخرةُ في جانبٍ.

جاء الملكُ فتتبعَ الحجرَ، وحمله مرةً أخرى، فلا يرجِعُ إلي الرجل حتى يصِحَّ رأسُه كما كان ويلتئِمُ، فيفعَلُ به مثلَ ما فعل في المرة الأولى.

قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ فقالا: انطلقْ انطلقْ. قال: فانطلقْنا.

المشهد الثاني: أتوا على رجلٍ مُستلْقٍ علي قفاه. وإذا مَلكٌ قائمٌ عليه بكَلُوبٍ من حديدٍ، فيأتي الملك أحد شِقَي وجهِه فيُشَرشِرُ شِدْقَه ([3]) ويقطعُه حتى يبلُغَ قفاه، ويقطَعُ مِنخَرَه حتى يبلُغَ قفاه، ويقطَعُ عينَه حتى يبلُغَ قفاه. ثم يتحوَّلُ إلى الجانبِ الآخر فيفعَلُ به مثل ما فعلَ بالجانب الأول، فما يفرُغُ من ذلك الجانبِ حتى يصِحَّ الجانب الآخرُ، فيفعَلُ به مثلَ ما فعلَ في المرَّةِ الأولى.

قال: قلت سبحان الله: ما هذان؟! فقالا: امضِ أمامَك. قال: فمضَيتُ ساعةً.

المشهد الثالث: أتَوا على مثلِ التَّنُّورِ، أعلاه ضيقٌ، وأسفلُه واسعٌ، تتوقَّدُ تحتَه نارٌ عظيمةٌ، وفيه لغطٌ وأصواتٌ، وصراخٌ وعويلٌ، وإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراةٌ، وإذا يأتيهم لهبٌ من أسفلَ منهم، فإذا اقتربَ اللهبُ ارتفعوا حتى كادوا يخرُجونَ، فإذا خمَدَ رجَعُوا، وهم في صياحٍ وبكاءٍ.

المشهد الرابع: أتَوا على نهرٍ أحمرَ مثلَ الدم، فإذا في وسطَ النهرِ رجلٌ يسبحُ، وإذا على شَطِّ النهرِ رجلٌ يجمَعُ حجارةً كثيرةً قد أحمَاها حتى صارتْ مثلَ الجمرةِ. وإذا ذلك السَّابحُ يسبحُ ما شاء الله له أن يسبَحَ، فإذا اقتربَ من الشاطئ وأراد أن يخرُجَ من النهرِ فغرَ فاه وفتحَ فمَه، فيأتي ذلك الذي قد جمعَ الحجارةَ فيُلقِمَه حجرّا فيبتلعُه، ثم ينطلِقُ يسبَحُ ما شاء الله له أن يسبحَ، ثم يرجع إليه، كلَّما أرادَ أن يخرُجَ فغَرَ فاه فألقمَه الذي على الشاطئ حجرًا.

قال قلت لهما: ما هذان؟! فقالا: انطلِقْ انطلقْ، قال: فانطلقْنَا.

مشاهد أخرى: أتوا بعد ذلك على رجلٍ كريه المنظر، كأكرَه ما أنت راءٍ، وإذا عنده نارٌ يحشُّهَا، ويُوقِدُها ويسعَى حولَها. قال: قلتُ لهما: ما هذا؟! فقالا: انطلِقْ انطلِقْ. قال: فانطلقْنَا.

ثم أتوا بعد ذلك على رَوضة وحديقةٍ مُعتِمةٍ شديدةِ الخُضْرةِ، فيها من كلِّ لونِ الرَّبيعِ، وفيها شجرةٌ عظيمةٌ، قال صلى الله عليه وسلم: "وإذا بينَ ظَهْرانَى الروضةِ رجلٌ طويلٌ، لا أكادُ أرى رأسَه طولًا في السماءِ، وإذا حولَ الرجلِ من أكثرِ وُلْدَانٍ رأيتُهم قط ([4])، وإذا رجلٌ قريبٌ من الشجرةِ بين يديه نارٌ يِوقِدُها". قال: قلتُ لهما: ما هذا، وما هؤلاء؟! فقالا: انطلِقْ انطلِقْ. قال: فانطلقْنَا.

فصعَدوا به في الشجرةِ ودخلوا دارًا هي روضةٌ عظيمةٌ لم يُرَ روضةٌ قط أعظمَ منها ولا أحسنَ، فيها رجالٌة شيوخٌ وشباب، ونساء، وصبيان. ثم أخرجاه منها، وقالَا له: ارق? فيها، يعني اصعَد في الشجرة.

قال: فارتقيت فيها. فانتهوا إلى دار هي مدينة قال: "لم أرَ قط أحسنَ منها". هي أحسنُ وأفضلُ مدينةٍ، مبنيةٌ بلَبِنِ ذهبٍ ولَبِنِ فضةٍ، فيها شيوخٌ وشبابٌ. فأتوا بابَ المدينةِ فاستفتحوا ففُتِحَ لهم فدخلوها، فتلقَّاهم فيها رجالٌ شطرٌ من خَلْقِهم كأحسنِ ما أنت راءٍ، وشَطْرٌ كأقبحِ ما أنت راءٍ، كلُّ واحدٍ منهم نصفُ جسدِه حسنٌ جدًّا، ونصفُه قبيحٌ جدًّا. فقالا لهم: اذهَبوا فقَعُوا في ذلك النهرِ، وإذا نهرٌ يجري عرضًا، كأنَّ ماءَه اللبنُ الخالِصُ في البَيَاضِ، فذهبوا فوقَعوا فيه، ثم رجَعوا إليهم قد ذهب ذلك السوءُ عنهم. ط، فصارَ القبيحُ كالشَّطرِ الحسَنِ فصاروا في أحسنِ صورةٍ وأجملِ منظرٍ.

قال: فقالا لي: هذه جنةُ عدنٍ. قال: "فسما بصري صعدا. نظر إلى فوق. ارتفع كثيرا

قال: فإذا قصرٌ مثلَ الرَّبَابةِ البيضاءِ ([5])". قال: فقالا لي: هذا منزلك. قال: قلت لهما: "بارك الله فيكما، ذَراني أدخلُ منزلي". قالا: "أمَّا الآن فلا؛ إنه بقِيَ لك عمرٌ لم تستكمِلْه، ولو استكمَلْتَه أتيتَ منزِلَك، وأنت داخِلُه".

قال: قلت لهما: "فإني قد رأيتُ الليلةَ عجبا، فما هذا الذي رأيت؟!"

قالا: أما إنا سنُخبِرُك.

11، 12- مشهد تاركُ الصَّلاة وهاجرُ القرآن:

قالا: "أمَّا الرجلُ الأولُ الذي أتيتَ عليه يُثلَغُ رأسُه بالحجرِ؛ فإنه الرجلُ يأخُذُ القرآنَ فيرفضُه، وينامُ عن الصَّلاةِ المكتوبةِ".

وفي روايةٍ: "رجلٌ علَّمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمَلْ فيه بالنهارِ، يُفعَلُ به إلى يومِ القيامةِ".

هذا الذي أنعم الله عليه واختصَّه من بين عبادِه وأتاه نعمةَ القرآن، فلم يشكُرْ النعمةَ ويعرِفْ قدرَها، وما كان منه إلا أن جحدَها وتناسي وتغافلَ وتشاغلَ وتلهَّي عن القرآن الكريم بعدما أوتيه، يُعذَّب هذا العذاب في قبرِه. وليس هذا لمن حفِظَ القرآنَ ونسِيَه، بل كلُّ من هجَرَ كتاب الله تعالى ولم يعمَلْ به داخلٌ في هذا الوعيدِ، والله أعلم.

وهذ الذي سمِع منادي الله يُنادي: حي علي الصَّلاةِ، حي علي الفلاحِ، فما أجابَ ولا اهتمَّ بل جعل أُصبُعَيه في أذنه ومضَي في لعِبِه ولهوه وغفلتِه يرتَعُ ويلعَبُ، يُعذَّب هذا العذاب في قبرِه.

قال تعالي: { {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} } [مريم: 59] ، هؤلاء الذين أضاعوا الصَّلاةَ وتكاسَلوا في أدائِها ولم يُحافِظوا عليها، بل فرَّطوا في حقِّها وتكاسَلوا في أدائِها، إنهم في وادٍ عميقٍ في جهنمَ جزاءَ فِعلِهم هذا.

وكما هو مُقرَّرٌ أن الجزاءَ من جنسِ العملِ، وأنَّ من عمِلَ صالحًا فلنفسِه ومن أساءَ فعليها؛ فأولئك الذين نامو عن الصَّلواتِ ولم يجيبوا نداءَ ربِّ البريَّاتِ، لمَّا فعلوا ذلك طلبًا للراحةِ والنعيمِ عاقبَهم الله بنقيضِ ما أرادوا، فجعلَ من يأتي علي رؤوسهم فيكسرها، هكذا يُعذَّبون في قبورِهم، أراحوا رؤوسَهم في الدنيا، وناموا عن صلاةِ الفجر، فعذَّبهم الله فيها وهم في قبورِهم.

ليتهم لبوا النداءَ وأجابوا؛ إذا لفازُوا ونجَّوا؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " «خمسُ صلواتٍ افترضَهنَّ الله تعالى، مَن أحسنَ وضوءَهنَّ وصلاهنَّ لوقتِهنَّ وأتمَّ ركوعَهنَّ وخُشوعَهنَّ كان له على الله عهدٌ أن يغفِرَ له، ومن لم يفعلْ فليس له على الله عهدٌ، إن شاء غفرَ له، وإن شاء عذَّبَه» " ([6]).

13- مشهد الكذاب:

قالا: "وأمَّا الرجلُ الذي أتيتَ عليه يُشَرشَرُ شِدقُه إلى قفاه، ومِنخَرُه إلى قفَاه، وعينُه إلى قفاه، فإنَّه الرجلُ يَغدُو يخرجُ من بيتِه فيكذِبُ الكَذْبَة تبلغُ الآفاقَ، فهو يُصنَعُ به ما رأيتَ إلى يومِ القيامةِ".

وفي روايةٍ: "فإنه رجلٌ كذَّابٌ، يكذِبُ الكَذِبة، فتُحمَلُ عنه في الآفاقُ، فهو يُصنَعُ به ما رأيتَ إلى يومِ القيامةِ، ثم يَصنَعُ الله تبارك وتعالى به ما شاءَ".

وشَرشرةُ شدقِ الكاذبِ إنزالٌ للعقوبةِ بمحلِ المعصيةِ، وعلى هذا تجري العقوبةُ في الآخرةِ، فالجزاء من جنسِ العملِ، وكما تدينُ تُدَانُ. وإنما استحقَّ الكاذبُ التعذيبَ لِمَا ينشَأُ عن تلك الكَذْبةِ من المفاسدِ وهو فيها مختارٌ غيرَ مُكرَهٍ. ولمَّا كان الكاذبُ يُساعِدُ أنفُه وعينُه ولسانُه على الكذبِ بترويجِ باطلِه وقعَتِ المشاركةُ بينهم في العقوبةِ.

فلماذا الكذبُ؟! ولماذا نشْرُ البغضاءِ والحقدِ بين الناسِ كذِبًا وبُهتَانًا؟! ولماذا المشيُ بالنميمةِ بين العبادِ والإفسادِ بين الإخوانِ؟! ما الفائدة من ذلك؟! وماذا تجني من ذلك سوي الخِزي والندَامة؟!

14- مشهد الزُّناة:

قالا: "وأمَّا الرجالُ والنساءُ العُرَاة الذين في مثلِ بناءِ التَّنُّورِ، فإنهم الزَّناة والزواني".

وعُرِيُّ هؤلاء الزناة والزواني مناسبٌ لهم لاستحقاقِهم أن يُفضَحوا؛ لأنَّ عادتَهم أن يستتروا في الخَلوةِ فعُوقِبوا بالهَتْك والإعلانِ، وكُوفِئوا بغيرِ ما أرادوا وتمنَّوا. ولأنَّ جنايتَهم كانت من أعضائِهم السُّفلَي كانت عقوبتُهم بأن تأتِيَ النارُ من أسفلَ منهم، والجزاءُ من جنسِ العملِ، وكلٌّ مَجزِيٌّ؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ.

15- مشهد آكلُ الرِّبا:

قالا: "وأمَّا الرجلُ الذي أتيتَ عليه يسبَحُ في النهر، ويُلقَمُ الحجَارةَ؛ ذاك صاحبُ الرَّبا، ذاك طَعامُه في القبرِ إلى يومِ القيامةِ".

وإنما عُوقِبَ آكلُ الربا بسباحتِه في النهرِ الأحمرِ كالدمِ لأنَّ أصلَ الربا يجرِي في الذهبِ، والذهبُ أحمرُ. وأما إلقَامُ الملكِ له الحجارةَ فإنه إشارةٌ إلى أن هذا الربا لم يُغن عنه شيئًا، فإنَّ صاحبَ الربا يتخيَّلُ أن مالَه يزدادُ، والله ماحِقُه ومُهلِكُه.

فأنصحك ونفسي يا أخي بتجنُّبِ المعاملاتِ الرَّبويَّة حتي لا تُلقَم الأحجارَ الملتهبةَ في فمِك، واصبِر علي ألمِ الجوعِ، واعلم أنَّ الذي خلقَك لا شكَّ رازِقُك، فإنَّ الله تعالى لمَّا خلقَ الخلقَ قدَّرَ أرزاقَهم وقُوْتَهم.

قالا: "وأمَّا الرجلُ الكَرِيهُ المرآةِ الذي عند النارِ يَحشُّها ويسعَى حولَها؛ فإنَّه مالكٌ خازنُ جهنَّم".

وإنما كانَ خازنُ جهنمَ كريه المرآةِ لأنَّ في ذلك زيادةٌ في عذابِ أهلِ النارِ، فييأسُون منه وينقطِعُ رجاؤهم فيه، { {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} } [الزخرف: 77].

قالا: "وأمَّا الشيخُ الطَّويلُ الذي في الرَّوضَةِ؛ فإنَّه إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم، وأمَّا الوُلْدَان الذين حولَه؛ فكلُّ مولودٌ ماتَ على الفطرةِ". فقالَ بعضُ المسلمين: يا رسولَ الله وأولادُ المشركينَ؟ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وأولادُ المشركينَ".

قالا: "وأمَّا القومُ الذين كانوا شَطْرًا منهم حسَنٌ وشطرا منهم قبيح؛ فإنهم قومٌ خلَطُوا عملًا صالحًا وآخرَ سيئًا، تجاوَزَ الله عنهم".

قال الله تعالي: { {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} } [التوبة: 102].

قالا: "والدارُ الأولى التي دخلْتَ دارُ عامةِ المؤمنين، وأمَّا هذه الدارُ فدارُ الشُّهداءِ".

 

 

([1]) أصل الحديث أخرجه البخاري (1386) ومسلم (2275) مختصرًا، وغيرهما عن سمُرَة بن جُنْدَب.

([2]) وفي رواية": "انطلقْتُ معهما إلى أرضٍ فضاء"، وفي روايةٍ: "إلى أرضٍ مقدسةٍ".

([3]) "الشِّدْق": جانبُ الفم. والشَّرشرةُ: القطع.

([4]) أي: ما رأيتُ ولدانًا قطُّ أكثرَ منهم.

([5]) "الرَّبابة البيضاء": السَّحابة البيضاء.

([6]) صحيح: أخرجه أبو داود (425)، والنسائي (461)، وابن ماجه (1401)، وأحمد (5/ 315).

أبو حاتم سعيد القاضي

طالب علم وباحث ماجستير في الشريعة الإسلامية دار العلوم - جامعة القاهرة