الحجب العشرة بين العبد وبين الله - (7) حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحث
أريدك أن تتدبر السطور التالية بقلبك حتى تفههم مرادي ولتعلم أني بك مشفق وعليك حريص فتدبر ما أقول.
أنا أريدك أن تتدبر السطور التالية بقلبك حتى تفههم مرادي ولتعلم أني بك مشفق وعليك حريص فتدبر ما أقول .. ولا تظن أني بهذا أحرم حلالا .. حاشا لله .. ولكن حقا وصدقا قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه .. إن الأكل حلال .. والشرب حلال ..
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ملأ آدمي وعاء شرّا من بطنه» فإن المعدة إذا امتلأت .. نامت الفكرة .. وقعدت الجوارح عن الخدمة ..
وإن الحجاب الذي قد يكون بين العبد وبين الله ملابسه .. فقد يعشق المظاهر ..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة» تقول له: قصّر ثوبك قليلا .. حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار» " يقول أنا أخجل من لبس القميص القصير .. ولماذا أصنع ذلك؟ هل تراني لا أجد قوت يومي .. ؟!
إن الصحابة كانوا فقراء .. فبدلا من أن يكون قميص أحدهم طويلا .. فيقصر أحدهم ثوبه مقدار عشرة سنتيمترات ويتصدق .. من أجل أن يحصل الثاني على ثوب .. كذب ورب الكعبة .. من يدرس السيرة ويعرف حالة المجتمع .. يتفطن الى أنهم لم يكونوا على تلك الحال لا يجدون القوت .. بالعكس .. لو أرادوا أن يأكلوا الذهب لأكلوه .. لكنهم كانوا يريدون الله والدار الآخرة ..
انتبه الى هذا .. فالمقصود أن هذه الأعراف .. والعادات .. والفضلات .. والمباحات .. قد تكون حجابا بين العبد وبين ربه .. قد تكون كثرة النوم حجابا بين العبد وبين الله .. النوم مباح .. لكن .. أن تنام فلا تقوم الليل .. ولا تصلي الصبح .. أو يصلي الصبح ثم ينام الى العصر فيضيع الظهر .. هكذا يكون النوم حجابا بين العبد وبين الله .. قد يكون الزواج وتعلق القلب به حجاب بين العبد وبين الله .. وهكذا الاهتمام بالمباحات والمبالغة في ذلك .. وشغل القلب الدائم بها ... قد يكون حجابا غليظا يقطعه عن الله.
نسأل الله عز وجل ألا يجعل بيننا وبينه حجابا ..
محمد حسين يعقوب
داعية إسلامي مصري، حاصل على إجازتين في الكتب الستة وله العديد من المؤلفات
- التصنيف:
- المصدر: