اعتذارات الصائمين..!
تملك الامة الموارد الاقتصادية والبشرية والاستراتيجية، ومع ذلك لا تفكر في الخروج من القمقم، وحالة الهوان والتراجع التاريخي
{بسم الله الرحمن الرحيم }
آنام صائمة، وبيوت هاوية، وأجساد عارية، تكتنفها حرب وبلاء وتآمر، وإخوانهم من المسلمين في تفرج وغفلة، أو شغل وملعبة، أو ترف وملهاة،،،!!
خراب متوال، وانتقامات حاقدة، وصفويون متمددون، واستئصال طائفي،،،،!
والمسلمون السنة ناظرون،،وكأن الأمر لا يعنيهم، او ان الخطر ليس صوبهم،،،!
صامت الامة فأحست بالجوع، وعلاها التعب، وشعر الغني بالفقير، وذيقت المعاناة، وعُرفت حقيقة المسكنة، حساً ومعنى ومشاهدة،،،،! فلم يبق الا التفاعل مع كل ذلك، وتجسيد الاخوة، ومد يد العون، وبسط المواساة بكل صدق وجدية ،،،،!
ولكن ما إن تحاول، الا وتُصدم بواقع سياسي هزيل، وتشرذم عربي، وتآمر دولي، ودول بلا ضمير،،،!!
ولذلك لا تملك الشعوب الصائمة الا ركاما من الاعتذارات الآتية :
- عذراً سوريا، مجازركم المروعة لم تخالط حسنا فننتفض لكم، والزكوات لا يصح نقلها إليكم ولدينا فقراء،،،!
- وعذرا عراقنا الصامد، خذلناكم من قديم واسلمناكم لإيران، فكيف لنا ان نتباكى الان ،،،،؟!
- وعذرا فلسطين، تكيفتم مع الرعب والجوع والمقاساة، فاخرجتم بطولات ، يكفيكم منا ميلنا التاريخي، وانكم قضيتنا المحورية ،،،!
- وعذرا الصومال، عجزت منظماتنا عن توحيد صفكم، وتنصيب زعيم لكم توافقي، وحينما انتصرت المحاكم الاسلامية ، خذلت من الجميع، وصمت اخرون لتعودوا الى المربع الاول وهو الاحتراب الداخلي،،!
- وعذرا ميانمار، لم تظهر قضيتكم على السطح السياسي لنا، فلا زالت فتية، حتى نقتنع بها، فنوقف العدوان، ونسجل مواقف محسوبة،،،!
- وعذرا افريقيا الوسطى، لا سمعنا ولا رأينا، ربما تحرشاتكم بالمسيحيين أسفر شيئا مما تلاقون،،،!
- وعذرا أفغانستان، صمودكم اسطوري، وصبركم متين، واختلط الحر بالبرد عندكم، وما بالينا بكم باله،،،،!!
-وعذرا وعذرا وعذرا،،،،!!
معاذيرُ لو تمت لطال شجونُها// وصارت كبحر فائض الكم اغزرا،،!
تسعد بصومك، وتنشرح الروح، ولكن سرعان ما يحصل الكدر، ويخالطك الضيق، من جراء المحن المتوالية ،والرزايا المتعاقبة،،، ! فأحزان دامية، وآلام قاضية، ولا حل يبدو في الأفق،،،! تفكك أمة، وهزالة موقف، وتشرذم اخوة، وضياع منهج،،،!
قال تعالى(( { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} )) [سورة البقرة] .
وحذرنا تعالى التنازع، وان صيرورته الى الضياع وتبديد القوة (( {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا } )) [سورة الأنفال] .
تملك الامة الموارد الاقتصادية والبشرية والاستراتيجية، ومع ذلك لا تفكر في الخروج من القمقم، وحالة الهوان والتراجع التاريخي، بل إنها تملك ميراث النهوض والوحدة والتقدم والعزة، المتمثل في الكتاب والسنة، ولكن للأسف تتكثر بها ولا تحقق مقاصدها، او ضيعتها فضاعت وهانت،،(( {ومن يهن الله فما له من مكرم} )) [سورة الحج] .
يئن الصائمون لمصاب إخوانهم المنكوبين، فيعالجون ذلك بدعاء القنوت والشجن الدائم، واللحظات الإيمانية المفعمة بالصدق والاهتمام، وبذل الصدقات، ولعلها تخفف من المعاناة، ويصدق الاعتذار، حتى يحل الفرج، ويصب النصر،،، والسلام .
حمزة بن فايع الفتحي
رئيس قسم الشريعة بجامعة الملك خالد فرع تهامة، وخطيب جامع الفهد بمحايل عسير
- التصنيف: